بعد إحتفالات اليوم الوطني الاربعين لدولة الامارات لعربية المتحدة الحبيبة، تبرع مجموعة من الشباب والفتيات بتنظيف الشوارع من مخلفات ليلة جماهيرية من الفرح عاشتها الامارات، حور الخاجة فتاة إماراتية كانت واحدة من أولئك الذين نظموا حملة التنظيف، التقتها أنا زهرة في هذا الحوار..


في البداية كيف تعرفين صديقات أنا زهرة على نفسك؟
حور الخاجة، 21 سنة، خريجة الجامعة الأمريكية في الشارقة متخصصة في التمويل والاقتصاد، وأعمل حاليا كمحللة بحوث في جهة حكومية.


كنت صاحبة فكرة تنظيف الشوارع بعد اليوم الوطني الاربعين للامارات، كيف واتتك الفكرة؟
كان مظهر الشوارع وبخاصة شارع جميرا يضايقني دائما بعد الاحتفالات. وصادف أن قرأت تغريدة على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي كتبها زميلي حمد الشيراوي قائلا: "ينبغي علينا أن نتطوع لتنظيف شارع جميرا بعد احتفالات العيد الوطني" فقمت بالرد عليه ب "هل تريد أن تبدأ معي؟ لنقوم بذلك" وأطلقت الحملة


ما هي وسائل نشرك للفكرة ؟
موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، والبلاكبيري، كما ان انضمام بعض المجموعات إلينا مثل مجموعة ThinkUpGCC و Young Eager Steps و Nineteen71 و Think Like Zayed ساعدنا على الوصول إلى أعداد كبيرة من المتطوعين، فنشكرهم على ذلك.


متى قررتي النزول للشارع وتنفيذ فكرتك ؟
قمت بالإعلان على تويتر في الساعة 10:45 صباحا بإنني سأتواجد في إحدى الشواطىء على شارع جميرا في تمام الساعة 11:30 صباحا مع بعض المعدات، وكانت أول زميلة تواجدت مع الأخت عايدة بوسعيدي


كيف كان التجاوب مع الفكرة بين الشباب والفتيات؟
كان التواجب يفوق توقعاتي. توقعت أن يشاركني ما يقارب 10 أو 20 شخص فقط، ولكن ردة الفعل كانت رائعة وشاركنا ما يفوق 150 شخص في الحملة الحمد لله


ما كان شعورك عندما رأيتي المواطنون معك ينظفون الشارع؟
شعور لا يوصف. شعرت بروح الوحدة والتواضع وحب الوطن والغيرة عليه في نفوسهم. وأفتخر بهم جميعا.


هل حصل لكم أي موقف غريب أو طريف أثناء عملكم ؟
حقيقة مواقف كثيرة، ولكن عندما زاد عدد المتطوعين في منطقة واحدة، تفاجأنا بحضور ضباط الشرطة، و انتابنا الشعور بأنهم قادمين لتوقيف الحملة التي لم تكن منسقة، فعم القلق بيننا لمدة دقائق، ولكنهم فاجؤونا مرة ثانية بقولهم أنهم جاؤوا لتقديم العون والمساعدة، ونشكرهم على جهودهم التي بذلوها لضمان أمن وسلامة جميع المتطوعين


كيف وجدتي التجربة؟
كانت تجربة جميلة جدا. كانت مرهقة جسديا حيث أنني تواجدت هناك من الساعة 11:30 صباحا إلى المغرب بشكل متواصل، ولكنها في المقابل كانت مجزية روحيا ونفسيا


هل تفكرين بالعودة لتنظيف وكنس الشوارع في مناسبات أخرى؟
أتمنى أن لا يدعي الأمر إلى ذلك، حيث أن الهدف من الحملة ليس التنظيف، بل هو نشر الوعي بالاحتفال بدون الحاجة إلى حملة تنظيف. شعار الحملة هو "لنحتفل بمسؤولية". ولكن إذا ادعى الأمر إلى ذلك، فطبعا لا مانع في الخروج مرة أخرى لغرض التنظيف


ماذا كانت وجهة نظر الاهل في هذه الفكرة؟
كانوا فخورين جدا وشاركتني أختي الصغيرة مهرة في الحملة أيضا


من أكثر المشجعين الذين ساندوك ؟
مثل ما ذكرت سابقا، دعمونا مجموعات كبيرة مثل:
ThinkUpGCC
Young Eager Steps
Nineteen71
Think Like Zayed
بالإضافة إلى شرطة دبي وبلدية دبي، وجميع المساندين الذين تواجدوا معنا وتبرعوا بالمعدات وغيرهم الذين قدموا رسائل الدعم والتشجيع عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى في الشوارع. فنقدم لجميع المتطوعين والمجموعات والمشجعين أكبر تحية ورسالة شكر على جميع الجهود التي بذلوها.


إلى أي مدى تجدين أن المجتمع يحتاج لمثل هذه الافكار التعاونية ؟
يسعدني أن أرى أن الكثير من هذه الحملات والمجموعات موجودة حاليا في الدولة التي تعمل في سبيل المجتمع ونشر الخير، وبهذه الأفكار والحملات نزرع التلاحم المجتمعي وروح الاتحاد وحب العطاء في الجميع، فكلما انتشرت وكبرت أعدادها، كلما يستفيد منها الجميع


ماهي خلاصة هذه التجربة بالنسبة لك؟ وماذا تعلمتي منها؟
تعلمت أن الشخص إذا أراد أن يقوم بعمل ما، فاليخرج ويعمل به، والخير سيتبعه والله ييسر إذا كانت النوايا صالحة. وتعلمت أن الكثير من الصور النمطية المنتشرة عن المواطنين خاطئة، فرأيت فيهم أجمل سمات التعاون والتواضع والعمل الشاق والحمد لله