بعض الميكروبات يمكن أن تشكّل تهديداً كبيراً على الخصوبة، وتؤثر على قدرة المرأة على الإنجاب بشكل كبير. كيف تنتقل إلى المرأة؟ وما أثرها على صحتها الإنجابية؟
"العديد من حالات العقم، أو الحمل خارج الرحم، تكون ناتجة عن خلل في عملية الإباضة، وصعوبة وصول البويضة إلى الرحم بشكل طبيعي. 8 من أصل عشر حالات من هذه الإضطرابات، تنتج عن عدوى تكون المرأة غافلةً عنها"، تشرح الطبيبة النسائية هالة العبدالله.
لكن من أين تأتي هذه الميكروبات، وكيف تتكاثر في جهاز المرأة التناسلي؟
"المهبل عضوٌ معرض لشتى أنواع البكتيريا والميكروبات، بعضها يتكاثر بشكل دوري، وبعضها الآخر يطرأ نتيجة خلل هرموني مفاجىء. قد تطال المرأة عدوى ميكروبية إثر إصابتها بالسكري، أو بسبب عدم عنايتها بنظافتها الشخصية بشكل كافٍ خصوصاً بعد الزواج، أو بعد صدمة كبيرة على الرحم مثل حادثة إجهاض سابقة"، تشرح الطبيبة.
إصابة المهبل بأحد الميكروبات، يؤدي إلى تمدد العدوى نحو عنق الرحم، ثمّ نحو الرحم، وأحياناً وصولاً إلى قناتي فالوب اللتين تربطان بين المبيضين والرحم. "أولى علامات هذه الإصابة تكون بالطبع ارتفاع الحرارة، والآلام في منطقة الحوض، وتكون الآلام حادة في العادة، ما يستدعي استشارة فوريّة للطبيب النسائي. عندها، يساعد العلاج السريع على الحد من الخسائر"، تقول الطبيبة.
بعض الميكروبات يمكن أن تنتقل من الزوج إلى زوجته، وتكون مسببة للعقم. ومن بين هذه الأمراض، عدوى خطيرة تعرف بالمتدثرة الحثرية Chlamydiae trachomatis. "تسبب هذه البكتيريا انسداداً في قناة فالوب"، تشرح الطبيبة. "تطرأ هذه العدوى وتختفي من دون أن تشعر بها المرأة. لكن يمكن لهذه البكتيريا أن تتكاثر، وتؤثر لاحقاً على صحة الجنين في حال حدث حمل، كما حذرت منظمة الصحة العالمية أكثر من مرة"، تشرح العبدالله.
أول أعراض الإصابة بالمتدثرة الحثرية هو الشعور بآلام حادة في أسفل البطن، وارتفاع في الحرارة، إضافة إلى ظهور بعض الدماء خارج فرة الحيض.
تجدر استشارة الطبيب النسائي في هذه الحالة، لتفادي تطور العدوى إلى عقم. "يمكن بعد التأكد من طبيعة العدوى معالجتها من خلال مضادات للإلتهابات، لتفادي الإشكالات وأبرزها العقم الكامل. كلما تطورت العدوى من دون علاج، كلما تضاءلت حظوظ المرأة في الإنجاب وإن بعد الشفاء منها"، تشرح الطبيبة.
نصيحتنا لك أن تحرصي على زيارة الطبيب النسائي بشكل دوري، لكي لا تتطور إلى عدوى بكتيرية تكونين غافلةً عنها.