على رغم إشادة النقاد بمسلسل "شيخ العرب همام" الذي يقوم ببطولته يحيى الفخراني وحصوله على أعلى نسبة مشاهدة، إلا أن الصراع اشتعل بين قبيلة "هوارة" التي ينتمي اليها شيخ العرب همام، وبين صنّاع المسلسل. وقد تقدّم المحامي أحمد عبد الحسيب أحد أبناء قبيلة همام بأربع دعاوى قضائية دفعةً واحدةً من أجل وقف عرض المسلسل.
وأكّد عبد الحسيب في الدعوى بأنّ المسلسل يسيء إلى صورة "شيخ العرب همام" وأسرته. إذ أظهر والد شيخ العرب الذي يقوم بدوره عمر الحريري، بشكل ساخر يطلب ممن حوله بأن "يفلوه"، وهو مصطلح يعني البحث عن القمل في الرأس. وهو ما اعتبره أبناء القبيلة إهانةً بالغة لمكانة همام ووالده، فضلاً عن أنّ المسلسل يظهر أنّ "همام" له شقيق مختلّ عقلياً، ما أثار غضب أبناء القبيلة بشدة، مؤكدين أنّها شخصية وهمية. كما أظهر المسلسل شيخ العرب بأنّه يميل إلى النساء ويلهث وراء شهواته، ما يعني تشويهاً للحقائق، مؤكداً بأنّ شيخ العرب لم يتزوج سوى امرأة واحدة عكس ما جاء في المسلسل حيث يتزوج من امرأتين من أجل الإنجاب.
كما اعترض المحامي على أحد المشاهد، حيث يظهر "همام" كأنّه اضطر لحمل "قربة المياه" التي يحملها السقاه، ويوزع المياه على المنازل في مدينة قنا من أجل الحصول على جرعة مياه ورغيف عيش من أجل شقيقه. وهو الأمر الذي نفاه تماماً أبناء القبيلة، مؤكدين بأنّ "همام" من عائلة ثرية ومكانة مرموقة، ولا يعقل أن يفعل ذلك.
وأشار المحامي أيضاً إلى أنّ المسلسل سيشعل نار الثأر من جديد بين أبناء القبائل في الصعيد لما يكتنفه من مغالطات حول مواقف همام، مؤكداً أنّ العمل يسيء إلى شخصية همام الذي كان يقف بقوة ضد المماليك، ويحمي حقوق أهله منهم.
وأضاف أحمد عبد الحسيب أنّ المسلسل سيفجر فتنة بين أبناء قبيلة هوارة حيث يلمّح في بعض المشاهد إلى أنّ "هوارة الهامية" ليسوا هوارة بل هم من قبيلة الأشراف وأنّ هوارة لقب وليس أصلاً، وهو الأمر الذي أثار غضبهم.
وإلى جانب الدعاوى الأربع، تقدّم علي محمد عمر علي درويش همام حفيد شيخ العرب همام ببلاغ للنائب العام يطالب بوقف عرض المسلسل، ووقف الإعلانات المصوّرة والمطبوعة، ورفع إعلانات المسلسل من شوارع القاهرة، وإلزام الشركة المنتجة بالحصول على موافقة كتابية من ورثة "شيخ العرب همام" مع الحفاظ على حقهم في مراجعة العمل.
كما طالب في البلاغ بفتح تحقيق مع مؤلف العمل عبد الرحيم كمال والمخرج حسني صالح، إذ اتهمهما بتحريف الحقائق، وتزييفها، واختلاق شخصيات وهمية، ووصف "همام" بما لا يحدث منه. كما اتهمهما بالتعدي على الشخص التاريخي بالإضافة إلى عدم حصولهما على موافقة كتابية من ورثة وأحفاد شيخ العرب همام بإنجاز مسلسل يحكي سيرته الذاتية.
من جهته، أعرب مؤلف العمل عبد الرحيم كمال عن اندهاشه من الهجوم والدعاوى القضائية التي تطالب بوقف عرض المسلسل. إذ أكّد لـ"أنا زهرة" بأنّ العمل لم يحمل إساءةً إلى شيخ العرب همام، بل على العكس تماماً، فهو يعتبر تكريماً له وإبرازاً لدوره التاريخي في مواجهة المماليك.
وأشار إلى أنّه استند في المسلسل إلى وثائق تاريخية، وجلس مع أبناء قبيلة هوارة لمعرفة تفاصيل الشخصية عن قرب. لذلك يدعو الجميع إلى مشاهدة العمل حتى نهايته ليعلموا بأنّه وثيقة تاريخية لـ "شيخ العرب همام".