موضة النرجيلة، أو الشيشة، انتشرت في السنوات الأخيرة كالنار في الهشيم. في المولات والمقاهي العامة، في الحانات الشعبيّة والمنازل، يصعب فصل النرجيلة عن يوميات المواطن العربي... في جمعات السيدات، تحولت النرجيلة إلى عنصر ثابت مع القهوة. كما أنّها راحت تستهوي الكثير من جيل الشباب والشابات الذين يجدون فيها بديلاً ممكناً عن السيجارة... ولكن ما هي مخاطر تدخين الشيشة أو النرجيلة؟
في تقرير جديد أصدرته "مجموعة الدراسات حول تنظيم منتجات التبغ" التابعة لـ "منظمة الصحة العالمية"، أدان الباحثون المتخصّصون الاعتقاد السائد بأنَّ المعسّل، أو التنبك، أقل ضرراً من أنواع التبغ الأخرى... ويؤكد التقرير أنّ الماء يحبس جزءاً من النيكوتين الموجود في المعسّل أو التنبك، لكنه في المقابل يحثّ المدخن على أن يرشف رشفةً أعمق. وهذا ما يعرّض الرئتين لكميات كبيرة جداً من العوامل المسرطنة الموجودة في الدخان المتصاعد من الأنبوب، إضافةً إلى كميات كبيرة من أول أكسيد الكربون CO. ويلفت التقرير إلى أنّ المخاطر الصحية للنرجيلة تطال المدخنين ومحيطهم، وتكون مؤذية بشكل استثنائي الحوامل والأطفال. ومن بين المواد المسرطنة التي تبقى عالقةً في دخان الشيشة بعض المعادن الثقيلة الناتجة عن احتراق التبغ والفحم.
ويخلص التقرير إلى أنّ الشيشة ليست بأي شكل من الأشكال بديلاً أقلّ ضرراً من التدخين، بل على العكس هي مضرَّة أكثر بكثير من السجائر العاديّة! ويقارن التقرير خطر الشيشة الواحدة، بأربعين أو حتى مئتي سيجارة يتمّ تدخينها دفعةً واحدة!
ولأنّ النفس هو الحياة، وجد تقرير "منظمة الصحة العالمية" أنّ تناول النرجيلة في الأماكن العامة يحمل مخاطر مضاعفة. فدخان النرجيلة يمكن أن ينقل الكثير من الأمراض، وأبرزها الزكام، وحتى السلّ وأنواع أخرى من الأمراض المعدية. وبيّن التقرير ذلك بعد دراسة لـ 41 أنبوب شيشة تمّ جمعها من المقاهي في مدينة حلب السورية. وبعد القيام بزرع مختبري لترسبات هذه الأنابيب، تبيّن أنّها تحتوي على 74 نوعاً من الجراثيم والبكتيريا. وفي هذا الإطار، أكد تقرير المنظمة الدوليّة أن "الاستعمال المتكرر للنرجيلة نفسها من قبل مدخنين عديدين، ونقلها من مدخن إلى آخر في الجلسة نفسها، يمكن أن يؤدي إلى نقل أكثر من عدوى رئوية.
في الخلاصة، يؤكد التقرير بأنّ تبغ النرجيلة يسبب الأمراض نفسها التي يسببها تبغ السجائر: سرطان الجهاز التنفسي والانسداد الرئوي المزمن...
ولأنّ النفس هو الحياة كما قلنا، يجدر بك إذاً تفادي كلّ أشكال التدخين.
للمزيد:
هكذا تستقبلين العام الجديد من دون سيجارة
التدخين السلبي يقتل 600 ألف حول العالم