رغم من أن الأدوية المصرّح ببيعها من دون وصفة تبدو غير ضارة، إلا أنّها يمكن أن تنطوي على مخاطر عديدة. قد يتسبب تناول جرعة زائدة من هذه الأدوية، في إلحاق ضرر بأعضاء حيوية في جسمنا، وقد يستدعي ذلك دخول المستشفى. وقد أعلن مركز معلومات السموم والعقاقير التابع لهيئة الصحة في أبوظبي، أنّ هذه النوعية من حالات التسمم تحدث بمعدل أكثر من الاعتقاد السائد عنها. إذ تمّ تسجيل دخول إجمالي 21 حالة تسمم بجرعة زائدة من الأدوية المصرّح ببيعها من دون وصفة إلى المركز بين عامي 2010 و2011، بما يمثل نسبة 10 في المئة من جميع حالات التسمم التي تم تسجيلها في المركز خلال هذه الفترة الزمنية.
وقبل مؤتمر أبوظبي الطبي الذي سيعقد في الفترة من 23 و 25 تشرين الأول (أكتوبر) الحالي، أوضح الدكتور ياسر شريف، رئيس قسم سلامة العقاقير وسلامة المنتجات الطبية في هيئة الصحة في أبوظبي، أنّ سبب إصابة 13 حالة من حالات التسمُّم هذه يرجع إلى سوء استعمال عقار الاسيتامينوفين، إلى جانب استخدام عقاقير أخرى معه في بعض الحالات، مثل الكافيين أو السيدوفيدرين أو مضادات الهيستامين مثل الكلورفينرامين أو الديفينهدرامين. كما تسببت مسكنات الألم في إصابة ثلاث حالات أخرى، بينما كانت أدوية السعال ونزلات البرد سبباً في إصابة خمس حالات. وتوجب على الحالات الـ21 تلقي العلاج في المستشفى؛ إذ لا يُمكن تجنب حدوث أضرار بالغة في الكبد وأعضاء أخرى مهمة في الجسم إلا من خلال تلقي المساعدة الطبية في الوقت المناسب.
لذا ينبغي ألا يتم تناول الأدوية المصرّح ببيعها من دون وصفة إلا في حالة اعتلال صحي فعلي. كما يُمكن تجنب تناول جرعات زائدة من خلال إتباع الجرعة التي يصفها الصيدلاني.
قد يحدث التسمم بالأدوية عن طريق الفم كتناول الحبوب المهدئة أو كتناول عرضي لجرعة كبيرة أو بسبب تناول الدواء بشكل يتنافى مع العادات والتقاليد الاجتماعية والأصول الطبية المعروفة... كما قد يكون عن طريق الاستنشاق أو الحقن. ويعد التسمم بالأدوية والمواد المنزلية من أكبر المشاكل الصحية القائمة عالمياً والأكثر شيوعاً بين كل طبقات المجتمع وفئات الأعمار، فحوادث التسمم تشمل الأطفال واليافعين والشباب والكهول.
ويحدث التسمم إما عرضاً أو بالخطأ، أو بالتعرض لمواد كيميائية في مكان العمل أو المنزل. ويمكن أن يصل تأثير الأدوية السامة إلى الجسم، سواءً من خلال ابتلاعها أو تناثرها في العيون أو انسكابها على الجلد أو استنشاقها.
أطفالنا هم للأسف الأكثر تعرضاً لأخطار التسمُّم بالأدوية، وخصوصاً من هم دون الخمس سنوات، إذ أنّهم يأكلون أي شيء يصادفهم، من دون معرفة الخطر المحدق بهم. لهذا، عليك أن تبقي كلّ علب الدواء بعيدة عن متناول أطفالك.
لكن كيف تميّزين أعراض التسمم؟ في البداية، تتسع حدقات العين، وتظهر صعوبة حادة في التنفس قد تصل حدّ انقطاع النفس. كما تظهر اختلاجات عضلية في بعض الأحيان. أمّا التقيؤ فلا يحدث مباشرةً، لكنّه قد يترافق مع حدوث ازرقاق في الجسم، وانخفاض في ضغط الدمّ. كما يتسارع نبض المريض، ويظهر عرق بارد ولزج، وانخفاض في درجة الحرارة. كما أنّ المصاب قد يعاني من الرعاش، والهلوسة. أمّا عند تناول جرعة مفرطة من الأسبرين، فقد يشعر بألم في بطنه، ويتقيأ قيئاً مصحوباً بالدماء، وطنين في الأذنين، وصعوبة في التنفّس.
فما العمل؟ وما هي الإسعافات الأولية الضرورية قبل نقل المريض إلى المستشفى؟
يجب جعل المصاب يستلقي على أحد جانبيه، وحثّه على التقيؤ إن كان واعياً. كما يجب مراقبة حرارة المصاب، والإحتفاظ بها ضمن معدّل طبيعي ريثما تصل سيارة الإسعاف لنقل المريض إلى المستشفى في أسرع وقت ممكن.
للمزيد: