خلال ندوة أقامها الكاتب والناقد عبد الرحمن الحلبي في المركز الثقافي في منطقة أبو رمانة في دمشق وحملت عنوان «نظرة في نماذج من الدراما السورية شكلاً ومضموناً»، تحدث هشام شربتجي عن واقع الدراما السورية وأدائها ورؤيته إلى مستقبلها. علماً أن شربتجي كان حاضراً في الندوة مع الكاتب فادي قوشقجي والناقد ماهر منصور.
شربتجي الذي وصف بعضهم تصريحاته بـ «الساخنة جداً» أكد أنه لم يكن يتخيل نفسه مخرجاً، وأن يكون الفن مصدراً لدخله. وأشار إلى أن طموحه كان أن يعمل طياراً، لكن الظروف خذلته ليجد نفسه بعد حزيران (يونيو) 1967 مجبراً على إتمام تعليمه في مجال النقد في القاهرة.
هو ورشا... والمصادفة
واعتبر أن دخوله المجال كان بمحض المصادفة، مؤكداً أن المصادفات توصل الإنسان إلى سكة يحبها لكن لا يريدها. وهنا استشهد بابنته المخرجة رشا شربتجي التي اعتبر أن المصادفة والإلحاح جعلاها تكتشف موهبتها.
مغيّب عن سوريا
وحول غيابه عن إخراج الأعمال في سوريا على رغم النجاحات التي حققها خلال السنوات السابقة، قال: «بقدرة قادر، أصبحت شركات الإنتاج في سوريا تتجاهل هشام شربتجي ولم تعد تبعث له نصوصاً». وأشار إلى أن النجوم المتسلطين الذين أصبح لهم نفوذ، استخدموه في إبعاد وتهميش العديد من الفنانين والمخرجين والكتاب وفق «أمزجة شخصية» لا علاقة لها بتقاليد العمل الفني. وأكّد في الوقت عينه أنه تم استبعاده مؤخراً عن نص ألفه الكاتب فادي قوشقجي. وتابع أنه أعُجب بالنص وقال لمدير الإنتاج إنّه يريد النص، إلا أن قراراً كان وراء استبعاده عن هذا المسلسل.
خرجوا من معطف «باب الحارة»
ووصف شربتجي الدراما السورية بأنها مبنية على «الملح» تتلاشى عند رش الماء، مؤكداً في الوقت عينه أنها يجب أن تكون مبنية على «إسمنتٍ مسلح». وأشار إلى أن من يقوم بتسيير الدراما السورية هم أولاد النجوم الذين خرجوا من معاطف «باب الحارة». وتابع أنّ الدراما السورية عانت من تدخل رؤوس الأموال الخارجية. وأشار إلى أن أكثر الصعوبات التي تواجهها اليوم تتجلى في تسويق المسلسلات. كما يرى أن أحد أسباب انهيار الدراما هو ارتفاع أجور بعض الفنانين التي تأتي على حساب آخرين.
اللبنانيون سبقوا السوريين
وأضاف شربتجي أن العاملين في الدراما السورية هم أدوات فنية يعملون ضمن صناعة فنية وأن اللبنانيين سبقوا السوريين بخطوات كثيرة في منطق الصناعة الفنية. علماً أن شربتجي أخرج المسلسل اللبناني «آخر خبر» الذي عُرض في رمضان الفائت وشارك في بطولته عدد من فناني سوريا ولبنان منهم مصطفى الخاني، وشكران مرتجى وماغي بوغصن.
«يوميات مدير عام2» سرقة
وعن رأيه في الجزء الثاني من مسلسل «يوميات مدير عام» الذي عُرض في رمضان الفائت، وكان هو قد أخرج الجزء الأول منه قبل أكثر من 15 عاماً، قال شربتجي: «لم يستأذنوني وهذه سرقة في وضح النهار، وقد دفعوا للكاتب مبلغاً زهيداً»، مشيراً إلى أن الشركة المنتجة لم تراع حقوق مؤلف الجزء الأول.
أعمال البيئة الشامية سطحية
وعن رأيه في مسلسلات البيئة الشامية التي كانت له تجربة فيها من خلال مسلسل «جرن الشاويش» الذي تم إنتاجه قبل سنوات، أبدى شربتجي استياءه الشديد من الصورة التي يظهر فيها هذا النوع من الدراما السورية. وتابع أنّ هذه الأعمال مبينة على السطحية وقال: «إذا لم تتقاتل النساء في مسلسلات البيئة الشامية على فرن الغاز والطبخ، فإن مصير العمل هو الفشل». لكنّه لم يخف إخفاقه في تجربة «جرن الشاويش»، معتبراً أن خيارات العمل كانت مغايرة للسائد.
وختم حديثه بأن الفن مهنة الأذكياء والحوار الهادئ، مشيداً بمسلسل «الخربة» وبمؤلفه ممدوح حمادة الذي اعتبره رسام كاريكاتور يمرر ما يريده بذكاء وبين السطور. كما دعا إلى مشاهدة العمل من جديد، بالإضافة إلى مسلسل «ضيعة ضايعة» لاكتشاف مكامن النجاح فيهما.