ماسات شهيرة
كان لا بد للأمراء أن يكونوا أول المعجبين بالماس. أمراء مثل مهراجا باتيالا السير بوبيندار سينغ. كان المهراجا زبوناً مخلصاً لكارتييه، وقد عهد إلى الدار بحجارته الكريمة النفيسة ليقوم أمهر المصممين بوضعها على عقده الاحتفالي الشهير. اعتبر العقد مثالاً بديعاً على الحرفية البارعة، وقد تألق بماسة "دي بيرز" الشهيرة التي تزن 234.69 قيراطاً، حيث احتلت هذه الماسة قلب القلادة الأميرية. وهكذا كان، أن انتهى الأمر بواحدة من أكبر ماسات العالم، كقطعة ارتداها رجل!!

من مختلف أنحاء العالم، تنجذب النساء إلى نور الماس الذي لا يقاوم، حيث تخبرهن الغريزة أن هذا الحجر سيضفي عليهن سحراً لا يضاهيه سحر آخر. ولقد كان هذا هو السبب، دون شك، الذي يجعل النجمات يفضلن الماس على أي حجر كريم آخر. تناسب الماس مع حقبة أفلام الأبيض والأسود، كما تناغم مع الأفلام التاريخية. أما الصور الفوتوغرافية فهي خير شاهد على سحر أمام الكاميرا.

عرف الماس بأنه الهدية المفضلة لدى المشاهير، مثل ليز تايلور، التي أهديت إحدى أكبر الماسات، بوزن 69.42 قيراطاً. قامت دار كارتييه بتركيب الماسة بتصميم قابل للتحرك، بحيث تصبح قلادة، أو خاتماً. تألقت الماسة بكل زهوها على صدر النجمة ذات العينين البنفسجيتين، كرمز الحب الذي جمع بينها وبين ريتشارد بيرتون، لتحمل الماسة فيما بعد اسم ماسة "كارتييه بيرتون تايلور".

قدر لماسات أخرى أن تحمل أسماء كذلك، مثل ماسة "هوب"، التي كانت تزن 45.50 قيراطاً. ماسة زرقاء وضعتها دار كارتييه على عقد، واشترتها وريثة صحيفة واشنطن بوست السيدة إيفالين والش ماكلين. امتلكت هذه السيدة كذلك ماسة "نجمة الشرق"، التي تلقتها كهدية من والدها يوم زفافها. قامت دار كارتييه بتثبيت هذه الماسة إجاصية الشكل والتي تزن 94 قيراطاً على حلية للرأس.

ودعونا لا ننسى "الباشا"، وهي ماسة نادرة أخرى بوزن 38.19 قيراطاً قامت كارتييه بتثبيتها على خاتم من أجل المليارديرة باربارا هاتون. حجارة أسطورية، مثل "نجمة جنوب إفريقيا"، التي تم اكتشافها في 1869 وقاد الكشف عنها إلى افتتاح أول المناجم التجارية في جنوب القارة السمراء. قامت دار كارتييه بتثبيت هذه الجوهرة التي كانت تزن 47.69 قيراطاً على بروش.

الإكليل، والآرت ديكو، الحركة الطبيعية، والحجر الذي استمر سحره عبر مختلف الأساليب والأزمان يزداد تألق الماس كلما ارتفعت جرأة التصميم التي تزينه. وقد استخدمتها دار كارتييه عبر تاريخها، في سلسلة متصلة اختارت الماسة، من أجل النور المشع منها، لكي تزين أسلوب الإكليل، ولكي تخفف من صرامة تصاميم الآرت ديكو، ولكي تلمع بكل حرية ومرح في التصاميم الحيوانية. مهما كان التصميم، أو الموضوع، نرى الماس يبرز بشكل طبيعي، معتمداً على محيطه، وتقطيعه وأشكاله المختلفة التي تعمل دار كارتييه على تعزيز ألقها وإشراقها.

