يلاحظ المتابع للأعمال السورية هذا العام زيادة جرعة الإثارة في بعض مشاهد المسلسلات، ليس فقط من حيث الفكرة، بل من حيث تأدية المشاهد التي حملت مضامين مثيرة في ظاهرة غير مألوفة بالنسبة إلى
مشاهدي الدراما السورية في سوريا والعالم العربي.

ولعل أحد أكثر الأمثلة على المشاهد المثيرة ما تضمّنه مسلسل "الخبز الحرام" الذي عرض مشهداً لطالبة وهي تشاهد فيلماً إباحياً على الكومبيوتر. بعدها قامت بدعوة إحدى زميلاتها لمشاهدة الأفلام برفقتها. كما
ظهرت بعض فتيات المدارس وهن يتناقلن عبر الجوالات مشاهد إباحية. المسلسل المثير للجدل بسبب موضوعه الحساس، الذي كتبه مروان قاووق وقام بإخراجه تامر اسحق، يطرح ظاهرة الدعارة في المجتمع وآثارها
السلبية. ويطلق صفّارة إنذار للأسر، سيما بعد انتشار الأفلام الإباحية بين طلاب المدارس. إذ تدور أحداث المسلسل حول فتاة تجسد شخصيتها سوسن أرشيد تنزلق إلى عالم الدعارة نتيجة تفتت الأسرة، بعد أن
تحصل على بعض مقاطع الفيديو الإباحية من صديقتها في المدرسة التي تؤدي دورها ليليا الأطرش.
ويرى المخرج تامر اسحق أن ّهذه المشاهد التي يعتبرها الناس مثيرةً، ما هي إلا نقل للواقع العربي المعاش، مشيراً إلى أنّه لم يضف أو يخترع أي شيء.

من جهة أخرى، عرض مسلسل "وراء الشمس" للمؤلف محمد العاص وإخراج سمير الحسين لقطة مثيرة بين الممثل باسل خياط والممثلة صبا مبارك. وعرض المسلسل تفاصيل المشهد بأكمله من دون حذف. وهو
الأمر الذي أثار استياء أمّ باسل خياط التي تؤدي دورها في المسلسل ثراء دبسي.
ولم تخلُ مسلسلات سورية أخرى من لقطات مثيرة منها مثل مسلسل "تخت شرقي" للكاتبة يم مشهدي وإخراج رشا شربتجي. إذ عرض مشهد في "البروموشن" الخاص بالعمل حيث ظهر الممثل مكسيم خليل وهو
يجلس على سرير النوم مع إحدى صديقاته. كما عرض مشهد آخر لمكسيم خليل وهو يخلع ثيابه. ومن الأعمال التي تضمّنت مشاهد مثيرة أيضاً "ما ملكت أيمانكم" للكاتبة هالة دياب وإخراج نجدت أنزور.

هذا الأمر بات يطرح تساؤلات عن مدى الجرأة التي ستتضمّنها الأعمال السورية مستقبلاً، ومدى تقبّل المشاهد لها، وخصوصاً أنّها تعرض في شهر رمضان.