تؤمن فئة من الناس بأنّ بعض الأحجار الكريمة لديها تأثير قويّ على ردع الشرّ أو العين الحاسدة، وتعتبر تلك الفئة وجود علاقة قوية بين أبراجهم والأحجار التي يختارونها وقدرتها على جلب الحظّ والأمور الإيجابية.
قد تكون العلاقة بين الأبراج والأحجار غير محدّدة أو ليست واضحة لغاية اليوم، لكن ما يزال بعض الناس يختارون الأحجار التي يقتنوها بناءً على نوعية برجهم سواء كان ترابياً أو هوائياً أو مائياً وحتى ناريّ بحكم التشابه بينهم من ناحية النوعية. وفي هذا الإطار، تلفت جاكلين عقيقي التي تطرح سنوياً كتاباً يتضمّن توقعاتها الفلكية، أن العلاقة بين الأبراج والأحجار الكريمة قديمة جداً، وهي ليست وليدة اليوم، وكان بعض الناس يعتقد أن الأحجار تجلب الحظّ والسعادة إليهم، وكانوا يشترونها ويؤمنون بمفعولها القويّ على ردّ كل شرّ أو سيء قد يصيبهم مثل الأحجار ذات اللون الأزرق التي تحجب صيبة العين والحسد وتحفظ صاحبها من الشرّ.


قولي لي ما برجك أوقل لك ما حجرك
تشير جاكلين التي تقدّم فقرة الأبراج على تلفزيون السومرية كل نهار سبت، أن العلاقة بين الأحجار والأبراج لم تعد حالياً متعارفة في مجتمعاتنا، لأنه اتضح عدم فاعليتها وأنها مجرّد أقاويل لا أساس لها من الصحة، لكن رغم كل هذا، لا تزال فئة قليلة من الناس تحبّ اختيار الأحجار الكريمة بناء على طبيعة أبراجهم، إن كانت تنتمي إلى الأبراج الهوائية أو النارية أو حتى المائية والترابية، مثلاً إن مواليد برج الحمل يفضّلون ارتداء حجر الماس بينما مواليد برج الثور يختارون الزمرّد ويتجّه الجوزاء نحو شراء الأغاث الاصفر، أما السرطان فيقبلون على أحجار اللؤلؤ أو حجر القمر، ويختار الأسد حجر الياقوت كما أن مواليد العذراء يميلون نحو حجر السفير وكذلك إن الميزان يفضّلون حجر الأوبال أما الأشخاص الذين ينتمون إلى برج العقرب فيحبّذون التوباز ويقبل مواليد القوس على شراء أحجار التركواز أما برج الجدي فيتجّهون نحو العقيق، وكذلك يفضل مواليد الدلو حجر الماس على غيره من الأحجار بينما الحوت يختارون الأكوامارين.
توضح عقيقي أن غالبية الناس تفضّل اقتناء الأحجار الكريمة وهذا أمر طبيعي، لأن الأحجار ملفتة بشكلها ومضمونها وسحرها وقوّتها على جذب النظر، ولكن لا تأثير لها على حياتنا العادية واليومية بل مجرّد أكسسوارات نتزيّن بها.


حسابات فلكية
توافق عالمة الفلك كارمن شماس كلام زميلتها جاكلين عقيقي أن العلاقة بين الأبراج والأحجار تغيّرت مع تبدّل الوقت وأصبحت من ضمن الأمور التي لا تصدقها الناس. تشدّد شماس التي وقّعت كتابها الجديد لسنة 2011 قبل أيام خلال معرض بيروت للكتاب الدولي، أن علم الفلك لا يتعاطى بأمور الأحجار الكريمة أبداً، ولا يتطرّق إليها ولا يأتي على ذكرها، وينفي أيّ علاقة بين الأبراج والأحجار على اختلاف نوعها وشكلها ومضمونها وتأثيرها على الناس.
تلفت كارمن شماس التي درست علم الفلك في كولومبيا لنحو 5 سنوات وهي اليوم تقدّم فقرة الأبراج في برنامج عالم الصباح الذي يعرض يومياً على شاشة تلفزيون المستقبل، إلى أن تلك العلاقة ليست سوى مجرّد مقولة لا أساس لها من الصحة، لأن علم الفلك علم يتعاطى بأمور الحسابات الفلكية ولا يمتّ للأحجار بأيّ صلة كانت. توضح شماس أن المجلات أو الصحف التي تنشر الأبراج تربط بين الأبراج والأحجار، ويعدّ أمراً مغلوطاً ودخيلاً على علم الفلك ولا يوجد أيّ إسنادٍ علمي يثبت تلك العلاقة بل مجرّد تكهنات.