الكافيين قد يؤدي إلى الإجهاض. الكافيين يسبب أمراض القلب. الكافيين قد يؤدي إلى السرطان. تسمعين هذه التحذيرات في كلّ مكان، لكنّ مادّة الكافيين ليست سامّة إلى هذا الحدّ. للأسف، تدور الكثير من الأساطير حول أثر الكافيين على الجسم. وهناك الكثير من الدراسات التي حاولت فهم أثر هذه المادة على صحتنا. لكنّ الأفكار السائدة، تنحو إلى تضخيم سلبيات الكافيين، على حساب إجابياته.
الأسطورة الخاطئة الأولى، هي حصر وجود الكافيين في القهوة... لكن هل تعلمين أنّه موجود أيضاً في الشاي، والكولا، والكاكاو، ومشروبات الطاقة، وبعض أنواع الشوكولا، ومسكنات الألم؟ حتى القهوة المنزوعة الكافيين (Decaf)، تحوي بعض آثار تلك المادّة.
الشائعة الثانية التي تطال الكافيين، هي أنّه يسبب الإدمان. وهذا غير دقيق. تحفّز هذه المادة المنبّهة جهازنا العصبي. وتناولها بشكل مستمرّ، سيجعل جسمنا يعتادها بكل تأكيد. لكنّ التعوّد على الكافيين، لا يشبه بأي شكل من الأشكال الإدمان على العقاقير أو المخدرات مثلاً. الإنقطاع عنه، قد يسبب بعض أعراض الحرمان، وذلك عند ذوي الأجسام الحساسة. حين يتوقّف بعضنا مثلاً عن تناول القهوة، قد يصاب بصداع، وتعب، وصعوبات في التركيز. لكنّ هذه العوارض لن تدوم أكثر من ثلاثة أيام، لهذا لا يعتبرها الأطباء عوارض إدمان.
ومن الأفكار السيئة الأخرى التني يتداولها الناس عن الكافيين، أنّه السبب الوحيد في الأرق. لهذا ترين بعض أصدقائك يتوقفون عن تناول القهوة في ساعات بعد الظهر. صحيح أنّ جسدنا يمتصّ الكافيين بسرعة كبيرة، لكنّه يتخلّص منه بسرعة أيضاً. بعد أربع ساعات من تناول القهوة، لا يبقى من الكافيين في الجسم إلا نسبة ضئيلة جداً. لهذا، فإنّ كوباً أو كوبين من القهوة خلال ساعات النهار، لن يؤثرا على النوم. لكنّ ردّة الفعل على الكافيين، قد تختلف بين شخص وآخر. منّا من لا يتأثّر بالقهوة بتاتاً، في حين قد تسبب كميات قليلة من الكافيين أوجاعاً في المعدة، ومشاكل عصبيّة لدى بعضنا الآخر.
رغم أن بعض الدراسات كانت تشير في السابق إلى أنّ الكافيين قد يسبب خسارة الكالسيوم والماغنيزيوم، إلا أنّ الدراسات الحديثة، عادت وتراجعت عن هذه التهمة. قد يساهم الكافيين في رفع معدل ضغط الدم، لكن ليس له أي علاقة بالكوليستريول، أو باختلال ضربات القلب. أما بالنسبة لمن يعتقد أن الكافيين قد يسبب السرطان، فقد أثببت دراسة حديثة أنّ 13 حالة سرطان من أصل 20 ألفاً، كانت لها علاقة بالكافيين!
لهذا، تناولي حاجتك من القهوة والشاي كلّ يوم من دون خوف، لكن باعتدال. الكافيين يزيد من التركيز، ويعطي الطاقة، ويخفف أوجاع الرأس. حتى أن بعض الدراسات أثبتت أنّ الكافيين قادر على محاربة الإلتهابات، هذا إضافةً إلى تقليل عوارض الباركنسون، وأمراض الكبد.
لكن انتبهي! الكافيين الموجود في الكولا ومشروبات الطاقة، يصل إلى أيدي أطفالك بسهولة، وربما بكميات تفيض عن حاجتهم. وإن كان الكافيين مفيداً للراشدين إذا تناولوه باعتدال، فهو قد يسيء إلى صحة أطفالنا ونموّهم.