على الرغم من القيود العائلية المتحفظة تجاه العمل في مجال التصميم، إلا أن موهبتها فرضت نفسها عليها وعلى العائلة التي سرعان ما أصبحت المشجع الأول لها، لتتحول المصممة الإماراتية أم خليفة من مهتمة إلى هاوية، ثم إلى محترفة، تملك داراً كبيرة للأزياء الخليجية أطلقت عليها اسم «Just me»، تطرح تصاميم مبتكرة مستوحاة من العصر الفيكتوري الذي يعني لها الكثير ويمثل عندها ذروة الأناقة.
أفكار جمالية مدهشة تكسر القيود المعتادة على العباءة الخليجية بلمسات لونية وتفاصيل جميلة تخرجها من التقليدية إلى العصرية، سيطرت على تشكيلتها الأخيرة التي قدمتها لهذا الموسم، وتم تصويرها لـ«زهرة الخليج». وحولها دار هذا الحوار.
• نبدأ من مجموعتك الأخيرة ماذا تقولين عنها وما جديدك فيها؟
- مجموعتي اسمها «دانتيلا»، حيث استخدمت الدانتيل والمخرمات والجوبير بكثرة، وتضم 40 تصميماً تعبر عن الثراء الواسع الذي يتسم به تراثنا وموروثنا الشعبي مع لمسات من العديد من الحضارات الشرقية العربية والآسيوية واليونانية والهندية، كما أدخلت البنطلون كلمسة عصرية إلى جانب الفستان البسيط، الذي يفسح المجال لإبراز جمال العباءة لتصبح هي المحور الرئيسي للإطلالة. أما الألوان التي استخدمتها، فقد تميزت بالتنوع والتركيبات الجريئة ليمتزج الأسود اللون الرئيسي مع الأزرق الفيروزي والأخضر البستاج والزهري والأحمر والفضي والذهبي، وذلك من خلال كول مقلوب أو ربطة على الجانب أو حزام يحدد الخصر مع شيلة ملونة وغيره من اللمسات العصرية، هناك أيضاً الأقمشة، فلا أختار إلا الخامات الثرية من فرنسا وسويسرا وإيطاليا، واستخدمت في هذه المجموعة القماش الأسود المعرق والمنقوش لكن باللون نفسه، وهذا خروج على المألوف، حيث يستخدم الجميع القماش الأسود السادة دائماً.
• لمساتك عصرية بالفعل، ولكنها جريئة إلى الحد الذي يخرج العباءة على تقليديتها؟
- عندما أفكر في التصميم، لا أشعر بالتقيد في طرح الأفكار، بل أترك العنان لخيالي لإخراج العباءة من الجمود الذي ظل يسيطر عليها طويلاً، وهدفي ليس استعراض موهبتي، بل جذب المرأة الخليجية، وخاصة الجيل الجديد إليها. وهذا ما حدث بالفعل ويسعدني كثيراً، حيث ترتدي من أزيائي الكثير من السيدات من جميع الأعمار، وهذا ما يسعدني ويدفعني إلى المزيد من الإبداع.
• حدثينا عن البداية كيف كانت، ومن شجعك؟
- البداية كانت صعبة جداً ولولا تشجيع أمي، «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، حفظها الله، لعمل المرأة في كل المجالات، الأمر الذي شجع الأسر أيضاً، إلى جانب شغفي، الذي أستطيع أن أقول إنه يلامس الهوس. فمنذ نعومة أظافري وأنا أصمم أزيائي وأزياء أخواتي. ولولا ذلك، لما كنت دخلت هذا العالم، فعشقي لا حدود له، ليس فقط في مجال الأزياء، بل في كل الفنون، فلديّ موهبة تصميم الديكورات أيضاً، وقد صممت ديكورات بيتي وبيت أخواتي وبعض صديقاتي، وشجعني مادياً ومعنوياً أخي الكبير ثم زوجي وأبنائي، والحمد لله الآن جميعهم يقفون بجواري ويساعدونني.
• هل في رأيك الموهبة كافية ليصبح الهاوي مصمماً محترفاً؟
- نعم، فالموهبة أهم في هذا المجال، فأنا لم أدرس واعتمدت على موهبتي وأفكاري وذوقي، ونجحت بشهادة زبوناتي وأهلي وأصدقائي.
• لديك موهبة التصميم، فلماذا اخترت خط العباءة الخليجية؟
- لأنها القطعة الأهم في أناقة المرأة الخليجية، وهي التي تظهر للآخرين، وكان يسيطر عليها مصممون من غير جنسيتنا، لا يفهموننا ولا يعرفون ذوقنا. لذا، ركزت عليها وكان وقتها لا توجد مصممات متخصصات. أما الآن، فالحمد لله هناك الكثيرات ممن يطرحن أعمالاً رائعة، حيث لم نعد في حاجة إلى آخرين يصممون لنا عباءاتنا.
• ما الذي يجذبك في أناقة المرأة؟
- أحب المرأة التي تهتم بالتفاصيل بالعباءة والفستان والاكسسوارات والحذاء والحقيبة. فالأناقة لوحة متكاملة، وأي تقصير في أي من جوانبها يفسدها، بل ويفسد الجوانب الأخرى مهما كانت جميلة.
• ما الذي يميز تصاميمك عن غيرها؟
- الألوان أدخلت الكثير من الألوان والقصات التي تكسب القوام الرشاقة والانسيابية وتغلب عليها الفخامة والترف. أدخلت أيضاً خامات جديدة واهتممت بالتفاصيل الدقيقة. أما التفصيلة الأهم في عملي، فهي الإتقان، فقطعي تتميز بالإتقان والدقة في التنفيذ. وهذا من أهم عوامل نجاح التصاميم فقد يكون التصميم بسيطاً جداً، ولكنه راقٍ ورائع بتقنيته.
• قدمت تصاميمك للمرأة الإماراتية، فماذا عن الخليجية؟
- تصاميمي وصلت أيضاً إلى المرأة الإماراتية عبر المعارض التي شاركنا فيها في أبوظبي ودبي والعين، إلى جانب معارض خارج الإمارات في قطر وعمان، حيث تتم دعوتنا للمشاركة في المعارض، كما قدمت بعض العروض الخاصة لطبقة الـ«VIP» في قطر.
• ماذا عن خارج منطقة الخليج؟
- عرضت عليَّ المشاركة في بيروت وإيطاليا. لكنني أشعر بأن زبوناتي اللواتي يقدرن عملي هن في منطقة الخليج. فالمرأة في لبنان أو أوروبا لن ترتدي العباءة الخليجية، هن فقط يرتدين الثوب الخليجي، بل إنه يبهرهن بجمالياته الفريدة.
• ما خططك المستقبلية؟
- الاتجاه إلى الفساتين، ولكن بصورة محدودة جداً حسب الطلب، حيث ستظل العباءة الخاصة بنا هي حبي وشغفي اللامحدود.
التصاميم لدى دار «Just me» - أبوظبي
للمزيد:
مراحل الحياة في أزياء عفرا الإماراتية
المصممة الإماراتية منى المنصوري سفيرة لبلادها من خلال أزيائها