عُرف النجوم بغرابتهم ونزواتهم. أحياناً، تتجلى «فانتازيتهم» حتى عندما يُهدون أو يُهدى إليهم. فمَن أهدى طائرة نفاثة لمحبوبته؟ ومَن هو المراهق الذي حاز سيارتين فاخرتين، حتى قبل نيله رخصة السوق؟ نستعرض هنا بضعة أمثلة عن هدايا النجوم غير المألوفة.

طالما لوحظت المغنية الحسناء بيونسي نويلز تتحدث في هاتف نقال، تحرص على أن يكون متميزاً. إذ يبدو أنها تحب الـ«موبايل» لدرجة أنها تغنت به مؤخراً، في «دويتو» مع «ليدي غاغا»، نجمة الغناء الصاعدة جداً، غريبة الأطوار جداً. ويعي مقربو بيونسي وأصدقاؤها أن إهداءهم إياها موديلاً فاخراً من هاتف جوال، أغلب الظن، التفاتة ستفرحها. 

فتكدست عندها أعداد من هواتف خلوية، من ماركات مختلفة. لكن بيونسي، فضلاً عن حبها تسلم «موبايلات» كهدايا، تستهوي أيضاً إهداءها. لذا، في ذكرى زواجها الأخيرة مع مغني الـ«راپ» «جاي زي» (اسمه الأصلي شون كوري كارتر)، أهدت إليه نقالاً. وطبعاً، لم يكن كأي نقال «تافه»، إنما مصنوع من البلاتين، ومرصع بأحجار كريمة. 

كان ذلك يوم 4 إبريل (نيسان) الماضي. فهما كانا اختارا يوم 4/4/2008 للاقتران، عقب عِشرة 6 سنوات، لكون رقم 4 يمثل تاريخي ميلادهما كليهما (ولدت في 4/9/1981، وهو في 4/12/1969). يمكن القول إن «جاي زي» هذا محظوظ بحق. فليس أي زوج يتلقى هدية كهذه، وفوقها رفقة نجمة في فتنة بيونسي نويلز.


جاكيت جيمس دين
لكن إهداء جوال، وإن كان من البلاتين، ليس في تلك الغرابة. فهناك هدايا أغرب أو أثمن بكثير. مثلاً، قبل سنوات، كان الممثل بن أفليك مغرماً متيماً بالنجمة الحسناء جنيفر لوپيز. ومن أجل عينيها، لم يتوان عن الخضوع لنزواتها ورغباتها الغريبة. هكذا، في إحدى المناسبات، أهداها غطاء مرافق صحية (مرحاض) مصنوعاً من الذهب، ومرصعاً بالياقوت والألماس والسافير. 

فهل أصبح بيت راحة منزل لوپيز أكثر راحة بفضل الغطاء الثمين؟ في أي حال، لم تجدِ الـ«صوغة» القيّمة نفعاً، بما أن جنيفر حردت من بن في نهاية المطاف. لكنه علل النفس بـ«جنيفر» أخرى، الممثلة جنيفر غارنر، فاقترنا، ورزقا بابنتين اثنتين (عامي 2005 و2009)، بينما تؤكد آخر أقاويل مجلات الـ«پيپل» أنهما ينتظران مولوداً ثالثاً، للعام المقبل.

والـ«جنيفر» بالـ«جنيفر» تذكّر. فالممثلة جنيفر أنيستون، التي اشتهرت بفضل مسلسل «فريندز» (أصدقاء) التلفزيوني، هي أيضاً تعثرت كثيراً في حياتها العاطفية، وعانت خيبة ظن إثر أخرى. وعام 2000، بعد زواجها بالنجم براد پيت، قيل إنها أخيراً وجدت الاستقرار والثبات. لكن، سرعان ما افترق الزوجان «النموذجيان»، فتطلقا عام 2005، بعدما بدأ پيت علاقته بالـ«دلوعة» أنجلينا جولي، حرمه الحالية. إثر ذلك، عاشت أنيستون علاقات متعاقبة كثيرة، كلها باءت بالفشل.

واستمرت أنيستون على ذلك المنوال إلى أن التقت، نهاية العام الماضي 2010، الممثل جَستن ثيرو، فارتبطا، ولا يزالان. وهو ذو طبع غامض، يزيد في غموضه حاجباه الكثان ونظراته العميقة (يكتب لقبه «ثيروكس Theroux»، ويلفظ «ثيرو»، وهو اسم فرنسي الأصل). وشكله، الذي يحاكي مسحة رجال بعض بلدان البحر الأبيض المتوسط، ربما يذكر جنيفر ببلاد الإغريق، موطن أجدادها، حيث عاشت عاماً بأكمله في طفولتها. 

