حنان الفيصل نموذج المرأة السعودية المكافحة. اختارت الفن في البداية كفسحة حرية وخيال، ومتنفساً عن مشاعرها، فإذا بالهواية تصبح احترافاً. "أنا زهرة" التقت التشكيلية والمصممة السعودية في منزلها في جدة.



أخبرينا عن انطلاقتك في مجال تصميم الأزياء والتشكيل؟
اخترت الرسم وتصميم الأزياء في البداية وسيلةً أنفّس بها عن غضبي وأعبّر بها عن عالمي الداخلي. طبعاً، تخللت ممارستي الفنية الكثير من الأخطاء في بادئ الأمر. لكنّني صرت أحضر الكثير من الورش والمعارض التشكيلية، وخضعت لدورات في الرسم، فتجنبت أخطاء البدايات. ثم صرت أشارك في المعارض الجماعية. كانت كل لوحة من لوحاتي تشير إلى حكاية أعيشها أو أتعايش معها. حينها فقط، عرفت بأنني سأكون فنانة.

 


ماذا عن طقوسك في الرسم؟
أثناء الرسم, أعيش عالماً لا أرى فيه سوى لوحاتي وألواني. يجذبني الفجر، وأحضر الشموع، وأعشق الهدوء فأُبدع.


من شجّعك؟
والداي فخوران بمهنتي ويدعمانني.


قلت بأنك ضد المعارض الجماعية، لماذا؟
أتمنى أن أشارك المصمم العالمي كريستيان ديور معرضاً لأنّني أعشقه. رغم أن البعض في مجتمعنا يرفض تصاميمه الغريبة، فمجتمعنا السعودي يفضّل التصاميم البراقة.
أنا مثلاً أعشق التصاميم التي تعتمد على الفن، كأني أرسم لوحة تشكيلية. وأتمنى أن أتعلّم التصميم في الغرب. هناك يمسكون المقص بكل جرأة. وبالعودة لسؤالك، فالمشاركات الجماعية تتسم بالمنافسة غير الشريفة. كي أصل إلى المشاركة في معرض جماعي، فلا بد من أن أطرق الكثير من الأبواب. كما أرفض أن يشاركني معرضي آخرون لا أعتبرهم فنانين. بانفرادي بمعارضي التشكيلية، أكون قد أسّست لنفسي خطاً خاصاً.


كم معرضاً تشكيلياً شخصياً أقمت حتى الآن؟
الأول كان معرض "حكايات" وتضمن 80 لوحة. والثاني كان معرض "تراتيل الحنان" الذي ضم 100 لوحة. وكما لاحظت، فإنّ معارضي تضم عدداً كبيراً من اللوحات.


ومتى يحين موعد معرضك الجديد؟
أُقدر نقّاد الفن الكبار. معرضي المقبل لا بد من أن يحمل جديداً في الفكر والمضمون، وهذا يستلزم وقتاً.


هل كانت لك تجارب خارج المملكة؟
عرضت لوحاتي في مصر، واليمن، والبحرين، والصين، ونلت شهادة تميز على لوحتي التي عرضت. علماً بأنني عضوة في منظمة باريس عبر الحدود.


ما الذي يميز تصاميمك؟
فساتين السهرة التي أصممها تتسم بالغرابة وتلفت الأنظار دوماً. ويعتمد الأمر أحياناً على رغبة زبوناتي.
في لقاء سابق مع مصممة الأزياء السعودية فوزية النافع قالت إنّ الركود الإقتصادي أحدث أزمة في عالم تصميم الأزياء على المستوى العالمي. ما رأيك؟
ارتفاع أسعار القطع قد ينعكس سلباً على بعض المصممين. شخصياً، لم أعان من هذا الأمر بما أنّني أبدأ مع الزبونة بمعرفة إمكاناتها المادية للتصميم الذي ترغبه. ولا أقلل من سعر خامتي المميزة، ولا أضعف من التصميم الذي أقدمه للزبونة. أسعاري في متجري متوسطة ومقبولة. وكما ذكرت آنفاً، فإنّ زبونتي تحدّد الشكل النهائي للتصميم، سيما أنّ الإكسسوارات التي أضيفها إلى تصاميمي، باهظة الثمن.


صفي لنا شخصيتك؟
أنا انسانة متمردة على الواقع.


هذا التمرّد بدأ مع اختيارك الفنّ طريقة حياة؟
لقد وضعت صورتي في صحيفة "عكاظ" السعودية لأول مرة بلوحة مهداة للوطن. تفاجأ أهلي في البداية. ولو لم أقم بهذه الخطوة، ما كانت لتتم. لكنهم حين شاهدوا اجتهادي ونجاحي، أيّدوني. فقد خرجت بحجابي واحتشامي وأدبي ومثلت نفسي وعائلتي. ثم إنّ الصورة هي جزء من العمل ولا نستطيع أن ننكر الأمر.

المزيد على أنا زهرة: