تكشف أحلامنا مخاوفنا ورغباتنا الدفينة، لكنّها تبقى بعيدةً عن فهم كثيرين. ويقول المتخصص الفرنسي في علم الأحلام ميشال جوفيه، أنّ الإنسان يمضي مئة دقيقة من ليلته وهو يحلم، أي ما يقارب الساعة والثلث من معدّل ساعات النوم الثماني... ولو جمعنا ساعات الأحلام في حياتنا كلّها، فقد تشكل سبع سنوات من معدّل حياة الإنسان العادي. وبحسب البروفيسور الفرنسي، فإنّ الحلم يحدث تحديداً في مرحلة النوم العميق، حين ترتخي العضلات كلياً، ويدخل الجسم في حالة أشبه بالشلل، في حين يكون الدماغ نشطاً كأنّه في حالة استيقاظ، وهذا ما يؤدي إلى حركات الجفون السريعة.
ويقول العالم الفرنسي إنّ الحلم جزء ضروري من توازننا النفسي، حتى لو كان يحمل طابعاً غامضاً، وحتى لو بقي تفسيره أمراً صعباً، ويخضع للتأويلات. ومن فوائد الأحلام أيضاً، أنّها تحوّل ذاكرتنا القصيرة المدى أثناء اليقظة، إلى ذاكرة بعيدة المدى. كما أنّ الأحلام تسهل عملية هضم المعلومات التي وصلتنا خلال النهار الطويل. وهذه العملية شغلت طويلاً علماء النفس منذ فرويد، ولا تزال تشغل حتى اليوم طب الأعصاب نظراً لكونها عمليّة معقدة جداً.
لكن لماذا ننسى أحلامنا غالباً؟
يقول البروفيسور جوفيه إنّه لو أيقظنا النائم خلال مرحلة النوم العميق، سيتمكّن من إخبارنا حلمه بدقّة. لكنّ ذكرى الحلم سرعان ما تتلاشى مع الصباح، ولا يبقى منها إلا رغبتنا الملحة في تفسير بعض الصور الباقية. لكنّ البروفيسور جوفيه يرى أنّ الأحلام لا تكون محملة دوماً بالضرورة بألغاز دفينة، ومعانٍ غريبة. وبحسب يونغ، عالم النفس الشهير، فإنّ الحلم هو انعكاس للحالتنا النفسية العميقة، التي يصعب علينا أن ندركها حين نكون مستيقظين. ويسبب الحلم الكثير من أحاسيس الخوف، أو السعادة، أو القلق، لأنّه يظهر بالنسبة لنا كحقيقة ملموسة، تترجم على شكل ارتجافات، وتعرّق وأحياناً رغبة شديدة في الهروب والاستيقاظ.
أمّا الأحلام التي تتكرر، فهي رسالة غامضة من لاوعينا، ولا يمكن تفسيرها دفعةً واحدة، بل تحتاج إلى نقاش طويل بين صاحب الحلم والمعالج النفسي... لكنّ الحلم يبقى في الخلاصة تعبيراً عن قلق دفين. وكذلك الأمر بالنسبة للكوابيس، فهي تعبير عن صدمة مكبوتة، أو عن ضغط نفسي حاد.
للمزيد:
الملابس للوقاية من سرطان الجلد
الربو بالوراثة غالباً
طفلك يقضم أظافره: ما الحلّ؟
صور: بريتني سبيرز.. من البراءة إلى الجنون
فيديو: ماكياج بالألوان