تخرجت شروق رحيّم من استوديو Berçot الشهير، وبدأت بابتكار الحلي المصنوعة من التطريز ومواد فاخرة وثمينة بتأثيرات شرقية. وأضاف عملها في بداية مشوارها المهني في دور شهيرة كـ Chloé، John Galliano، Roberto Cavalli لمسة غربية وخبرة لا يُستهان بها. بالإضافة إلى ذلك، ابتكرت حُلى لدار Lanvin ومؤخراً لدار Jean Paul Gaultier.
فلماذا اختارت شروق يا ترى ابتكار الحلي كوسيلة تعبير؟ تجيب المبتكرة الشابة التي تشبَّه دائماً بالفنانة التشكيلية فريدا كالو: "الإكسسوار الجميل هو فن إبراز الشخصية بالنسبة إليّ. وأنا أحب العمل على التفاصيل الدقيقة، وعلى ابتكار حلية في قلب حلية. الحُلي عامة تعكس العالم الذي نعيش فيه".


وعن جذورها العربية في ابتكاراتها وتصاميمها، تضيف شروق إن تقنية التطريز التي تستعملها مشابهة لتلك التي تستعمل في تطريز اللباس التونسي التقليدي الذي يُعرَف بالمرساوي، خاصة في مدينة نابُل. وهي تأثرت كثيراً منذ الصغر بالجو الذي كبرت فيه بين رائحة العطور والياسمين والماكياج وسبراي الشعر.


هذا العالم الأنثوي الذي ترعرعت فيه إلى جانب والدتها وجدّتها جعلها تهتم بالأشياء الجميلة وتعتني بمظهرها. وأكبر دليل على تعلقها بجذورها هو صورة جدتها الموجودة على بطاقاتها المهنية وعلى موقع الإنترنت الخاص بها. أما مكافأتها لوالدتها التي شجعتها في كل خطواتها، فكانت إهداءها حلية العصفور Jicky. ولقد اختارت المصممة هذا الاسم تيمّناً بعطر والدتها المفضل Jicky من دار Guerlain.
واصلتُ حديثي مع شروق حول فنجان القهوة الذي احتسيناه على مقربة من برج إيفل، وسألتها عن تطور عملها منذ ثلاث سنوات. فأجابتني برقتها وابتسامتها الجميلة قائلة إنها منذ البداية اعتبرت التطريز ساحة لعب تستطيع أن تعبّر فيها عن ابتكاراتها. ومن خلال التطريز، أعادت ترجمة أغراض وأعطت أحجاماً لأغراض أخرى، وهذا يشعرها بمتعة كبيرة.


عندما تبتكر شروق، تكون حرّة ولا تفرض على نفسها أي ضغط نفسي أو حدود تجارية.


وتضيف معترفة بأن المرأة تأثرت كثيراً بذلك وشجعتها، وأنّ الإنترنت والمدونات ساهمت أيضاً في انتشار الماركة وتعرّف الناسُ إليها.


ومن المهم أن أذكر بأن شروق تقدم مجموعاتها دائماً خلال أسبوع الموضة في باريس في صالات فخمة كالـ Carrousel du Louvre وأيضاً في نيويورك. كما أن ابتكاراتها من الحلي تباع في المخازن الكبرى الفخمة مثل Bon Marché، Galeries Lafayette، Sauce و Harvey Nichols في دبي، Bendel et Alexis Bittar في نيويورك


وعن سؤالي لها مَن تفضل من المصممين اليوم، وما هي مصادر وحيها؟ تقول إنها تستوحي كثيراً من الفن المعاصر ومن الحياة الباريسية. وهي تحب كثيراً المصممة Miuccia Prada بالنسبة إلى الألبسة الجاهزة، و Lydia Courteille ليديا كورتيي بالنسبة إلى المجوهرات


وعندما نتكلم مع شروق نشعر بشغفها وحبها وحماسها لعملها، بالإضافة إلى هذه الرغبة في النجاح وتحقيق الأهداف، فهل نجحت؟ تقول: "ما أشعر به ليس الرغبة في النجاح بقدر ما هو الرغبة في إعادة ترجمة الحلية بجمالية وخصوصية. فالفنان يضع في كل موسم ابتكاره في الميزان وقيد الاختيار. ولا أستطيع أن أقول إنني نجحت لأن ذلك يعني أنني انتهيت".


وعن المكالمة السارّة التي تلقتها من مساعدة سارة جيسيكا باركر، تحدثنا شروق: "المفاجأة كانت عظيمة عندما اتصلت بي السيدة التي تهتم بملابس نجمة أفلام Sex and the City. ذهبت سريعاً إلى أبو ظبي وهناك اختارت سارة عقداً من عقودي وضعته في مشهد من الفيلم. فعلاً تأثرتُ بوجود تصاميمي ـ وأنا تونسية الأصل ـ بين تصاميم مصممين كبار مثل Lanvin، Louboutin، Dior وغيرها. وحتى اليوم ما زلت لا أصدّق ما جرى".


بعد ذكرها جذورها التونسية، كان لا بد من سؤال شروق ما إذا كان صعباً لامرأة من أصل عربي النجاح في مجال الموضة. فأجابت: "في مجال الموضة والفن، ليس هناك سوى الموهبة التي يُحسَب لها حساب، والباقي غير مهم. على العكس، أعتقد أنه كوني امرأة عربية أعطاني لمسة خاصة، والمهارة التونسية ميّزتني عن غيري. وما علمتني إياه جدتي كان الإضافة التي فتحت لي الأبواب. وحالفني الحظ أن لا أواجه بالكليشيهات والأنماط المعروفة والسائدة في مجالات العمل الأخرى الكلاسيكية".


وأخيراً سألتها ماذا عن الحلية التي تحلم بابتكارها، وعن موضوع مجموعتها الجديدة ومشاريعها المستقبلية، فقالت إنها تحلم بابتكار حلية رأس لأمبراطورة مميزة، طبعها خارج عن المألوف، كما بالعمل في دار Cartier لإضفاء لمسة من الخفة على ابتكارات هذه الدار العريقة. أما مجموعة الحلي الجديدة فمستوحاة من عالم خيالي يجمع بين الألوان الصارخة في أسلوب باروكي وعصري في آن واحد.


ومشروعها الجديد سيكون ابتكار مجموعة أزياء مطرزة بأكملها بفخامة كالمعتاد وبلمسة شاعرية.

المزيد:
نجوم دار ديور الأروع
http://www.anazahra.com/fashion/features/article-5144