الدكتور جان كلود عجاج يختلف عن غيره من الجرّاحين التجميليين. فهو لا يدفع المرأة أبداً إلى استهلاك الجراحة التجميلية، ولا يتعامل معها كسلعة.
تعرفتُ عليه بفضل صديقة مشتركة، وبسرعة وجدت نفسي معه على نفس الموجة بالنسبة لنظرتنا وتصورنا ومفهومنا للجمال. قدّم لي كتابه الجديد الذي صدر مؤخراً في فرنسا : Votre beauté vous appartient، أي " جمالك هو ملكٌ لك". بعدها تقابلنا وطرحتُ عليه بعض الأسئلة لنزيل الجدل الدائر حول الجراحة التجميلية.
بدأ الدكتور عجاج حديثه معي محتجاً على ما يجري اليوم في عالم التجميل :
" لا يمكنني إلا أن أعبّر عن سخطي وغضبي عندما ألتقي خلال سهرة ما أو في زاوية من الشارع نساء ذات الوجه المقولب والجلد المشدود والوجنات والشفاه البارزة والناتئة بشكل غير طبيعي. هذه الوجوه التي تبدو غريبة المظهر من دون أي تعابير، وكأنها تخلو من أي حياة".
ثم تابع حديثه قائلاً : " يدفعني غضبي اليوم أن أثور على نتائج كهذه تشوه وتنزع صفة الإنسانية حتى عن صورة الجمال، التي عدا عن كل مشاكل الجراحة التجميلية والطب التجميلي، تعرّض مستقبل مجتمعنا للخطر. فإذا أكملنا في هذا الطريق، إلى أين نحن ذاهبون؟ "
جراحة الوجه هل هي مختلفة عن جراحة الجسد؟
أجاب : " في هذا المقال لن أتكلم إلا عن جراحة الوجه التجميلية. إن جمال الوجه هو مزيج من الجمال الفيزيائي والتعابير (الضحكة، النظرة). واحترام تعابير الوجه هو أولوية خلال عملية شد الوجه.
فمن كل جهة في وجهنا، لدينا 27 عضلة لها وظائف مختلفة متصلة بالتعابير كالضحكة والبسمة والتعبير عن الأسى والحزن..إلخ. وإمكانية التحكم بحركات هذه العضلات خلال الجراحة التجميلية يسمح بالحصول على نتائج تبرز تعابير وجهنا.
بينما جراحة الجسم التجميلية لها تأثير قليل على حركاته، رغم أن هذه الحركات وتقويم الجسم يلعب دوراً في إبراز مفاتنه".
كيف تفسر هذه النتائج؟
"هذه النتائج تجعلنا نطرح بعض الأسئلة حول:
ـ الدوافع الأولية لبعض الجراحين التجميليين كالمنفعة المادية.
ـ خضوع بعض النساء لديكتاتورية الجمال التي تفرضها الصورة الاجتماعية لمفهوم الجمال.
ـ فشل العمليات الجراحية في الوصول إلى النتائج المرجوة.
ـ أو ربما نظرة بعض الأطباء التجميليين وقسم كبير من النساء إلى الجمال كقيمة فيزيولوجية بحتة موروثة عن مفهوم الجمال في عالم النجومية في القرن الماضي.
ولكن يبدو أن هذه التساؤلات ليست في محلها:
ـ أولاً، الجراحون التجميليون هم أطباء مخلصون لعملهم ولقيم المهنة فوق كل شيء، وليست الاعتبارات المادية أولوية بالنسبة إليهم.
ـ ثانياً، النساء اللواتي يرتدن العيادات التجميلية هن نساء مسؤولات ويشاركن في غالبيتهن في الحياة العملية، ولسن مهووسات بمقاييس جمالية محددة.
ـ ثالثاً، لا يمكننا القول أن العمليات الجراحية التجميلية فاشلة. على العكس، فنحن نلاحظ رضى النساء والأطباء على السواء من نتائج هذه العمليات.
ـ رابعاً، إن مفهوم الجمال بدأ يتغير. نحن نعيش اليوم في بداية القرن الحادي والعشرين، تحولاً عميقاً في النظرة إلى الجمال وتحديده. فنحن ننتقل من مفهوم موحد للجمال ينطبق على الجميع ويخضع لمقاييس ثابتة ومُحكمة، إلى جمالٍ فردي لا يخضع لأية مقاييس، وهو جمال يعبّر عن شخصية المرأة بمفردها ".
إذاً ما هي نصائحك لقارئة موقع " أنا زهرة " حتى تبدو جميلة في أي عمر كانت ؟
أولاً، ابتسمي في كل الحالات حتى ولو كانت صعبة. فجمالك يبرز أكثر مع الابتسامة.
ثانياً، حافظي على ثقتك بنفسك، فالجمال هو أولاً وأخيراً تقدير الذات.
ثالثاً، عيشي حياتك من دون مقارنة مع الآخرين وبعيداً عن ضغوطات المجتمع. فالجمال الحقيقي يأتي من بُعدٍ مختلف.
رابعاً، كوني على طبيعتك بعيداً عن أي تكلف، لأن الجمال هو تعبير عن شخصية أصيلة ومتحررة.
خامساً وأخيراً، لا تخضعي لأي ديكتاتورية في عالم الجمال، لأن الجمال لا يكمن في التشبّه بالآخرين أو التماثل بشخص آخر مهما كان جميلاً! ولا يجب اللجوء إلى الجراحة التجميلية إلاّ من أجل إبراز تعابيرك الخاصة التي تترجم عادة سعادتك الشخصية والداخلية.
للمزيد: