رسالة جديدة يبعثها نضال سيجري من بيروت حيث يعالج في مستشفى الجامعة الأميركية. وتلقت "أنا زهرة" نسخةً من رسالة الفنان الذي يعجز حالياً عن النطق. لذلك يقوم بتصريحاتٍ كتابية تعبّر عن المرحلة الراهنة التي يعيشها السوريون.
ويقول الممثل السوري في رسالته: "عندما نسمع مفردة اللاعودة، يخيّل لنا أن شيئاً ما انكسر ولا يمكن إصلاحه، فنأتي بغيره، كأن نمسك بقطعة كريستال غالية الثمن وفجأة تقع على الأرض وتتحطم وتتحول إلى شظايا، فننظر صوبها بحزن شديد لكننا نعرف أننا لن نستطيع إعادتها كما كانت.. وعندما يموت الأب أو الأم، نحزن كثيراً، لكننا نكون متأكدين بأنهما لن يعودا. وعندما يغادرنا طفل من أطفالنا، نبكيه لكننا نكون على ثقة بأن الجنة تنتظره وسيتحول إلى ملاك وهذا يعني أن لا عودة له إلى الحياة الدنيا. وهناك حالات أخرى كثيرة نستطيع أن نقول عنها لم تعد كما كانت، لا عودة، لا رجوع إلى الوراء، لا تنظر إلى الخلف، ما حدث قد حدث وانتهى الأمر".


ويتابع سيجري: "أما في بلدنا سوريا، فما الذي يحدث؟ لماذا وصلنا إلى مصطلح اللاعودة؟ وكيف؟ ومن المستفيد من مصطلح اللاعودة ولمصلحة من؟ لماذا نعطي آذاننا للآخرين؟ لماذا نسمح لهم أن يسيّروا عواطفنا ونصل بها إلى حالة لم نعد معها نقبل بعضنا؟ لماذا نسمح لهم أن يزرعوا في رؤوسنا مصطلح "اللاعودة"؟ هل حقاً صرنا نحن السوريون ووطننا الجريح في نقطة اللا رجوع واللاعودة؟ ونحن السوريون العرب الذين عرفنا بعاطفتنا الجياشة الحقيقية وحالة الحب التي فينا تملأ الدنيا"


وهنا يتوجه سيجري إلى السوريين بجملته الشهيرة: "أيها السوريون يا أبناء أمي العظيمة: ألا ترون أننا من خلال سماعنا لكلمة لا عودة، نغوص في الكارثة أكثر وأكثر. بالتأكيد أني لست مع الدعوة لعودة بائسة، ولا يوجد أحد فينا يدعو لأن نعود لنعيش كما كنا، فقد أصابنا التحوّل جميعاً، وأصابنا التغيير الداخلي، وكل المواطنين السوريين باتوا متأكدين اليوم أن الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحرية الرأي


والتعددية الحزبية والانتخابات النزيهة وحضور البرلمان بشكل حقيقي يكون شغله الشاغل مصلحة الوطن والمواطن... كل هذه المتطلبات هي متطلبات سورية بحت، صار يطلبها الفقير والغني، ويعرفها الأمي والمتعلم. ولكن كلمة لا عودة صارت تثير خوف الشارع السوري أو بعضه. إنها تعني في ما تعنيه تدخلاً خارجياً بالتأكيد، وإلا كيف ستصطلح الأمور؟ ألم نر ما حدث اللاعودة عندما طبقت في العراق، حيث لوّحت أميركا بديمقراطيتها هناك، وها هو شعب العراق يقع ضحية الموت العبثي والفوضى القادمة مع وهم الديمقراطية الأميركية حتى اليوم، وجميعنا عايشنا الجرح العراقي، وما زلنا نعيشه حتى الآن.


لماذا لم نر عبر كل هذه السنين أي غيرة أميركية على حقوق الإنسان وعلى تطبيق الديمقراطية على الشعب الفلسطيني من قبل أميركا (الديمقراطية)؟


أعتقد أنه لم تنطل على أحد لعبة الديمقراطية الأميركية في مصر، رغم الإغراء الذي تشكله محاكمة رئيسها المخلوع، وقد فقد الشعب المصري ثقته فيه منذ عشرات السنين.


ألم نلاحظ أين وصلت ليبيا؟ دم وقتل بأعداد لا تعد ولا تحصى من الطرفين، أليسوا مواطنون ليبيون؟ سقطوا ضحايا النيتو الذي لم يفرق بين طفل وأم ورجل عجوز أو أي مواطن، فشكراً للقتل الجماعي".


وكرّر سيجري نداءه للسوريين: "أيها السوريون، أرجوكم لنفكر قليلاً إلى أين نأخذ وطننا الطاهر بتمسكنا بمصطلح "اللاعودة" وهو مصطلح لم نقترحه نحن بل جاء بمثابة تلقين وغسل الدماغ من الصديقة أميركا".


وتساءل هنا: "منذ متى كانت أميركا صديقة للشعب السوري؟ أعطوني موقفاً واحداً عبر التاريخ والسيدة أميركا وقفت مع الشعب السوري، أو مع أي شعب عربي. أنا شخصياً وعبر قراءتي الضئيلة وغير الاختصاصية للتاريخ، لم أر أي موقف مشرّف لأميركا يناصر الشعوب العربية".


وختم سيجري رسالته بالقول: "نحن المواطنون السوريون نريد من الطرفين المتنازعين، الجلوس على طاولة مستديرة والكلام في العمق وربما العتب. المهم أن نصل إلى


حل لمصلحة الوطن. فالوطن بحاجة لكل أبنائه، بحاجة لمبادرات جديدة، لقلوب جديدة، شجاعة جديدة، أفكار جديدة، قديسين جدد، وحوار جديد. الوطن ليكون وطناً، بحاجة دائماً للحقيقة والبراءة والحب. الوطن ذاهب إلى الجحيم إذا بقينا لاهثين خلف كلمة ليست أصيلة في حالتنا السورية وهي مصطلح يدعو إلى الدم والموت والخراب، مصطلح كريه يدعى اللاعودة".


المواطن السوري نضال سيجري ـ بيروت

المزيد :

صوت نضال سيجري يعود في "طعم الليمون"


"أنا زهرة" تنشر رسالة نضال سيجري إلى السوريين

أطباق رمضان

صور:أغرب أحذية النجمات هذا الشهر

فيديو:كرات الروبيان المقلي