أشكال دائرية، عيون سارحة، ونيام في صالة استعراض ضخمة لا يستيقظون إلا حين يأمرهم سيدهم. هذه الخرافات الإستعراضية، لا تمت للتنويم المغناطيسي العلاجي بشيء. الطبيب الفرنسي مارك بنهيام، كان له الفضل في تأسيسي أول فرع جامعي ممنهج في فرنسا، مخصص لدراسة التنويم المغناطيسي بشكل أكاديمي. وتعود نشأة التنويم المغناطيسي كما نعلم إلى سيغموند فرويد الذي استعملها لمساعدة المرضى على إخراج أزماتهم من اللاوعي ومناقشتها.
اليوم، تستخدم المدارس العلاجية المعنية بالتنويم المغناطيسي طرقاً أخرى، تقوم على الإستعارات والتشابيه، لتساعد المريض على الدخول في حالة بين النوم والصحو، بشكل يصير قادراً أكثر على مداواة آلامه الجسدية وحلّ مشاكله النفسيّة العالقة.
"التنويم المغناطيسي لا يعالج مرضاً معيناً، بل يداوي الإنسان نفسه"، يشرح الطبيب الفرنسي جان مارك بنهايم لأحد المواقع الفرنسية الطبية المتخصصة. لا قدرات خارقة هنا، ولا سحر ولا شعوذات... إنّها لعية تركيز وسيطرة يقوم بها المريض والمعالج معاً.
يستخدم التنويم المغناطيسي في معالجة الآلام، "شرط أن يكون المريض مستعداً بالفعل للتغييرات"، يشرح بنهايم.
ويتمّ علاج الألم على ثلاث مراحل:
في المرحلة الأولى، يطلب من المريض التركيز على شيء واحد معيّن.
في المرحلة الثانية، يشعر المريض أنّه انقطع عن العالم، وأن حواس الشم والسمع وحتى البصر قد انفصلت على المحيط الخارجي، وأنّ جسده قد أصبح ثقيلاً ومخدرّاً.
أمّا في المرحلة الثالثة، فيصل المريض إلى النقطة المرجوة، وهي الدخول في جوار مع الحدس، ليعرف مكان الألم الحقيقي، والقضاء عليه.
وتختلف استخدامات التنويم المغناطيسي العلاجي من مدرسة طبيّة إلى أخرى. لكنّ المهم أنّ أهميته في شفاء الآلام تزداد يقيناً يوماً بعد يوم. "يمكن أن يستخدم العلاج للتخفيف من حدة الصداع المزمن. كما يمكن استخدامه لتخفيف الألم في الأطراف، وأماكن أخرى من الجسم، كالأمعاء. كما يمكن الإفادة من التنويم المغناطيسي في حالة المرضى الذين فقدوا يداً أو رجلاً في حادث ما، إذ يساعد على تعويدهم على جسمهم الجديد" يشرح بنهايم.
يمكن أيضاً اللجوء إلى التنويم المغناطيسي في بعض العلاجات السلوكية، كما في مساعدة بعض المرضى على إيقاف التدخين، أو تحسين عاداتهم الغذائية.
بالطبع، ليس التنويم المغناطيسي علاجاً ممكناً بمفرده. من الضروري أن ندرك أنّه يقوم على تخفيف الآلام وليس على حلّ مشكلتها من الأساس.