على رغم بلوغ الفنانين العرب النجومية في بلدانهم، بل في العالم العربي، إلا أن بعضهم لا يزال هاجسه الوصول إلى العالمية واكتساب نجومية في العالم الغربي أيضاً.
هذا الطموح لا يقتصر فقط على المطربين أو المطربات، بل يدغدغ أحلام الممثلين أيضاً، وخصوصاً السوريين. ولطالما حاول العديد منهم المشاركة ولو في مشهدٍ واحد في مسلسل أو فيلم في هوليوود التي لا تزال تجذب المشاهد العربي. مع ذلك، حقق بعضهم نجاحاً كبيراً هناك، وأصبحت أسماؤهم معروفة في العالم أجمع.
مصطفى العقاد الأول
يعتبر مصطفى العقاد أحد عمالقة الفن السوري والعربي في العالم، أحدث الاختراق السينمائي الأكبر لجيل كامل من المبدعين العرب في هوليوود.
ويقول المخرج العالمي الحلبي الأصل في كتاباته إنّ أحدهم قال له عندما كان شاباً: "أحلم على قدك، أذهب إلى الشام أو مصر لتدرس الإخراج هناك. لكني كنت مصمماً على هوليوود".
مصطفى العقاد لم يكن مخرجاً لأفلام "تجارية" تحقّق الربح المادي فقط، بل تخطى هذه المسألة ليقدم فيلماً يعتبر الوثيقة البصرية الأهم عن تلك الفترة وهو "الرسالة" الذي تناول نشأة الإسلام. كما صوّر نسختين بالعربية والانكليزية، وشارك في فيلمه العديد من نجوم العالمين العربي والغربي.
إضافةً إلى "الرسالة"، أنتج العقاد وأخرج العديد من أفلام هوليوود كـ "أسد الصحراء" الذي رصد فيه حياة المجاهد الليبي عمر المختار. كما أنجز سلسلة أفلام "هالوين" العالمية كمخرج ومنتج حتى عام 2002.
منى واصف فضّلت وطنها
كذلك، فإنّ منى واصف تعتبر من الممثلات اللواتي بلغن العالمية وصرن معروفات في هوليوود بعدما أقحمها صديقها مصطفى العقاد في فيلم "الرسالة" الذي جسدت فيه شخصية "هند بنت عتبة" وهي الشخصية نفسها التي أدتها الممثلة اليونانية العالمية أيرين باباس في النسخة الإنكليزية. وعلى رغم تحقيقها نجاحاً كبيراً في تلك الفترة، إلا أنها رفضت العديد من العروض الهوليوودية والاستقرار هناك، بل فضّلت البقاء في وطنها لتكون اليوم أحد ألمع أسماء الفن السوري. علماً أنها نالت جائزة العطاء من هوليوود عام 1999 وتكريماً في مهرجان "جربة" للأفلام الأسطورية والتاريخية عن فيلم "الرسالة".
غسان مسعود الأكثر تمثيلاً هناك
ومن بين الفنانين السوريين الذين بلغوا شواطئ العالمية في هوليوود الممثل غسان مسعود الذي خاض تجارب كثيرة حظي بعضها بالنجاح كمشاركته في فيلم "قراصنة الكاريبي نهاية العالم" إلى جانب جوني ديب، في حين لم يحقق بعضها الآخر النجاح المرجو مثل فيلم "مملكة الجنة" مع المخرج الإنكليزي ريدلي سكوت. علماً أنّ مسعود جسّد في العمل شخصية الناصر صلاح الدين.
أيضاً رفض الممثل السوري مشاركات كان يمكن أن تحقق له حضوراً جيداً في بورصة الأفلام العالمية مثل شريط "جسد الأكاذيب" من إخراج ريدلي سكوت وبطولة ليوناردو دي كابريو، وفيلم "سريانا" بطولة جورج كلوني...
قصي خولي... الأخير
أما آخر الفنانين السوريين الذين نجحوا في بلوغ هوليوود في الوقت الذي سجّلوا فيه نجاحاً محلياً وعربياً قصي خولي الذي يتواجد حالياً في الولايات المتحدة لاستكمال دراسته اللغة الانكليزية التي سيتحدث بها في الأفلام التي سيشارك فيها.
قصي المعروف بطموحه سيسجّل خلال السنوات القليلة المقبلة اختراقاً سورياً جديداً في هوليوود. إذ وافق على بطولة فيلمين أولهما " Lucky" الذي يتناول قصة أسرة تملك كلباً يدعى "لاكي". وتعتقد العائلة أنّ الكلب يجلب الحظ للأشخاص الذين يحبّهم. مما يدفع رجل أعمال إلى سرقته لتحقيق مكاسب مالية.
أما الفيلم الثاني فهو "ملكة الصحراء" الذي ستشاركه بطولته ناعومي واتس، وريستين بيل، على أن يخرجه ويرنير هيزوك.
قصي سيبدأ تصوير الفيلم مع بداية كانون الأول (ديسمبر) المقبل. ويروي الشريط قصة أول سيدة ذات أصول بريطانية تحصل على شهادة من جامعة أوكسفورد، وهذه السيدة جاءت منذ قرون الى الشرق الأوسط، وقدمت أعمالاً عظيمة، ولقبت بـ "لورانس العرب الأنثى". وأجرت عملية مسح لمنطقة الشرق الأوسط لصالح بلادها، وكانت لديها علاقات جيدة بالعرب، خصوصاً العراقيين ورجال السياسة. حتى أنّ قبرها موجود حالياً في العراق. ويجسد قصي في العمل شخية "فتوح" وهو الدليل الذي يقود بطلة الفيلم ناعومي واتس، وتنشأ بينهما قصة حب، ويلازمها في كل تنقلاتها وتحركاتها.
المزيد:
قصي خولي إلى مقاعد الدراسة من جديد
"أنا زهرة" تنشر تفاصيل فيلم قصي خولي في هوليوود