رغم مرور آلاف السنين على ممارسته، لا يزال الوخز بالإبر من أكثر الأساليب العلاجية استخداماً في العالم. تعود هذه الطريقة الصينية في الطب البديل، إلى القرن الثالث قبل الميلاد، تاريخ أول كتاب لتعليم أساليبها وتقنياتها.
يقوم هذا العلاج على ربط شائك ومعقد بين الفلسفة، وعلم الأحياء. إذ يقول المتخصصون أنّ جسم الإنسان تتجاذبه طاقتان الطاقة الإيجابية (الين) والطاقة السلبية (اليانغ). تنتشر هذه الطاقة في الجسم، على شكل خطوط وهميّة، تمتدّ من الرأس حتى الأطراف، ويرتبط كلّ منها بأحد أعضاء الجسم. وبحسب الطب الصيني، فإنّ الألم والمرض ينتجان عن اختلال توازن الطاقة بين هذه الخطوط. لهذا، تقوم جلسات الوخز بالإبر على إيجاد مفاتيح الطاقة، ومحاولة إعادة التوازن إليها.
كغيرها من علاجات الطب البديل، تثير جلسات الوخز بالإبر قلقاً لدى المرضى. لكنّها في الحقيقة تشبه أي جلسة علاجية تقليدية أخرى، إذ يقوم الأخصائي بكشف كامل لتشخيص المشكلة، تماماً كالطبيب العادي. بالنسبة لطبيب الوخز بالإبر، تضاف تقاليد معيّنة على طريقة الكشف والتشخيص، إذ يقوم بمعاينة البشرة، والعيون، واللسان بواسطة عدسة مكبرة. يتمّ ذلك بكل دقة، لكي يتمكن المعالج من تقييم مستوى الطاقة في جسم المريض. وبناءً على ذلك، يقوم المعالج بتحديد خطوط الطول، ومناطق الفراغ، أو مناطق الإمتلاء في الجسم. ويمكن للوخز بالإبر أن يوقف إحساس الدماغ بالألم.
طبعاً لا يمكن للوخز بالإبر أن يكون بديلاً عن بعض العلاجات التقليدية. على سبيل المثال يمكن للـacupuncture أن تخفّف من آلام السرطان، لكنّها ليس بأيّ شكل من الأشكال بديلاً عن العلاجات الإشعاعية أو الكيميائية. في هذا السياق، اعتبار الوخز بالإبر كعلاج مكمّل أو مساعد، وليس علاجاً بديلاً يمكن أن يغني عن العلاج التقليدي.
تكون جلسات الوخز بالإبر فعالةً بشكل كبير ومهم في بعض الحالات المرضيّة، مثل الحساسية، والأمراض الجلديّة مثل الإكزما، والإكتئاب، وآلام والتهابات المفاصل، والمشاكل المعوية، والإمساك، وآلام الأسنان، ويمكن أن تساعد من يحاولون إيقاف التدخين، أو خسارة الوزن.
تعترف بلدان كثيرة بهذا العلاج، ويمنع أحياناً أن يمارسه أطباء متخصصون، وفي بلدان الخليج العربي توجد العديد من المراكز المخصصة لهذا العلاج.
يستخدم المعالج إبراً صالحة لإستخدام واحد فقط، تكون معقمة تحت حرارة عالية جداً قبل استعمالها. الميزة الأبرز لهذا العلاج أنّه لا يسبب أي آثار جانبية!