راحت المنظمات العالمية في الفترة الأخيرة تختار الفنانين العرب سفراءً لها من أجل تسهيل مهامها. وبعدما كانت تستعين بكبار الفنانين، اتجهت مؤخراً إلى النجوم الشباب كونهم أكثر تأثيراً وتفاعلاً مع الشباب. هكذا، عيّنت أخيراً كل من منة شلبي وداليا البحيري سفيرتي نوايا حسنة. وهو الأمر الذي اعتبره بعضهم موضة أو ظاهرة يسعى إليها الفنانون بحثاً عن الشهرة في مجال آخر بعيداً عن الفن، أو تقليداً لنجوم هوليوود.
"أنا زهرة" التقت مجموعة من الفنانين الذين عُيِّنوا سفراء للنوايا الحسنة لمعرفة دورهم الحقيقي.
هدف انساني
تعتبر منة شلبي آخر من انضمت إلى قائمة فناني النوايا الحسنة. إذ تم تعيينها سفيرةً للنوايا الحسنة لمكافحة الإيدز. وصرحت منة لـ "أنا زهرة" أنّها كانت تشارك دوماً في الأعمال الخيرية والتوعية، خصوصاً في مجال الإيدز إلى أن تم اختيارها سفيرة لمكافحة المرض.
وعن عملها كسفيرة، أكدت أنّ كونها كفنانة يسهّل عملها كسفيرة. إذ تم اختيارها للعمل كسفيرة انطلاقاً من كونها فنانة. فالفنان يتمتع بتأثير في نفس الجمهور الذي يستمع إليه. لذلك، سيكون هدفها في الفترة المقبلة تغيير صورة المرض في أذهان الجمهور وتوعيته بماهيته. وأشارت إلى أنّ هدفها هو العمل كسفيرة بعيداً عن الشهرة، لأنّه "هدف انساني".
أما داليا البحيري التي اختارتها منظمة الصحة العالمية سفيرةً للنوايا الحسنة لمحاربة مرض السكتة الدماغية، فتؤكد أن هذا الدور يلقي على عاتقها مهاماً أكبر من مهامها الفنية ألا وهي التوعية والتأثير في الآخر، وبث روح الإيجابية. وأشارت إلى أنّ هذه المنظمات تستعين بالمشاهير والفنانين كونهم أكثر استقطاباً للجمهور. لذلك، يستغلون ذلك من أجل التوعية.
دور إيجابي
كما عُيِّنت هند صبري سفيرة لبرنامج الأغذية العالمي لمكافحة الجوع. وأعربت عن اعتزازها بلقب سفيرة، مؤكدة أنها كانت تقوم بأعمال مماثلة بعيداً عن عدسات وسائل الإعلام وذلك إيماناً منها بدور الفنان الإنساني والاجتماعي. وكانت تفعل ذلك قبل حصولها على اللقب وتعيينها، بل إن المنصب بالنسبة إليها توّج دورها بشكل رسمي.
واعترفت هند أنّها انشغلت بعملها الفني عن دورها الاجتماعي في الفترة الأخيرة، لكنها سرعان ما عادت لاستئناف نشاطها. إذ زارت مؤخراً مدرستين في صعيد مصر، لتعزيز جهود البرنامج الذي يهدف إلى محاربة سوء التغذية وتشجيع الالتحاق بالمدارس وخاصة للفتيات.
وأضافت هند أن الهدف من اختيار الفنانين كسفراء لهذه المنظمات هو تحقيق مصالح البرنامج المستهدف والتعريف أكثر بأنشطته اعتماداً على شهرتهم.
من جهته، برر خالد أبو النجا الذي اختارته منظمة اليونيسيف سفير النوايا الحسنة للأطفال، أنّ اختيار الفنانين الشباب كسفراء في الفترة الأخيرة هو شيء إيجابي يسهّل مهام المنظمات. وقال: "نحن كفنانين شباب يجب أن نلعب دوراً إنسانياً واجتماعياً من أجل النهوض بالمجتمع. هدف هذه المنظمات التوعية. وأرى أنّنا كفنانين شباب نستطيع أن نوصل أهدافها ورسالتها إلى شباب المستقبل".
أول فنانة سفيرة
أما صفية العمري التي تعتبر أول فنانة مصرية تفوز بلقب سفيرة للنوايا الحسنة، فقد سافرت إلى العديد من الدول العربية والغربية للدفاع عن قضايا الجوع، إلى جانب احتجاجها على الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية. وترى العمري أنّ لا تعارض بين الفنانة ومشاركتها في العمل العام، وهو ما تفعله نجمات هوليوود. وأكدت أنّه يجب على الفنان أن يهتم بقضايا بلده بهدف المساهمة في حلها.
وعن موضة اختيار الفنانين الشباب سفراءً في الفترة الأخيرة، قالت إنّ هذه المنظمات تختار الفنان لما له من تأثير سريع في المجتمع. لكن هذا شرط أن يكون الفنان محبوباً يتمتع بالمصداقية عند المشاهد. لذلك، عندما يتحدث، يستمع إليه الجميع. مما يعود بفائدة على الأنشطة التي يقوم بها.
وأشارت إلى أنّه بعد تعيين الفنان كسفير، تتضح مدى مصداقيته سواء كان يبحث عن الشهرة أم أنه مهتم بالعمل التطوعي عن طريق حرصه على التواجد الدائم في الندوات والبرامج التي تضعها تلك المنظمات. وهنا يكمن الدور الحقيقي للفنان السفير.
ويؤيدها الرأي الفنان محمود ياسين الذي يحمل لقب سفير مكافحة الجوع منذ سنوات. إذ يرى أنّه لا بد من أن يكون للفنان دور اجتماعي في خدمة المجتمع. ورفض اعتبار اختيار النجوم الشباب في تلك المناصب بأنّها موضة، مؤكداً أنّه يمكن أن نسميها ظاهرة صحية وإيجابية وذلك لما لها من تأثير إيجابي تفاعل بين النجوم على الجمهور.
المزيد على أنا زهرة: