عُرض مساء الإثنين فيلم "أسماء" ضمن فعاليات "مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي". يتطرق العمل إلى الإيدز الذي ما زال يعتبر حتى اليوم من المحرّمات فيما يُنظر دوماً للمصابين به على أنّهم مذنبون سلكوا طرقاً محرّمة في حين أنّ كثيرين منهم نقلت إليهم العدوى عن طريق نقل دم أو ما شابه.


يروي الفيلم قصة حقيقية لمعاناة امرأة مصابة بهذا المرض الذي انتقل إليها عبر زوجها. وعلى رغم أنّها كانت تعلم بإصابة زوجها، إلا أنّها أصرّت على الإنجاب منه. وقامت بالدور الممثلة البارعة هند صبري التي اعتاد الجمهور جرأة خياراتها وأدوارها. إذ تجسّد شخصية امرأة في منتصف الأربعين، مصابة بالفيروس، تحتاج إلى إجراء عملية المرارة. لكنّ الأطباء يرفضون خوفاً من إصابتهم بالعدوى. فيما تواجه السؤال الدائم عن كيفية انتقال الفيروس إليها، والشك الدائم بأنّها امرأة مخطئة. أما هي، فترفض الاجابة لأنّها تعتبر أنّه لا يحق لأحد أن يعرف كيف أصيبت، وأنّه من حق مريض الإيدز أن يعالج، لا أن يعاقب وينظر إليه على أنّه مذنب.


هند صبري استطاعت أن تبهر الحضور بأدائها العالي والمشحون بالتوترات والخوف والانفعالات، وأن تنقل للمُشاهد أحساسيس الخوف والقلق والتوتر. وتحسب لها جرأتها بالظهور في شخصية امرأة في الخامسة والأربعين، ترتدي الحجاب وتضع القفازات السوداء من دون الاعتماد على جمالها أو مكياجها. في حين نرى ممثلات تجاوزن الخمسين ما زلن حريصات على تقديم أدوار بنات العشرين.


الافتتاح شهد حضور عدد من نجوم السينما المصرية منهم يسرا، ومحمود عبد العزيز، وعمرو واكد. كذلك حضرت الممثلة بشرى التي تعتبر شريكة في إنتاج الفيلم، إضافة إلى مخرجه عمرو سلامة الذي قوبل بتصفيق حار عندما قال "تحيا مصر".


هند صبري التي ظهرت في الفيلم من دون مكياج وبملابس رمادية بائسة، أطلّت وهي ترتدي فستاناً أحمر، ووجهت تحية إلى مصر وتونس والبلاد العربية قائلةً "تحيا تونس ومصر والبلاد العربية".


وبعد انتهاء عرض الفيلم، صرّحت أنّها لم تكن خائفة من قبول الدور ولكنها كانت تخاف ردة الفعل بعد عرض العمل كونه يتناول موضوعاً "ما زال حتى اليوم يمثّل وصمة عار في المجتمع".


وأضافت أنّ الفيلم لا يتناول فقط موضوع المرض بل أيضاً الخوف والفقر والتمرد. وأضافت أنّه يتناول الإيدز الذي سكت عنه كثيرون في السينما العربية وما زال يعتبر "تابو".


صبري لم تتمالك دموعها وهي تتحدث عن الفيلم وعن جرأة المنتج والمخرج في منح دور البطولة لامرأة. وشكرتهما على ذلك وأكدت أنّه كان هناك أشخاص حاملون لفيروس "الإيدز شاركوا في الفيلم".


أما المخرج عمرو سلامة، فأكد أنّ العمل استغرق ثلاث سنوات من التحضير، وهو مقتبس عن قصة حقيقية، وكان يفضّل أن لا يذكر الطريقة التي انتقل بها المرض لأسماء حتى يبقى عنصر التشويق موجوداً لكنّه تابع أنّه ذكرها لأنّ القصة حقيقية ولأنّ أسماء ضحّت بنفسها من أجل أن تنجب من زوجها الذي تحبّه.


الفيلم يجمع بين الكوميديا والدراما، وخصوصاً مع وجود الممثل ماجد كدوان الذي جسّد دور مذيع يقدم برنامجاً يومياً على غرار البرامج التي نشاهدها على الشاشات المصرية. وقد أجاد استحضار روح المذيع المصري عمرو أديب وتقمّص شخصيته، وبدا في بعض مشاهد من الفيلم كأنّه يسخر منه ومن طريقة تقديمه. مع العلم أنّ الدور يحمل نقداً لاذعاً لمقدمي برامج "التوك شو" التي تعتمد على الاستعراض والنفاق والمتاجرة بهموم الناس من أجل جذب المعلنين والمشاهدين.