يمكن للحرقة أن تكون عارضاً عابراً، فتستمرّ لساعة أو ساعتين... لكنّها يمكن أن تكون أيضاً عارضاً مقيماً، يعكّر حياة الكثير من المرضى. فما سبب هذا العارض المؤذي؟
تعتبر القرحة إن تتطورت مرضاً مزمناً خطيراً. وهي تنتج عن صعود الأحماض من المعدة إلى باب المعدة والبلعوم، ما يؤدي إلى شعور بالغثيان. ولأنّ غشاء البلعوم يكون أكثر هشاشة من غشاء المعدة، يمكن أن تؤّدي الحرقة إلى التهابات ونزيف وجروحات مزمنة قد تؤدّي إلى ظهور السرطان على المدى الطويل.
بحسب طبيب الأمراض الداخليّة والمعويّة الفرنسي مارك بيغار، فإنّ أسباب هذا الخلل عديدة، منها تناول أطعمة مؤذية، والضغط النفسي، إضافةً إلى البدانة التي تعتبر عنصراً محفزاً.
زيادة الوزن التدريجية مع التقدّم في العمر، تكون من العوامل المساعدة على ظهور القرحة. بالنسبة للبروفيسور الفرنسي، فإنّ النصائح الشائعة حول محاربة القرحة مثل عدم تناول الطعام قبل النوم، وعدم ارتداء أحزمة مشدودة، لا تعدو كونها بدعاً لا تساعد في حلّ المشكلة الأصليّة.
فما الحلّ إذاً؟
إن كانت الحرقة عارضاً عابراً، ينصحك "أنا زهرة" باستخدام أحد مضادات الحرقة التي نجدها عادةً في الصيدليات على شكل أدوية سائلة. يمكن لهذه الأدوية ـــ أشهرها المالوكس ــ أن تخفف من نسبة الأحماض في المعدة، ولها مفعول سريع.
ومن الأفضل استشارة طبيب أو صيدلاني، لأنّ بعض هذه الأدوية يمكن أن يكون لها مفعول معاكس، وتسبب بالتالي عسر هضم، أو مشاكل في الأمعاء. لكنّ مفعول هذه الأدوية لا يدوم إلا ساعات قليلة، تعود بعدها الحرقة... مع استمرار ذلك لفترة طويلة نسبياً، يمكن أن نتحدّث عن حرقة مزمنة، ويجب حينها أن نسارع لإستشارة طبيب الجهاز الهضمي.
"مع تزايد المشاكل والآلام، يصير من الضروري وصف مضادات للإفرازات المعويّة، وهي كفيلة بلجم قدرة الأنسجة المعويّة على استخدام الإيستامين، وهي مادة كفيلة بتحفيز الخلايا على إفراز الأحماض"، يشرح الطبيب الفرنسي. ويجدر اللجوء إلى هذا الدواء حين تتكرر القرحة الحادة أكثر من مرة في الشهر، وحين تصير مصدر إزعاج خلال النوم.
لهذا، ورغم كونها عارضاً شائعاً، لا يجب أن تستهيني بالحرقة. وينصحك "أنا زهرة" باللجوء إلى الطبيب المختصّ في أسرع وقت ممكن.
المزيد:
قلّة الحركة... عدوّ القلب الأول!
مسكنات الألم قد تسبب قرحة المعدة
صور: ديانا كرزون عبر السنين
فيديو: ماكياج للصيف