على رغم تمتّعهم بموهبة كبيرة، إلا أنّ الممثلين في سوريا يرغبون دوماً في خوض تجارب فنية أخرى. هكذا، يلاحظ الجمهور بأنّ نجمه المفضل يمثل ويغني أحياناً، ويقدم برامج تلفزيونية أو إذاعية، ويكتب ويؤلف أيضاً. وهناك مجموعة خاضت تجربة التأليف الدرامي. وقد برز عدد من هؤلاء الممثلين في حسّهم الكتابي والحبكة الدرامية من خلال ما قدّموه من أعمال مهمة، كان لها صدى لدى الجمهور.
ويبدو أنّ السبب في خوض هؤلاء الكتابة وتأليف المسلسلات هو أزمة النصوص التي يتحدث عنها الجميع من مخرجين وممثلين وحتى شركات إنتاج.


وكان أول من بدأ بالتأليف والكتابة من الفنانين في سوريا الراحل نهاد قلعي الذي ألّف أهم الأعمال التي جمعته بالممثل القدير دريد لحام. وقد ترك بصمة في عالم التمثيل والتأليف معاً. ومن بين الممثلين المؤلفين أيضاً الذين برزوا خلال السنوات القليلة الماضية أمل عرفة التي أبدعت في كتابة تجربتها الأولى وهي مسلسل "دنيا" الذي أخرجه عبد الغني بلاط. وكان العمل نقلة نوعية للممثلة السورية وللعمل الكوميدي في سوريا، سيما أنّه حقق نجاحاً باهراً. لكن عرفة لم تنجح كثيراً في تجربتها الثانية عندما كتبت مسلسل "عشتار". وها هي اليوم تعلن أنّها ستتفرغ لتأليف مسلسل جديد يحمل في نصه مواقف مضحكة مبكية. فهو عمل اجتماعي يتناول المواقف التي هي جزء من الحياة اليومية. وقد كشفت أنّه يشبه في روحه عملها "عشتار".


ومن بين الممثلين الذين اتجهوا حديثاً إلى التأليف الممثلة يارا صبري. فقد بدأت الكتابة قبل عامين عندما شاركت وأشرفت درامياً على مسلسل "قلوب صغيرة" بمشاركة مؤلفته ريما فليحان. وكان الجمهور لاحظ في الموسم الفائت أنّ يارا قد شاركت بالفعل في تأليف مسلسل "قيود الروح" الذي أخرجه زوجها ماهر صليبي.


أما الممثل عباس النوري فكانت نوعية كتابته مختلفة. اتجه إلى كتابة أعمال البيئة الشامية، وكان نجاحه الأول في التأليف عندما كتب مسلسل "أولاد القيمرية" وعرض على قنوات "أوربت" المشفرة قبل ثلاث سنوات. وكان قد أعلن منذ فترة أنّه انتهى من تأليف مسلسل بيئي جديد يحمل عنوان "طالع الفضة" بمشاركة زوجته الكاتبة عنود خالد. كما ساهم في تأليف مسلسل "الخبز الحرام" الذي عُرض في رمضان الفائت.


أيضاً من الممثلين الوافدين حديثاً إلى التأليف الدرامي دينا هارون التي أعلنت أنّها تكتب حالياً مجموعة من اللوحات الدرامية لتقديمها قريباً على الشاشة.
وكان بعض المخرجين خاضوا هذه التجربة. المخرج حاتم علي بدأ مسيرته الفنية ممثلاً، فكاتباً وألّف أكثر من مسلسل، مثل العمل التاريخي "القلاع". كما أنّ لديه أكثر من مجموعة قصصية. كما قام المخرج هيثم حقي بكتابة أفلام سينمائية عدة منها "غيلان الدمشقي" و"الليل الطويل". ومن بين المخرجين الذين قاموا بالتأليف أيضاً باسل الخطيب الذي كتب مسلسل "أنا القدس" الذي عرُض في رمضان الفائت. كما كان الكاتب المعروف هاني السعدي قد بدأ مسيرته ممثلاً قبل تحوله إلى الكتابة.


وبرأي كثيرين، فإنّ الممثل في سوريا يتجه إلى خوض تجارب فنية أخرى لأسباب عدة أولها الأجر المادي القليل الذي يحصل عليه في مجال التمثيل. ويرى مراقبون أنّ هناك عدداً كبيراً من الممثلين سيتجهون إلى كتابة النصوص الدرامية لأنّ النص الدرامي الجميل يباع بأسعار عالية.


يذكر أنّ هناك العديد من الممثلين السوريين الذين خاضوا تجارب الكتابة ولكن للمسرح منهم: غسان مسعود، وجهاد سعد، وعبد المنعم عمايري.

 

 

المزيد:

عباس النوري بين "خان الشكر" و"طالع الفضة"