في مشهد نادراً ما يتكرر، غاب الفنانون والفنانات عن حضور عزاء الفنانة سعاد محمد التي توفيت مساء الاثنين عن 85 عاماً بعد معاناة مع المرض.
وعلى رغم إعلان أسرة الفنانة عن موعد إقامة العزاء الذي أقيم في مسجد الحامدية الشاذلية في القاهرة، إلا أنّ لا أحد من الفنانين قد حضر عكس ما هو متوقع باستثناء إيمان ومادلين طبر. واقتصر الحضور على أقاربها وأبنائها وأحفادها، وهو الأمر الذي يدعو للدهشة كونها فنانة تعتبر من عمالقة الغناء، اختارت العيش في صمت والرحيل في صمت أيضاً. إذ ابتعدت كلياً عن الأضواء منذ سنوات، وفضّلت أمومتها على الغناء رغم تلقيبها بأفضل صوت نسائي.
سعاد محمد مطربة لبنانية مصرية الوالد، وتحمل الجنسيتين اللبنانية والمصرية، انطلقت من دمشق. ولدت في تلة الخياط في بيروت وتاريخ مولدها غير معروف بالضبط، لكن ذكر أنّها من مواليد 2 شباط (فبراير) 1935. وهي من أم لبنانية وأب من أصول مصرية هاجر من بلدة أبو تيج في محافظة أسيوط.
تزوجت في بداياتها من مكتشفها الأديب الصحافي محمد علي فتوح، ودام الزواج 15 سنة وأنجبت منه ستة أبناء وبنات ثم انفصلا. ثم تزوجت من المهندس المصري محمد بيبرس ورزقت منه بأربعة أبناء وتم الطلاق.
وكانت سعاد محمد تعيش في العاصمة السورية، وبدأت بغناء الموشحات في إذاعة دمشق في البداية. وبعد ذلك، سافرت إلى مدينة حلب المدينة المعروفة بأنها عنوان الطرب في ذلك الزمن ومدينة الفن والغناء.
لم تقدم سوى فيلمين أولهما «فتاة من فلسطين» وكان أول فيلم عن مأساة القضية الفلسطينية. ثم أُسندت إليها بطولة فيلمها الثاني "أنا وحدي" من اخراج هنري بركات، وشاركتها البطولة ماجدة ونور الدمرداش وصلاح نظمي. بعد ذلك، لم تمثل واكتفت بالغناء في الإذاعة كأغنيات فردية أو في برامج إذاعية وقد قدمت الكثير من هذه البرامج، واكتفت من السينما بتقديم أغنيات مدبلجة لبطلات أخريات مثل أغانيها في فيلم "الشيماء أخت الرسول" سنة 1972 وفيلم "بمبة كشر".
وقدمت أكثر من ثلاثة آلاف أغنية في الإذاعة السورية والإذاعة المصرية وغيرها من الإذاعات العربية. من أشهر أغانيها "أوعدك" و"وحشتني".
للمزيد:
وفاة الفنانة سعاد محمد