لا يعتبر الدويتو أمراً جديداً على الفنان راغب علامة الذي يعتبر من أوائل الذين قدّموا الديتوهات الغنائية. بل ساهم في دعم وانتشار الفنانة إليسا وإعطائها وهج نجوميته عندما كانت في بداياتها. وغامر وقتها بتقديم دويتو "بتغيب بتروح" مع إليسا منذ أكثر من عشر سنوات حين كانت تُعرف وقتها بمغنية "الشراشف" بسبب أغنيتها الأولى "بدي دوب". لكنّه لم يتردد كثيراً في أن يقرن اسمه كـ "سوبر ستار" مع مغنية جديدة على الساحة.

 

هو كان يعلم جيداً أنّه النجم وأنّ جمهوره سيتعرّف حتماً إلى إليسا من خلاله. هو السوبر ستار الذي يملك جمهوراً من مختلف الأعمار، ولو شارف على الخمسين أو كما تصفه إحدى الإذاعات المتخاصمة معه بالفنان "الخمسيني". إلا أنّ أغنياته لا تزال شابة تخاطب كل الأعمار وخصوصاً جيل الشباب أو المراهقين الذين يطمح راغب أن تكون أغنياته مسموعة بينهم.

 

وبحثاً عن مدخل لهذه الشريحة، أعلن راغب قبل أشهر عن نيته تقديم "دويتو" مع المغنية العالمية شاكيرا. أصبح هذا العمل المرتقب حديث الصحافة، كونها ستفتح لراغب ليس أبواب جمهور "المراهقين" فحسب، بل أيضاً أبواب العالمية. إذ أنّ شاكيرا تحظى بشعبية عالمية لا بأس بها، وإن كانت أسّست لهذه الشعبية برقصها المثير قبل غنائها.

 

من هنا، ترقّب الجميع العمل الذي توقعوا أن يكون عالي الجودة والإبهار بما يتناسب مع مشوار راغب الفني الطويل الذي وصل الى 26 عاماً. لكن "الدويتو" شكّل صدمة لكل من سمعه. أولاً، ليس "دويتو" بل هو "إقحام" لصوت راغب داخل أغنية لشاكيرا من الألبوم الذي أصدرته العام الماضي. واتضح أنّ راغب لم يلتقِ شاكيرا، ولم يسجّل معها الدويتو بل أُجري "ريمكس" لدمج صوت راغب وصوت شاكيرا، لتظهر الأغنية بشكل سيء جداً. فالتجانس بين الصوتين مفقود، خصوصاً أنّ طبقة صوت شاكيرا عالية وخشنة على عكس طبقة راغب الذي جاء كأنّه يهمس همساً مخنوقاً.

 

في حين بدت شاكيرا مرتاحة بصوتها كون الأغنية هي أغنيتها في الأساس، إضافة إلى أنّه اتضح أنّ لا علم للنجمة بهذا "الجمع" بينها وبين راغب علامة، وأنّ الشركة المنتجة لألبوم شاكيرا تملك حق التصرف بالأغاني. هكذا، تمت "التوليفية" تحت مسمى "دويتو". وكان يمكن لهذا "الريمكس ـ الدويتو" أن يمر مرور الكرام من دون نقد لاذع من الصحافة لو أنّ مُقدّمه فنان شاب ومبتدئ يحتاج لأن يقرن اسمه باسم المغنية العالمية. لكن من قدمه هو فنان صاحب ربع قرن من العطاء الفني، حظيت الكثير من أعماله بإعجاب الجميع حتى اليوم.

 

لماذا ورّط راغب نفسه مع شاكيرا وظهر كأنه بحاجة لمن يأخذ بيده إلى عالم الغناء؟ شاكيرا لم تضف إليه، بل على العكس أضعفته كثيراً. الدويتو لم يلقَ النجاح المتوقع، ولم يحقّق أمنية راغب في التغلغل بين جيل المراهقين ولا ببلوغه العالمية إن كان يظن أنّ شاكيرا هي جواز مروره إليها. لا تزال العالمية أمراً مستحيلاً للنجوم العرب لأسباب كثيرة ومتعددة رغم كثرة "الدويتوهات" التي يقدّمونها مع فنانين أجانب.



من جهة أخرى، لا يعتبر ألبوم راغب الجديد "سنين رايحة" الأفضل بين ألبوماته لكنّه يحمل روح راغب وأسلوبه الرومانسي في الغناء. وتحظى أغنية "سنين رايحة" التي حملت عنوان الألبوم بنجاح مقبول. ويتضمن الألبوم أغنية "اديته رنة" التي تعتبر من اللون الشعبي المصري الذي يقدمه راغب للمرة الأولى. وهي من كلمات إسلام محي، وتوزيع مدحت خميس. وتستحق هذه الأغنية أن يصوّرها راغب فيديو، وأن يدعم انتشارها في الإذاعات كونها لوناً جديداً لم يعتده جمهور راغب منه.

للمزيد

راغب علامة يلتقي معجبيه في "ستاربكس"

راغب علامة في بورا بورا