كلّما تشاجرت لينا مع زوجها، تتوجّه إلى المطبخ. في خزائنها، تحتفظ السيدة الثلاثينيّة برقائق الشيبس المخصص لحالات التوتر. كغيرها ممن يأكلن بسبب الغضب، لا تعي لينا الكيلوغرامات التي يمكن أن تكسبها لتناولها الأطعمة الفائضة بين الوجبات. من جهتها، تمضي جيهان وقتها أمام الشاشة، تتنقل بين قنوات الدراما، وتلك المخصصة للأزياء والرشاقة... لكنّها حين تشعر بالضجر، تتوجه بدورها إلى المطبخ، لتأكل ما تبقى من قالب كاتو صنعته البارحة، رغم أنّه لم تمضِ إلا ساعة واحدة على تناولها وجبة الغداء.
قد تكون حالة كثيرات منّا، تشبه حالة جيهان ولينا... ليست الشراهة السبب الوحيد في زيادة الوزن. ويعتقد أخصائيو التغذية أنّ كثيرات منا يكسبن كيلوغرامات زائدة بسبب تناول وجبات فائضة وغير صحية وبين الوجبات. وهذه عادة سيئة يكتسبها كثيرون بسبب الغضب، أو الضجر، أو الحزن... فـ "البحث عن اللذة في الطعام، أمر طبيعي جداً، حين نشعر بضغط نفسي، أو بأنّ محيطنا عدائي. وحين تتراكم المشاكل، يلجأ كثيرون إلى تناول الطعام بين الوجبات، ليشعروا بالراحة"، تلفت أخصائية التغذية وعلم النفس ناتالي فرانشيزوني.
لكن ما هي الوسيلة الفضلى لنتفادى الوصول إلى مرحلة البدانة، بسبب نمط حياتنا الضاغط؟ وكيف نتوقّف عن عوارض القرض، كلما واجهتنا مشكلة ما؟
إليك نصائح "أنا زهرة".
* تناولي وجباتك الصحيّة الثابتة، أي الفطور والغداء والعشاء، بشكل منتظم. لا تباعدي كثيراً بين موعد الفطور والغداء مثلاً، كي لا تشعري بالجوع. لا تجعلي الفترة الفاصلة بين وجبة وأخرى أكثر من أربع ساعات، ولا تغفلي أي وجبة من الوجبات الأساسية. فإن لم تتناولي العشاء، فهذا يعني أنّك ستأكلين أطعمة فائضة وغير ضرورية في وقت متأخر من الليل.
* كلي طعامك على مهل، كي تشبعي. حين تمضغين طبقك برويّة، ومن دون عجلة، سيرافقك شعور الشبع لساعات. لهذا لن تكوني بحاجة لمعاودة الأكل بعد فترة قصيرة. لهذا عليك أن تنوعي غذاءك، وتأكلي الكثير من الخضار والبروتين، لكي لا تشعري بالجوع بين الوجبات.
* ابتعدي عن الأطعمة التي تحوي الكثير من النشويات والسكر، وتفادي العصير والمشروبات الغازيّة. هذه المواد تحفّز الشعور بالجوع، بسبب احتوائها على قدر كبير من السكر، ما يجعل الجسد يشعر بالحرمان ما أن تخف نسبتها فيه، وبالتالي يطلبها من جديد.
* نصيحتنا الأهم لك أن تميّزي بين الجوع، وبين الرغبة في تناول الطعام. مرّني نفسك على التمييز بين حاجاتك الجسديّة، ونداء معدتك، وبين حالة الحاجة إلى الطعام الناتجة عن رغبتك بتناول طبق لذيذ، للتخفيف من التوتر. يمكنك في كل الحالات أن تقضمي أطعمة خفيفة بين الوجبات، مثل الجزر، والخس، وشوربة الخضار.
* نفّسي عن غضبك بأشياء أخرى. مارسي الرياضة، اذهبي لزيارة صديقاتك، اقرئي... فجّري التوتر بنشاطات مفيدة لصحتك.