لذا، تعلقت به بسرعة، مصممة على ألا تفلته، على أساس أنه «الرجل المناسب في الوقت المناسب». هكذا، من باب الاعتزاز به، حين نفخ 40 شمعة في 10 أغسطس (آب) الماضي، أرادت تقديم هدية لا تنسى. فوجدت ضالتها في جاكيت جلدية قصيرة (ما يسمى «سلْطة» و«قمصلة» و«بلوزون»). 

إلا أنها ليست كأي ملبس عادي. فميزتها أنها من مخلفات النجم جيمس دين، الذي لقي حتفه في حادث سيارة، عام 1955، في عز الشباب (عن 24 عاماً). اقتنت أنيستون تلك الجاكيت في مزاد علني، في نية مفاجأة «خطيبها» الجديد في عيد ميلاده. وهو محظوظ فعلاً. إذ ليس متاحاً لأي كان ارتداء جاكيت ارتداها، قبل 56 عاماً، أحد أشهر «عمالقة» هوليوود، وفوقها الحظوة بـ«مواعدة» نجمة في وزن جنيفر أنيستون.


زيتونة بعمر 200 عام
أيضاً، الـ«جَستن» بالـ«جَستن» يُذكّر. سوى أن الـ«جَستن» الآتي الحديث عنه أصغر من سابقه بكثير: نقصد جستن بيبير، مغني الـ«پوپ» والـ«آر أند بي» الكندي الصاعد جداً جداً، الذي اكتشِف بفضل شبكة الإنترنت حين كان غلاماً ابن 12 عاماً وحسب. الآن، في سن الـ17، يقول إن المغنية «ريحانة» أحد الفنانين الذين أثروا في نهجه الغنائي. وحين نعلم أن ريحانة هذه بنت 23 عاماً، ندرك كم هو يافع. لكن مبيعاته الهائلة تتناسب عكسياً مع صغر سنه. 

هكذا، أثرى، وأتاح إثراء بعض الـ«حبربشية»، في مقدمتهم منتجه ووكيل أعماله، المغني والملحن «يوشر». وفي عيد ميلاد جَستن الـ16، العام الماضي، أهداه المنتج سيارة دفع رباعي فخمة، من ماركة إنجليزية معروفة، في حين لم يكن الصبي يمتلك حتى رخصة قيادة. وقبل شهور، حالما نال المغني الناشئ «لايسنس» القيادة (يعني الـ«ليسِن»)، تلقى هدية أثمن من سابقتها بكثير: سيارة «سپور» من ماركة إيطالية شهيرة (تبدأ بحرف الـ«لام»، وليس الـ«فاء»). 

وصاحب الهدية، في هذه المرة، منتج - مطرب أسمر آخر، هو «پي ديدي». فهل يطمح هذا إلى سحب البساط من تحت قدمي «يوشر»، وتوقيع عقد مع بيبير، بما يمثله ذلك من أرباح طائلة؟ فمن المعروف أن المنتجين، ووكلاء الأعمال، غالباً ما يستأثرون بحصة الأسد من مبيعات الفنان، ويجنون أكثر منه.

من الهدايا الغريبة الأخرى، نشير إلى خيار النجمة أنجلينا جولي لمناسبة «عيد العشاق»، «?الانتاين داي»، للعام الماضي 2010. إذ أهدت زوجها، الـ«پلاي بوي» براد پيت، شجرة زيتون فرنسية عتيدة، في عمر 200 سنة، كلفتها زهاء 19 ألف دولار. وأزمعت من خلال الهدية التعبير عن «عمق علاقتهما وتمنيها بديمومتها، كشجرة الزيتون تلك». 

لكن، اشترط البائع صاحب البستان، ومعه السلطات المحلية في جنوب فرنسا، عدم مغادرة الزيتونة المعمرة الأراضي الفرنسية. هكذا، تمّ شتلها في الحديقة الكبيرة الغنّاء الملحقة بـ«عِزبة» الزوجين الصيفية، في جنوب فرنسا (قرب مدينة نيس).

