بعد أسبوعين على اكتشافها أنّها حامل في الشهر الأول، خسرت رانيا الجنين. "آلام مبرّحة تشبه آلام فترة الحيض، ونزيف"، تسرّ إلينا السيّدة الشابة بنبرة حزينة، خصوصاً أنّها كانت تنتظر مولودها الأوّل بفارغ الصبر. رانيا هي واحدة من عشرات الحوامل اللواتي يفقدن الجنين بشكل لا إرادي في الفصل الأول من حملهنّ، أي في الأسابيع الستة الأولى من عمر الجنين.
"أول مؤشرات خسارة الجنين، هي رؤية الدماء. وقد يتراوح النزف بين دفق باللون الوردي أو الأحمر، وبين الدم ذي اللون الأسود"، تقول الطبيبة النسائية هالة عبدالله. "درجة الألم تختلف أيضاً من امرأة إلى أخرى، وهي أوجاع تتشبه غالباً آلام فترة الطمث"، تضيف. ظهور الدماء يعني أنّ لحظة فقدان الجنين باتت قريبة. كما يسبق لحظة الإجهاض اختفاء لعوارض الوحام مثل الغثيان آلام الثدي.
فما هي مخاطر خسارة الجنين بهذا الشكل على صحة المرأة؟
"في الفصل الأول من الحمل، لا تكون مخاطر خسارة الحنين كبيرة جداً على صحة الأم. فالتواصل بين رحم المرأة والمشيمة أو الحبل السري يكون لم يكتمل بعد. كما تكون عضلات الرحم شديدة القدرة على الإحتمال، وقويّة، لأنّ نشاط هرمونات الحمل يكون في بدايته"، تقول عبدالله. في حالة الإجهاض هذه، تكون احتمالات الإلتهاب أو استمرار النزيف الحاد ضئيلة. لكنّ استشارة الطبيب ضروريّة، خشية بقاء الجنين في المثانة خارج الرحم. فأحياناً، لا تخسر الحامل الجنين بالكامل، ما قد يسبب مخاطر نزبف داخلي. يمكن للطبيب النسائي أن يقوم بتصويرإيكو يظهر ما إذا كان الإجهاض قد تمّ بالكامل. "يجب التأكد من عدم بقاء ترسبات داخل الرحم، ويمكن اللجوء لعمليّة شفط Curettage لإزالة البقايا، كي لا تسبب إلتهابات في الرحم"، تقول عبدالله.
أمّا أسباب الإجهاض في الأسابيع الستة الأولى من الحمل، فعديدة. فأحياناً يكون السبب خللاً في كروموزمات الجنين. وفي معظم الأحيان، يكون الرحم غير مجهز لاستقبال الجنين وحضنه، إضافةً إلى الخلل في الهرمونات، الناتج عن اضطراب في الغدة الدرقيّة، أو إصابة الأم بالسكري.
"بعد عارض الإجهاض، يجب على المرأة أن تأخذ احتياطات صحية، وتنتبه لدرجة حرارتها، خلال الأيام الأربعة التالية لخسارة الجنين. كما ننصح بتفادي الحمل مباشرةً بعد الإجهاض، لكي يستعيد الرحم عافيته"، تقول الطبيبة النسائية هالة عبدالله.