يمكن لهذا المرض الخطير أن يطال الجميع. جميعنا نمرّ بأيام عصيبة، لكنّ مجرّد الشعور بالحزن لا يعني أنّنا مصابون بالإكتئاب المرضي... هذا المرض النفسي الشائع، لديه أعراض موصوفة، مثله مثل الأمراض النفسيّة الأخرى كالوسواس القهري، أو الفصام. "حين يضرب الإكتئاب أحدهم، يمكن أن يتطوّر بشكل يعيقه عن كافة أشكال الحياة"، بحسب دراسة نشرتها مجلّة "بسيكولوجي" الفرنسيّة المتخصصة. "فوضع المصاب بمرض الإكتئاب يتخطّى حالة الحزن، إلى ألم نفسي وداخلي عميق، يسبب له أزمات واضطرابات مع محيطه العائلي، والمهني، والإجتماعي".


ويتفق علماء النفس على تحديد أعراض عامة، تكون مؤشراً إلى الإصابة بالإكتئاب وهي:
o حزن دائم وشديد، وحساسيّة مفرطة على ملاحظات أو كلام الآخرين
o فقدان الرغبة بممارسة بالأنشطة اليوميّة
o فقدان الشعور بالسعادة، أو الإهتمام بمسببات اللذة والفرح
o اضطرابات غذائية تراوح بين فقدان الشهية أو الشره المفرط
o مشاكل في النوم تراوح بين الأرق، والنوم لساعات طويلة
o تعب دائم وفقدان للطاقة
o شعور بالذنب، وميل إلى التبخيس من قدر الذات
o صعوبات في التركيز
o بطء في الإستيعاب
o أفكار سوداويّة وشعور دائم بالخوف من الموت


"كل هذه الأعراض مبهمة، يصعب معرفة ما إذا كانت ناتجة عن الإكتئاب المرضي، أم مجرد مشاعر سوداوية عابرة"، يقول المعالج النفسي باسم العلم. لهذا تكون استشارة الطبيب النفسي ضروريّة، فهو الوحيد القادر على تشخيص المرض سريرياً لمعرفة ما إذا كان اكتئاباً، تجدر معالجته بالعقاقير، أم حالة تعب نفسي عابرة. و"يتفق المعالجون النفسيون على أنّ المؤشرات التي تؤكد على إصابة أحدهم بالإكتئاب، هي تكرار الأعراض لأكثر من مرة واستمرارها لفترة طويلة، أي لأكثر من أسبوعين دفعةً واحدة، مثل الشعور الدائم بالحزن والتعب"، يلفت العلم.
"في حال لم تتم معالجة الإكتئاب بشكل صحيح، وفي الوقت المناسب، فإنّه قد يتحوّل إلى مرض مزمن، يصعب الشفاء منه"، يؤكد الطبيب النفسي الفرنسي الشهير دافيد غوريون في كتابه "ليل الروح، كيف نشفي الإكتئاب". ويضيف أنّ الوحدة والعزلة هما من الأسباب الأساسيّة للإصابة بالإكتئاب، لهذا من الضروي إحاطة المريض بالعائلة والأصدقاء.