ماذا تلقى دي كاپريو؟
وعلى ذكر الممثلين المقترنين بممثلات، نشير إلى توم كروز وكاترين هولمز، اللذين ارتبط اسماهما بإحدى أغلى هدايا النجوم. فلمناسبة عرسهما، عام 2005، عمد كروز، الذي يرتاد مِلة «الكنيسة العلمانولوجية» الباطنية الشريرة، إلى إهداء عروسه طائرة. أجل: طائرة نفاثة بقيمة أكثر من 40 مليون دولار، لاسيما أنه طلب ملاءمتها وفق مواصفات خاصة. لكن، في النهاية، ألا يجوز الظن أن شجرة الزيتون، هدية أنجلينا جولي، تظل أعظم مغزى وأكثر عمقاً، على الرغم من أنها أرخص ثمناً بزهاء ألفي مرة من تلك الطائرة؟

أما ليوناردو دي كاپريو، الذي، على غرار جستن بيبير، عرف الشهرة منذ صغره، فبات «سفير نوايا حسنة» للقضايا البيئية. واشتهر في السنوات الأخيرة بتفانيه لحماية البيئة. مؤخراً، أصبح الـ«بوي فريند» للممثلة بليك لاي?لي. وهذه أرادت، هي أيضاً، التمسك به وعدم إفلاته، مثلما تمسكت جنيفر أنيستون بجستن ثيرو، فـ«برطلته» بجاكيت جلد. 

لذا، بعد مضي شهرين وحسب من بداية عشرتهما، أهدت بليك إلى ليوناردو سيارة «صديقة للبيئة»، من ماركة يابانية معروفة، تبدأ بالـ«تاء». فذلك الموديل، الذي كثر الحديث عنه مؤخراً، أقل تلويثاً وهدراً للطاقة، بفضل محرك مختلط كهربائي وحراري، يتيح خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وفي الوقت نفسه ينفق طاقة أقل بـ30 في المئة في المدينة، و10 في المئة على الطرق الخارجية. وطبعاً، أفرحت الهدية دي كاپريو، أقله لأنها تسهم في تعزيز سمعته كمدافع عن القضايا البيئية.

هدية كاتبة وصفات الطبخ
ومن مشاهير السمراوات، هناك ذائعة الصيت، واللسان، المنتجة التلفزيونية ومقدمة البرامج عالية الشعبية أوپرا وينفري، أول امرأة سوداء تتجاوز ثروتها المليار دولار. وهي ليست هاوية سيارات بيئية يابانية، ولا سيارات سباق إيطالية، ولا طائرات نفاثة، ولا مقاعد مَرافق من ذهب، ولا أشجار زيتون عتيقة، ولا جاكيتات جلد، ولا هواتف نقالة. 

كلا، أوپرا وينفري تستهوي جمع الأحذية. هكذا، وهي العزباء، عرفت بكونها «متعددة الأزواج»، لكثر ما تمتلكه من أزواج أحذية، طبعاً كلها من الأنواع الراقية الغالية. لكنها، في هذا الباب، لا تضاهي إيميلدا ماركوس، زوجة الرئيس الفلبيني الأسبق (بين عامي 1965 و1986)، التي جمعت أكثر من 3 آلاف زوج حذاء. هذا يعني أنها، لو لبست زوجاً كل يوم، فعلى كل زوج الانتظار أكثر من 8 سنوات لكي يأتي دوره.

في أي حال، في أحد برامجها، دعت أوپرا وينفري مؤلفة كتب الطبخ جسيكا ساينفيلد، للترويج لآخر كتبها. ولا يخفى أن الظهور في إحدى حلقات أوپرا يمثل دعاية هائلة، ما أسهم في رفع مبيعات كتاب الطبخ. فما كان من المؤلفة الضيفة إلا إهداء أحذية لمضيفتها، امتناناً. لكنها لم تهدِ زوجاً واحداً، ولا زوجين اثنين، ولا ثلاثة، ولا حتى عشرة، إنما... 21 زوجاً. كما لم تختر نماذج عادية، إنما من ماركة فرنسية معروفة، تتفرد بميزة خاصة: نعال الموديلات كلها مصنوعة من جلد أحمر، قاني الحَمار.

فما أظلم الحياة: أوپرا وينفري، التي تتيح ثروتها شراء ما يحلو لها من دون حساب، ولا همّ أو غمّ، تتلقى 21 زوج أحذية راقية كهدية «متواضعة»، تضاف إلى مئات الأزواج الموجودة أصلاً في خزانتها، بينما تتوق عشرات ملايين المعوزات في العالم إلى اقتناء ما يحمي أقدامهن من الحر والبرد والمطر، ولو مرة كل سنتين. إلى ذلك، من يعلم: ربما لم تدفع صاحبة الهدية، ساينفيلد، فلساً عن تلك الأزواج، بل ربما أتحفتها الشركة الفرنسية بمكافأة، لعلمها أن الحديث عن الهدية سيذيع ذيعاً واسعاً، ما يؤمن دعاية مجانية هائلة.