تبدو علاقة الأم بابنتها مزيجاً من الحب والمودة والصداقة والعراك أيضاً! عندما تكون الفتاة طفلةً وديعةً، تكون أوامر الأم مطاعة، حتى تبدأ أنوثة الفتاة بالتفتّح. وهنا، تصبح أكثر تمرداً وعناداً، ثم تصير امرأة ناضجة وصديقةً لأمها، خصوصاً حين تصبح بدورها أماً.
"أنا زهرة" تتسلل إلى هذا العالم الصغير كي تكشف أسرار علاقة الأمهات والفتيات:
صداقة قوية
الشابة غدير عبد الله مليباري تصف علاقتها بوالدتها بكلمتين: "صداقة قوية". وتضيف: "علاقتي بوالدتي حفظها الله علاقة صداقة. إنّها بمثابة أختي الكبرى بحكم فارق السنّ القليل بيننا. لكنّ العلاقة بين الأمهات والفتيات تبدو عاديةً وتقليديةً في مجتمعنا بحكم الفجوة العمرية والفكرية بيننا وبين الجيل السابق. هناك فجوة حقيقية في الثقافة والعلم وحتى التقنية الواسعة التي لا يدركها إلا قليلات من الأمهات".
وتضيف: "الأمهات يتمتعن حالياً بالوعي الثقافي والتربوي. لذلك، أعتقد أنّ أمهات المستقبل سيكنّ أكثر وعياً في بناء علاقات وطيدة مع بناتهن".
خلافات قوية
عن رأيها في أسباب الصدامات القوية بين الأم والفتاة، تجيب غدير: "أولاً، هناك الجانب الاجتماعي. إذ أنّ العادات والتقاليد تحكم الأم فيما تحاربها الفتاة لأنّها تعتبرها قيوداً تحدّ من حريتها، خصوصاً أنّ الجيل الحالي ينادي بحرية الفكر. لذلك، على الأم أن تبتعد عن عادات يصعب تطبيقها في الزمن الحالي. يجب أن تركّز على فضائل هذه العادات والتقاليد التي تناسب ثقافة المجتمع الحديث. ثانياً، هناك الجانب المعرفي، فالأم تعتمد على خبرتها في الحياة لفهم الأمور وتحليلها، في حين أنّ الفتاة تعتمد على العلم والمعرفة التي تتلقاها من مدرستها أو جامعتها. لذلك على الأم أن تخاطب ابنتها بالحكمة التي تزاوج بين التجربة والعلم حتى تبني جسراً قوياً للتواصل بينهما. وأشدّد هنا على أهمية الحوار الهادف بينهما. فالأم تريد تنفيذ أوامرها على الفور، فيما الفتاة تريد أن تناقش وتقنعها أمها بوجهة نظرها. لذلك، على الأم تطبيق مبدأ المناقشة الهادفة والاستماع للطرف الآخر لاستيعاب ابنتها".
علاقة تنتهي بالهيبة
لجين سعود ترى أنّ علاقتها بأمها تبقى علاقة أم بابنتها تسودها جدران الاحترام والهيبة رغم أنّ الصداقة تغلّفها. تقول: "أستطيع أن أصف علاقتي بأمي بأنّها رسمية وغير رسميةٍ في آنٍ. نحن نفهم بعضنا من نظرات العيون، وأستطيع معرفة ما إذا كانت سعيدة أم لا والعكس صحيح. لكن في النهاية، يبقى هناك حد للمزاح والجدل ينتهي بقول: أنا والدتك!". وتضيف: "أمّا عن صراع الأجيال فهو حتمي طالما هناك جيلان مختلفان. أما عن الغيرة، فأعتبر أنّ هناك دوماً غيرة بين كل أنثى وأخرى مهما كانت علاقتهما قوية. لكنها غيرة إيجابية نستطيع الإفادة منها".
وعن كيفية تعاملها مع ابنتها في حال صارت أماً، أجابت لجين: "سأتلافى كل الأخطاء التي وقعت فيها أمي. سأحاول أن أجعلها تعتمد على نفسها وتتمتّع باستقلالية في كل شيء تقريباً. الحوار مهم وليس هناك من قواعد صارمة أبداً".
التوجيه ضروري
على جانب آخر، تقول أم نورة إنّ علاقتها بابنتها متأرجحة. فهي تريد أن تكون خير صديقة لها لكنها تصرّ على توجيهها دوماً، ولن تتقبل الأخطاء منها. وتضيف: "مشكلة الفتيات أنهن لا يستطعن استيعاب فكرة الأمومة إلا بعد أن يصبحن أمهات. الأم تشعر أنّ مسؤولية ابنتها ملقاة عليها بالكامل. ولذلك، فإنها تخشى أن تخطئ ابنتها ولو كان خطؤها صغيراً حتى في مظهرها الخارجي، لأنّ الأم هي التي ستلام في النهاية، وليس ابنتها". وتختم: "تحاول الأم مصادقة ابنتها، لكن في النهاية سرعان ما تعود لتوجيهها. لذلك، مهما قامت العلاقة على الحوار، فإنّ أسلوب المنع سيعود مرةً أخرى في حال أصرت الفتاة على تصرّف تراه صحيحاً في حين تعتبره الأم خاطئاً!".
للمزيد:
هل تعرفين سبب إطلاق عيد الأم في العالم؟