ما زالت أصالة تتعرض لحملة شرسة بسبب موقفها المؤيد للثورة في سوريا. بل إنّ الحملة ازدادت ضراوةً بعدما سجّلت أخيراً أغنيتها الوطنية "لو هالكرسي بيحكي" التي تبدو فيها كأنها تخاطب الرئيس بشار الأسد. أما الردّ على المطربة السورية فجاء على شكل قصيدة هجاء حملت عنوان "لو هالوطن بيحكي"، وانتشرت على "يوتيوب" بصوت كاتبها. وأورد الأخير أنّ القصيدة بمثابة ردّ على مَن نسيت أنّ سوريا غمرتها بكل خير، و"التجأت إلى أحضان الخليج والنيل، وباعت تراب بلدها".
وتضمّنت القصيدة كلاماً قاسياً بحق أصالة، فعيّرتها بأنّها عرجاء بسبب إصابتها بشلل الأطفال في صغرها، ونعتتها بأمور غير لائقة.
في المقابل، قام محبّو أصالة بمنتجة فيديو اختاروا له عنواناً هو "آه لما أصالة بتحكي"، وضمّ مقتطفات من لقاءات وحفلات عدة للفنانة تتحدث فيها عن سوريا ومدى اعتزازها بجنسيتها ووطنها، وتخللتها مشاهد مؤثرة لأصالة.
وقد خصّ محبّو أصالة موقع "أنا زهرة" بكافة تفاصيل الفيديو، وجاء في حديثهم: "تواجه الفنانة أصالة اليوم أغرب حملات التخوين وتشويه السمعة منذ بداية مشوارها الفني، فالكلّ يعلم من هي أصالة، وما هي أخلاقياتها، وما هو شكل إنتمائها لوطنها، ولا جدال في ذلك. فهي التي لم تبجّل الرئيس بشار الأسد يوماً، لكي يتم وصفها بالخائنة عند تأييدها الثوار، بل على العكس. كانت في لقاءاتها تحاول أن تشير بطريقة غير مباشرة إلى أنّ الوطنية لا علاقة لها بالتبجيل والتهليل لصاحب السلطة.
وفي حال لم يكن لأصالة أي انتماء لهذا الشخص، لا يعني هذا بأنّها خائنة لوطنها، والعكس صحيح، فمَن أعلن انتماءه للرئيس بشار الأسد، لا يعني انتماءه للوطن. وسيلاحظ كل من يتابع لقاءات أصالة السابقة، بأنّه في حال ذكر الرئيس بشار الأسد في سياق الحديث، كانت تتحدث عنه بموضوعية، وكان يلاحظ كثيرون بأنّ هناك علامة إستفهام تجاه أصالة والأسد وسوريا. "متى كان الرئيس وطناً، فُيسكن؟" كانت هذه العبارة الجوهرية في التقرير الخاص الذي أُعدَّ لدعم موقف أصالة تجاه الثورة السورية.
الفيديو الذي نشر على "يوتيوب"، يتضمن مقتطفات لأصالة وهي تشهد على حسها الوطني العالي. إذ لا يخلو أي لقاء لها أو حفلة من عبارات تحمل أسمى مشاعر الحب لوطنها. وقد شرحت أصالة مفهوم الوطنية في نظرها: "أنا الشام، وبنتي شام، وكل شي بحبه انزرع في الشام". هذا ما قالته في إحدى حفلاتها الأخيرة في سوريا. وتبدو الرسالة واضحة بأنّ حبّ البلد لا علاقة له بحبّ رئيسها. عندما تقول نصري "أنا الشام"، فهذا تعبير مجازي لحبها لهذه البلد. فهي التي استنكرت اختزال بلد بأكمله بشخص واحد، رداً على كل من يظنّ أن سوريا = الأسد.
أصالة لم تتجرّد يوماً من هويتها الوطنية، بل يشعر المرء بأنّه في أروقة الشام عندما يسمعها تتحدّث عنها. فالوطنية في نظر أصالة أن تكون خير سفير لبلدك، مشيرة إلى أنّ الإلتزام بالأخلاقيات يعتبر من أهم وأرقى أنواع الوطنية، خاصةً داخل الوسط الفني و كواليسه.
إذ أنّ وجود فنانة محترمة أخلاقياً، تعتمد فقط على "صوتها" بات من النوادر، بل قد يعتبر إنجازاً في وقتنا الحاضر. منذ خمس سنوات، وقفت أصالة في وجه أختها ريم، رافضةً دخولها مجال الغناء "حرصاً على ريم، كنت أمنعها أن تغني" مبررة بالقول "موضوع الفن بالنسبة إليّ، مع احترامي الشديد لكل حدا بهاد المجال، نحن اليوم بننوجد بأماكن مع ناس أنا بحسّن بدون أهل، أسمن متل اسمي فنانة". واعتبرت أنّ دخولها هذا المجال كان مصادفةً، ولا تتمنى أن تدخله أختها، فكان موقف أصالة تجاه الأمر، موقف الأم تجاه ابنتها. وهذا عكس ما أشيع بأنّ سبب رفض أصالة غناء أختها جاء من باب الغيرة.
تلقّت أصالة هجوماً عنيفاً بعد التقرير الذي بثته قناة "العربية"، فوُصفت بالخائنة، وبأن الرئيس تبنى مصاريف علاجها، ويجب عليها من باب الوفاء أن ? تقف ضد أسرة الأسد، كما يزعمون. هذه الحجة بات يرددها كل أتباع النظام، غير واعين بأنّ حقوق المواطن لا تُعطى، بل تؤخذ، وليست منّة أن يتكفّل هذا النظام بعلاج مواطنيه، فهذا حق بديهي للمواطن. علاج أصالة كان من واجبات الرئيس الراحل حافظ الأسد حينها، فكان هو وسيلة لا أكثر ولا أقل، ولله المنة بما وصلت إليه أصالة من مكانة إجتماعية مرموقة ومحترمة بعيداً عن الفن.
فهي التي لم تخجل يوماً بذكر مراحل علاجها، وقالت بأنّ ما حدث لها علّمها على التوازن في الحياة عموماً، وليس فقط على الأرض. "آه لما هالأصالة تحكي" تقرير خاص صنع لتوضيح مدى وطنية أصالة تجاه "وطنها" بمعزل عن رئيسه. ورغم أنّها صدحت بالجملة الشهيرة "بشّارك بالأمل الواعد..
حارس أحلامك يا شام"، وهي الأغنية الوطنية التي قدّمتها مؤخراً لسوريا، إلا أنّ هذه الجملة لا تقف ضد أصالة، بل معها. فهي التي ظنّت أنّ هذا الرئيس من سيحمي الشام، بات اليوم يتشبث بالكرسي لمصالحه، ضارباً بالمصالح العامة عرض الحائط. وأخيراً، إنّ إثنين لا يغيّرا رأيهما أبداً، الجاهل والميت".
للمزيد:
"أنا زهرة" تنشر كلمات أغنية أصالة للثورة السورية