كان هذا الفيلم مدار حديث قبل أن يصير عملاً سينمائياً، حين كان مجرد سيناريو في ورشة مهرجان الخليج. "ملل" إنه فيلم المخرجة الإمارتية نائلة الخاجة الذي يعرض حالياً في مهرجان دبي السينمائي.


الخاجة واحدة من الأسماء القليلة التي برعت بين الرجال والنساء في هذا مجال الصناعة السينمائية الحديثة العهد في المنطقة، أنتجت قبل هذا الفيلم فيلمين هما "عربانة" و "قبلة الفراشة"، وفازت عن "عربانة" بجائزة أفضل مخرجة من مهرجان دبي السينمائي 2007، كما حصلت في العام نفسه على شهادة تقدير في مسابقة "أفلام من الإمارات". بالإضافة إلى حصولها على الجائزة الدولية لرواد أعمال الشباب فئة السينما والتلفزيون للمجلس الثقافي البريطاني.


وكانت الخاجة قد تخصصت قبل أن تدخل مجال السينما في الاتصال الجماهيري وتخرجت سنة 1999 من كلية دبي التقنية للطالبات وبدأت العمل مع شبكة الإذاعة العربية. ولكن سرعان ما داخلها الملل وشعرت أن ثمة مؤشراً داخلياً يشدها إلى مكان آخر: السينما وسحرها، وخاصة الإخراج. راقتها فكرة أن تصوغ قصة من العدم، ثم تبني الصور التي ستجعل من الحكاية شريطاً يعرض في صالات السينما.


وهنا انطلقت الخاجة إلى كندا، وعلى طريقة المبدعين طبقت قاعدة "اتبع حلمك"، وهناك أكملت دراساتها العليا لتحصل على درجة ماجستير في الإخراج السينمائي من جامعة رايرسون، وفي العام نفسه 2005 فازت نائلة بجائزة المرأة الإماراتية.


وربما يجدر أن يقال إنها كللت هذه الرغبة الأصيلة في اقتحام السينما، بتأسيسها لشركتها الخاصة للتسويق والتصميم الدعائي للأفلام السينمائية. والتي قالت عنها "أن هذه المؤسسة منحتها الكثير من الحرية، وفرصا لتنفيذ أفكارها الفنية، أنا سعيدة بتجربتي، فالشركة وإن كانت صغيرة، أعطتني الحرية والمرونة لترجمة أفكاري، وأكمل مشواري في إنتاج وإخراج أعمالي من الأفلام".


وبالعودة إلى جديد الخاجة، فإن أحداث "ملل" تدور حول قصة عريسين إماراتيين يقضيان شهر العسل في مدينة كيريللي الهندية، تبدأ الأحداث بالتتابع حين يصيب العروس، التي تزوجت على الطريقة التقليدية، الملل في شهر العسل، ولكن الطبيعة الخلابة في المنطقة التي تتواجد فيها في الهند تكون مؤنساً لها، خاصة حين تلتقي بشخص هندي يبدأ في خذها في رحلة لتستكشف أسرار المكان.


هذه القصة التي كتبتها الخاجة نفسها كانت فازت من قبل بالمرتبة الأولى عن كتابة السيناريو فيلم “ملل” في مهرجان الخليج السينمائي، وقد استعملت الخاجة جائزتها لتساهم في إنتاج فيلمها، فالقيمة المادية للجائزة 50 ألف درهم، وطبعا أنتج العمل بالتعاون مع شركة 45ruofowt. وفوق هذا وذاك صورت الخاجة فيلماً قصيراً عن كواليس عمل الفيلم نفسه، لتفيد المخريجن الآخرين من هذه التجربة والتحديات التي واجهتها وتجاوزتها.


وفي الواقع إن هذه التجربة تستمد أهميتها من حيث أنها، وكما قالت الخاجة، أول عمل من إنتاج إماراتي يصور خارج الدولة، وسيشكل نقطة تحول مهمة في عملية تطوير صناعة الأفلام الإماراتية. «سجلنا حدثاً مهماً بالفيلم الذي أتمنى أن يشكل حافزاً مهماً لبقية الإماراتيين ليدركوا الفرص المتوافرة في إنتاج الأفلام داخل الدولة وخارجها»،
ويبدو أن الخاجة لا توفر وقتاً ولا جهداً، فمن فيلم إلى آخر ومن إبداع إلى الذي يليه، فرغم أنها بالكاد انتهت من تصوير ومنتجة "ملل" تستعد حالياً لبدء إنتاج أول أفلامها الروائية الطويلة الذي من المتوقع أن تبدأ تصويره في الإمارات في ديسمبر .2012

 

موضوعات ذات صلة: