اعتادت قناة "أم. بي. سي" أن تكون رائدةً في ما تقدمه، وأن تكون قناة الأسرة العربية كما طرحت نفسها دوماً.

واعتادت أن لا تخرج من داخل المحطة أخبار ليست دقيقة أو صحيحة. فهي الحريصة على أن تظهر أمام الإعلام بأفضل صورة كي تبقى في صدارة القنوات التي حافظت على مكانتها بين الفضائيات وتبقى اسماً بارزاً في الإعلام العربي. إذ كانت تحرص دائماً على إرضاء مشاهديها وخصوصاً في السعودية التي تعتبرها سوقها الأول.

ولم يعتد الصحافيون حصول تضارب في تصريحات المسؤولين فيها، على رأسهم مدير التسويق في القناة مازن حايك المعروف بخبرته العالية الذي أعلن عن توقّف برنامج "مسلسلات حليمة" في تصريح لجريدة "الوطن" الكويتية. قال: "هذه خطوة تأتي ضمن إطار التقييم الشامل لشبكة البرامج خلال شهر رمضان والتي نقوم بها بشكل يومي.

ارتأينا إيقاف البرنامج والاكتفاء بالحلقات الـ 15 التي عرضت حتى الآن ضمن الطابع المهني البحت الذي تخضع له جميع البرامج والمسلسلات، وخصوصاً في هذا الشهر الكريم الذي له من الخصوصية ما يجعل الخطأ فيه ممنوعاً".

في وقت علمت أيضاً "أنا زهرة" من مصدر داخل القناة أنّ الإدارة اتخذت هذا القرار بسبب شكاوى المشاهدين من طريقة تقديم حليمة للبرنامج وملابسها التي لا تتناسب مع الشهر الفضيل.

لذلك، أرادت "أم. بي. سي" أن تحافظ على صورتها كقناة موجّهة للأسرة العربية، فاتخذت قرارها بإيقاف عرض "مسلسلات حليمة" لتعود وتتراجع عن هذا القرار بعدما رضخت لطلبات المعلنين.

إذ علمت "أنا زهرة" أنّ حليمة سعت لديهم بكل الوسائل من أجل الضغط على المحطة ليستمر عرض برنامجها حتى آخر الشهر الفضيل.

ما وضع مصداقية المحطة في دائرة الشك وخصوصاً لدى الصحافة التي تناقلت الخبر من دون توضيح الأسباب التي أدّت إلى تراجع القناة عن قرارها. وزاد الأمر سوءاً صدور بيان من حليمة يبدو كأنّه يحمل في سطوره تكذيباً علنياً لتصريحات حايك، ويتهمه بأنّه وراء "كل الشائعات وترويجها" كما ورد في البيان الذي جاء فيه: "بولند التي تعيش سعادة كبيرة في ظل نجاح برنامج "مسلسلات حليمة" وتحقيقه أعلى نسبة مشاهدة بين البرامج والمسلسلات الرمضانية وما أثير حوله من ضجة إعلامية كبيرة، اعتبرت أنّ كل الشائعات السخيفة التي تحدثت عن وقف البرنامج كانت عارية عن الصحة ولا تعرف من وراء إطلاق هذه الشائعات وترويجها وإنّ استمرارية البرنامج ما هي الا دليل واضح وقوي على أنّ كل المحاولات لتعكير صفو النجاح لن تجدي نفعاً. وهي اليوم تعيش فرحة كبيرة لأسباب كثيرة لعلّ أبرزها تتويجها كأفضل إعلامية عربية عن برنامجها "مسلسلات حليمة" لعام 2010".

فهل صدقت حليمة أم أنّه ليس لدى القناة أي جواب حتى الآن على بيانها الذي يحمل اتهاماً مبطّناً لحايك بترويج الشائعات!؟

من جهة أخرى، وفي خطوة اعتبرها كثيرون من مشاهدي المحطة استفزازاً لمشاعرهم، بثّت القناة إعلاناً عن إطلاق خدمة "جوال حليمة". وقد زاد "البرومو" الخاص بهذه الخدمة من إستياء المشاهدين من المحطة التي ضربت برغبتهم عرض الحائط، مفضّلة المعلنين على تطبيق الشعارات التي تتبنّاها.