تفق الجميع على أنّ الفن رسالة عالمية، وأسلوب إنساني راق يحتلّ مكانةً سامية بين كل الفنون الحياتية. ولا تحكم الفن فروق جنسية أو جغرافية أو عرقية بل هو مزيج انساني يتسامى فوق كل اعتبار يحمل قيمة مشتركة مخلوقة من الإبداع، ومصنوعة للإمتاع والفائدة.
يأتي ذلك في الوقت الذي ظهرت فيه أصوات تطالب بالتعريف بجنسية الفنان مقابل أخرى ترى أنّ الفن رسالة، ولا اعتبارات هنا لجنسية الفنان وهويته ولونه. في "أنا زهرة"، حاولنا تسليط الضوء على هذه القضية، محاولين الكشف عن تداعياتها، والبحث في تفاصيل الاهتمام بالجنسية والهوية مستطلعين آراء عدد من المتابعين للوسط الفني، خصوصاً الخليجي.
تقول الاعلامية مي العيدان مقدّمة برنامج "نأسف لعدم الازعاج" الذي يعرض على قناة "سكوب" إنّه يجب على كل شخص أن يفتخر بجنسيته و"لا نريد أن يخرج علينا فنان، ويسمّى بغير جنسيته". وأضافت: "نحن نحترم الجميع ولكن يجب على كل شخص أن يذكر جنسيته".
وتؤكّد العيدان أنّ هناك بعض الفنانين الذين يتحايلون على النظام بأن يستخرجوا تأشيرة سياحية لكي يتواجدوا في بعض الدول الخليجية التي تفتقر إلى الأعمال الفنية. وطالبت العيدان الجهات المعنية بأن تضطلع بمسؤوليتها في هذا الصدد.
في المقابل، ترى الفنانة مروة محمد أنّ لا هوية للفن ولا جنسية، بل إنّ "الفنان لم يدخل قلوب الناس بسبب جنسيته بل بسبب تفانيه في عمله". وأضافت: "يدخل الفنان قلوب محبيه عندما يحسن انتقاء عمله ويخلص له".
في حين أوضح الفنان طلال السدر أنّه لا يجب على الفنان أن يخجل بجنسيته، مشيراً إلى وجود فنانين يخجلون من ذكر جنسيتهم، متسائلاً عن الأسباب التي تدفعهم إلى ذلك. ووصف السدر مَن يتنكر لأصله ووطنه وجنسيته بـ "غير الأخلاقي".
من جهته، اعتبر الفنان مشعل الجاسر أنّ "الجنسية انتماء يجب أن تكون فخراً لأي فنان من أي بلد، وجميل أن يتفاخر الفنان ببلده الذي جاء منه، وجنسيته ليست عيباً. على العكس، فهذا هو النجاح. لكن العيب أن يخفي جنسيته ويكذب وينتسب إلى جنسية أخرى. وفي النهاية، سوف ينكشف أمره أمام جمهوره، وسيخسر كل الذي بناه. وفي الأخير، يتقبّل الجمهور الفنان مهما كانت جنسيته. لكن المصداقية مهمة وحبل الكذب قصير".
الفنانة شيماء سبت ترى أنّ كل فنان يعتز بجنسيته لكن "نحن في عالم الفن نحمل رسالة سامية يجب أن نوصلها بإحساس، والمشاهد لا تعنيه جنسية الفنان، بل فنّه". أما الفنانة لمياء طارق، فذكرت أنّ الجنسية شأن سياسي في حين أنّ لا دولة للفن. وأضافت أنّ الجنسية لا تشكّل لها أي هاجس على الاطلاق.
بدورها، تقول الفنانة شيلاء سبت إنّ الجنسية أصبحت مرضاً بالنسبة إلى بعض الفنانين، حتى أنّها باتت تؤثر على فنهم و"هناك فنانات يجدنَ كل اللهجات، إضافة إلى موهبتهن".
من جانبه، يعتبر الفنان بلال عبد الله أنّ لا جنسية للفن، لأنّه يتعلّق بالروحانيات والإبداع والبشرية، و"إذا تدخّلت الجنسيات، فهنا تكون الفنون مجرد وسيلة شخصية".
ويذكر بعض المتابعين للوسط الفني الخليجي أنّ مشكلة الجنسية أصبحت لتصفية الحسابات فقط، خصوصاً بعد مرحلة شهرة الفنان وبروزه. وهذا ما جعل بعض الغيارى يضربون على وتر الجنسية من أجل إفشال الفنان... فهل أصبحت الجنسية والهوية مكاناً خصباً لتصفية الحسابات والنيل من الآخر؟
المزيد
فنانو سوريا يستنكرون ما تعرّض له زملاؤهم في القاهرة
الموت يغيب نجم ستار أكاديمي رامي الشمالي