الحكّ، حركة بسيطة نقوم بها عندما نحتاج فقط إلى ذلك: بعد لسعة البرغش، أو حساسية مفاجئة. هذه الحركة التلقائية، تعطي شعوراً سريعاً بالراحة وربما النشوة، وإن كانت قصيرة ومقتضبة. فماذا لو كان مجرّد حك الجلد بالأظافر علاجاً لمدّ الجسم ببعض الطاقة، وتخليصه من آلام عديدة؟

الملفت أن بعض المدارس الطبية تشجع على استخدام الحك كوسيلة علاجية. وقال فيتوريو موسكا أحد المروجين لهذا العلاج لموقع "توب سانتي" الطبي الفرنسي، أنّ تمرير الأظافر على الجلد بطريقة لينة، ومع ضغط خفيف جداً، يمكن أن يعطي الراحة والحيوية. يمكن لهذه الحركة البسيطة، أن تحرّك الدم في شرايين الدم الدقيقة الموجودة في الطبقات السطحية من الجلد.

كما أنّها تعدّ تدليكاً ناعماً للأعصاب. لهذا، يرى العلماء أنّ الشعور برغبة في حك اليد، أو العنق، أو الرأس، هو أشبه بحاجة فيزيولوجية، ومؤشر من الجسم إلى وجود خطب عضوي ما. في تلك الحالة، يشكل الحف الخفيف للجلد، نوعاً من الإستجابة السريعة على ذلك التنبيه.

ويعتقد الأطباء أنّ الحك يساعد تعديل الخلل في وظائفنا الحيوية المختلفة، لأنّه يطال عناصر مهمة جداً في صحة جهازنا العصبي، ونقصد بذلك أطراف الأعصاب المترامية، التي تنهي على سطح الجلد. لهذا، يعتقد الأطباء أنّ الحك الخفيف الشبيه بالتدلي، هو وسيلة ممكنة لبث الراحة في  الشرايين، والأمعاء، والدماغ.

تجدر الإشارة إلى أنّ الحكة هذه لا تعطي مفعولها، إلا إن كانت خفيفة وناعمة. فالهدف منها هو تحفيز الأعصاب وأطرافها، من دون عنف. إنها  عملية أشبه بعلاج الوخز بالإبر، فكل منطقة من الجلد، تكون باباً لراحة عضو بأكمله.

نصيحة "أنا زهرة" لك ألا تترددي في منح جسمك كلّ يوم بضع دقائق من الحكة. وقت الإستحمام يكون مثالياً لذلك. أثناء وضع الشامبو مثلاً، احرصي على أن تكون حركة أطراف أصابعك على فروة الرأس أشبه بالتدليك. يمكن أن تحكي أيضاً وجنتيك، وذراعيك وتستخدمي فرشاةً خاصة  لحك ظهرك.

الإحتياط الوحيد الذي يجب أن تأخذيه في الإعتبار أن لا تحكّي أبداً مناطق الجلد التي تعاني من حساسية أو طفح جلدي. في هذه الحالة تصير نعمة  الحك نقمة، وتدخلين في دوامة كبيرة من المشاكل، لأن الحك يتسبّب في تفاقم المشكلة.