ففي بعض الأحيان، نرى الماسة تتموج وتتراقص على طول إفريز خفيف، مفتوح التصميم. ومن ثم نراها تزداد جمالاً وفتنة على متن البلاتين الناعم اللين الذي كانت كارتييه أول دار مجوهرات تستخدمه. ومنذ بدايات القرن العشرين، فتح البلاتين الأبواب أمام ابتكار أجمل وأروع التصاميم الأنثوية وفق أسلوب الإكليل.

نقوش على شكل تجمعات وعناقيد وزركشة مزينة، وشرابات وأزهار، كلها تتراقص وتتموج على متن بروشات وقلادات تزين الصدور أو عقود تزين الأعناق.

مجوهرات تزداد رومانسيتها الشفافة رقة بفضل بياض الماس. ومن بوسعه إنكار أن الماس يروق للمرأة. وها هي المرأة تتغير، فتستبدل ثوبها القطني بموضة تميل إلى الذكورة، لتدخل موضة آلا غارسون. ترقبت كارتييه هذه الظاهرة، وسارعت فورياً إلى بناء أسس الأسلوب التمهيدي الذي عرف باسم "الآرت ديكو".

في عام 1919، قامت كارتييه بابتكار عصبة ماسية، مقطعة إلى شبه دوائر، في تصميم تحكمه هندسة الخطوط.
كثيراً ما نرى ماسة الباغيت مستطيلة الشكل جنباً إلى جنب مع الماسة الدائرية، في ظهور ساحر لتناقض الشكل المدور مع الخطوط المستقيمة، مثل هذا البروش الذي استخدم فيه لويس كارتييه تقطيع الماسة ليظهر بياضها بأقصى حالات إشراقه وسحره.

وتبعاً لذلك، كانت حقبة الآرت ديكو، بالنسبة لكارتييه، بيضاء اللون. كمن تفرد كل قطعة في تفاصيلها، وفي تصميمها، وكلاهما مرسوم بدقة. من بعيد، يبدو هذا السوار وكأنه يلمع فقط بلون أبيض، ولكن نظرة مقربة تبين أنه مزين كذلك بنقوش متباعدة بمسافات منتظمة وضعتها يد حرفية بارعة تميز اسم كارتييه.

وبنفس البراعة، تنطلق كارتييه إلى عالم حيواناته الشهير. بدأ صانع المجوهرات ابتكار حيواناته المرصعة في عشرينات القرن الماضي. درس كارتييه الطبيعة عن قرب، وبمساعدة الماس، نجح في محاكاة شكل حراشف الأفعى. طلبت الممثلة المكسيكية الشهيرة ماريا فيلكس من كارتييه طلباً في غاية الإثارة والغرابة. فمن أجلها، قامت دار المجوهرات العريقة بتصميم عقد التمساح، مرصعاً بماسات صفراء وزمرد براق.

تم اختيار الحجارة لألوانها المبهرة وشكلها الانسيابي الذي مكن القائمين على تنفيذ العمل من تقليد حراشف حيوان زاحف مستلق تحت أشعة الشمس. وهنا، كما في كل مكان آخر، يضفي الماس روعته وألقه على القطعة ويمنحها شخصية خاصة مميزة. فلمعانه هو الحياة التي تنبض في القطع. وتسمح كارتييه لهذا النور أن يعمي بصرها بجمال الحجر الأبيض ذي التأثير المغناطيسي في سوار لأفعى من رأسين مرصعة بماسات ذات أحجام متناسقة.

وتستمر الأسطورة...
بمناسبة مرور 100 عام على افتتاح بوتيك كارتييه في باريس، الكائن في 13 رو دو لا بيه، والذي تم الاحتفال به في عام 1999، أبدعت الدار في ابتكار 13 سلماً من المجوهرات ترتفع نحو أعلى فضاءات اللون الخفيف، المرح، والهادئ. ومن بين كل القطع المميزة المعروضة، برز عقد فريد، حمل ماسة "لو تافيرنييه" الغامضة، التي تحمل اسم جان بابتيست تافرنييه، الرحالة الفرنسي الذي اكتشف هذه الماسة في الهند عام 1685.