طفلك يشعر بعطش دائم؟ يشرب الكثير من الماء، ويشعر بحاجة إلى كمية هائلة من السوائل؟ هل يدخل إلى الحمام بشكل متواصل؟ هل يبوّل في سريره؟ هل بدأ يفقد وزنه بشكل ملحوظ؟ هذه الأعراض كلّها، إن تفاقمت، قد تكون مؤشراً على إصابته بمرض السكري من "النوع واحد".
من المعلوم أنّ مرض السكري ينقسم إلى نوعين. "النوع واحد"، ويصيب الأطفال بسبب نقص وراثي في مادة الأنسولين. "النوع اثنان"، ويصيب الراشدين عادةً، ممن تخطوا الأربعين، وخصوصاً أولئك الذين يعانون من وزن زائد، ولا يتبعون نمط حياة صحي.
لكن للأسف، لاحظ الأطباء أنّ حالات الأطفال والمراهقين الذين يصابون بالسكري من "النوع اثنان" تتزايد. وهذا أمر غير طبيعي إطلاقاً، خصوصاً أنّ هذا النوع لا يصيب عادةً إلا المتقدمين في السنّ. وفسر الأطباء هذه الأزمة بظهور مشاكل السمنة الزائدة عند الصغار، وخصوصاً في عالمنا العربي. هنا، تبدو الاحصائيات الحديثة لـ"منظمة الصحة العالمية" مخيفة. فقد بلغت نسبة المصابين، من راشدين وأطفال، في الإمارات العربية المتحدة 20 في المئة، في زيادة ملحوظة عن العام الماضي، كما 14 في المئة في السعودية والبحرين، أما في مصر والعراق والجزائر والمغرب فوصلت إلى 10 في المئة. وتعود جذور هذه الأزمة إلى نمط الحياة غير الصحي، وتناول الوجبات الجاهزة، وقلّة الحركة.
أمّا بالنسبة للسكري من "النوع واحد"، الذي يصيب الأطفال ذوي الاستعداد الوراثي، فمن الصعب التنبؤ به. لكن على الأقل يمكن تفادي نتائجه الكارثيّة، من خلال اكتشافه قبل فوات الأوان. فهو ينتج عن نقص حيوي في إفراز مادة الأنسولين في الجسم. عندها، يتكدّس السكر في الدم. وحين يتأخر العلاج، تتفاقم الحالة، ما يؤدي إلى إرهاق شديد، يترافق مع استفراغ، ومشاكل تنفسيّة، وصولاً إلى كوما دماغيّة. وحده الكشف المبكر يمكن أن ينقذ الطفل المصاب بنقص في الأنسولين.
لكي تزيلي شكوكك، وتتفادي المضاعفات الناتجة عن تأخر العلاج، من الأفضل أن تجري فحصاً لإبنك أو ابنتك إن تكررت الأعراض المذكورة، وبشكل دوري. فالطفل الذي يتّبع العلاج المناسب، يستطيع أن يكمل حياته بكشل طبيعيّ وصحي، ويتعلّم كيف يتعايش مع مرضه، من دون مضاعفات
المزيد على أنا زهرة:
السكري سبباً لحوادث السير