بعدما بدأت المحطات العربية تتنافس على عرض المسلسلات في الموسم الرمضاني الحالي، وخصوصاً الأعمال السورية، سجّل "باب الحارة" بجزئه الخامس هدفاً جديداً يحسب للدراما السورية بعدما عُرض المسلسل
الجماهيري على محطة "ميلودي دراما" المصرية في خطوة تُعد الأولى لمحطة تبث من عاصمة تنتج أعمالاً تشكّل المنافس الأول للدراما السورية. وفي مقابل هذا النجاح، سجّلت الدراما السورية إخفاقاً على صعيد آخر.

إذ قاطعت شبكة "ART" بقنواتها الثلاث المخصصة للمسلسلات ("حكايات"، "حكايات2" و"حكايات كمان") الأعمال السورية في سابقة هي الأولى في تاريخ الدراما السورية. وكانت شبكة "ART" صاحبة التاريخ الأبرز
بين المحطات الفضائية العربية مع الدراما السورية. إذ كانت حريصة منذ انطلاقتها في بداية التسعينات على عرض مسلسلات سورية كل عام لأول مرة وحصرياً، منها "عيلة 6و7 و8 نجوم"، "جميل وهناء"، "إخوة التراب"
وغيرها. وكان آخرها العام الماضي مع "زمن العار"، و"سحابة صيف" و"هدوء نسبي". لكنها اليوم وبشكل مفاجئ قرّرت عدم عرض أي مسلسل سوري.
وعزا بعض المتابعين ذلك إلى تأثر المحطات بالأزمة المالية العالمية، مع العلم أنّها تعرض أكثر من سبعة مسلسلات مصرية جديدة على محطاتها الثلاث.

من جهة ثانية، وعلى رغم ضخامة الإستثمارات التي رصدت للإنتاج الدرامي الحالي وتنوع الأعمال بين تاريخية، واجتماعية وكوميدية، إلا أنّ المسلسل السوري لا يمكن أن يصل إلى المحطة التلفزيونية إلا من خلال
مجموعة من مفاتيح الإتصال التي لا يمكلها إلا الموزع، أو شركات الإنتاج التي تملك شبكة من العلاقات الخاصة والعامة مع تلك المحطات وتعتمد على بنية تحتية قوية. وهذا يخلق مجموعة من الأساليب التي تحرّك
عجلة بيع العمل الدرامي التي لا يعلمها إلا شركات الإنتاج والتوزيع. فهل فعلاً فقدت شركات الإنتاج والتوزيع المفاتيح بينها وبين الـ "ART"؟