شكّل ظهور قوائم العار والشرف التي ضمّت أسماء الفنانين تبعاً لمواقفهم من الثورات العربية أهم الأحداث الفنية في 2011. في ظل توقّف عجلة الانتاج وهبوط أسهم الحركة الفنية في بداية العام، احتلت الساحة تصريحات الفنانين ومواقفهم المختلفة من الأنظمة السياسية في بلدهم، فأدّى ذلك إلى بزوغ نجم فنانين وهبوط أسهم آخرين.
بين نجوم الميدان... ونجوم «العار»
استطاع عمرو واكد، وخالد أبو النجا، وجيهان فاضل، وبسمة، وتيسير فهمي، والمخرج خالد يوسف، وخالد النبوي، وشريهان وغيرهم من الفنانين المصريين ممن شاركوا في «ثورة 25 يناير» ونزلوا إلى ميدان التحرير أن يكونوا نجوم العام بامتياز. ولعل أكثر من شكّل ظهورها حدثاً فنياً سياسياً بامتياز هي شريهان التي عادت إلى الضوء بعد غياب أكثر من 12 سنة. عادت داعمةً للثورة ولشباب التحرير، فاستعادت وسائل الإعلام الحادثة التي تعرضت لها نجمة الفوازير وأشارت بأصابع الاتهام الى سوزان مبارك.
في المقلب الآخر، كان تصريح عادل إمام في بداية الثورة ومساندته للنظام مفاجأة من العيار الثقيل لدى الجمهور الذي كان يعتبره فنان الشعب. هكذا، أُدرج «الزعيم» على القائمة السوداء إلى جانب الممثلة غادة عبد الرازق التي تراجعت أسهمها كثيراً لدى الجمهور، وسماح أنور التي طالبت بإحراق المتظاهرين في ميدان التحرير، وتامر حسني الذي طُرد من الميدان، والملحن عمرو مصطفى، وطلعت زكريا الذي أعلن عن وجود جنس ومخدرات في الميدان. كذلك، انضمّت إلى أسماء «العار» عفاف شعيب، ويسرا والهام شاهين.
في هذا الوقت، أثار صمت عمرو دياب الريبة، خصوصاً أنّ صداقة كانت تجمعه بأبناء الرئيس المخلوع حسني مبارك. فيما حظي نزول شيرين عبد الوهاب الى ميدان التحرير بالترحيب والثناء.
انقلاب أصالة
لعل أبرز حدث ما زال يلقى صدى في الصحافة الفنية حتى الآن هو موقف أصالة التي أعلنت دعمها للثورة في سوريا ووقوفها إلى جانب الثوار. مما اعتبره كثيرون انقلاباً من الفنانة السورية على عائلة الأسد التي تكفلت بعلاجها منذ أن كانت طفلة. واعتبروا أنّ أصالة كانت عديمة الوفاء لعائلة الأسد. موقف صاحبة «لو تعرفوا» جعلها تترأس قائمة الشرف السورية المناهضة لنظام الأسد فيما فتحت عليها جبهات عديدة من داخل سوريا ومن عائلتها ومن الفنانين السوريين. إذ خرج شقيقها أيهم ليصرّح في الإعلام أنّه تبرأ منها. كذلك، فتحت الممثلة رغدة النيران على أصالة، وأعلنت سلاف فواخرجي أنّها تقفل الراديو حالما تذاع أغنية لصاحبة «قانون كيفك». وفي سوريا، انقسمت الفنانون بين مؤيد ومعارض وإن كانت الأكثرية أعلنت وفاءها لرئيسها، فيما خرجت أصوات معارضة كالفنانة مي سكاف التي تعرضت للضرب والاعتقال، إضافة إلى القديرة منى وصف وعدد من الفنانين ممن وقّعوا على «بيان الحليب» الشهير.
القذافي في بيت «غوار»
أيضاً من الأخبار التي شكلت حدثاً في الصحافة الفنية انتشار مقطع فيديو للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي في سهرة فنية في منزل الممثل السوري دريد لحام. إلا أنّ «غوّار» ردّ بأنّه لم يكن يعلم أنّ القذافي دكتاتور! كذلك، انتشر مقطع فيديو لجورج وسوف أظهره وهو يغني في عيد ميلاد ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي. هذا الأمر أغضب الشعب التونسي الذي طالب بمنع وقوف «سلطان الطرب» على ركح قرطاج.
صمت لطيفة واعتذار هند صبري
من الفنانين الذين أثار صمتهم الريبة طوال الثورة في تونس، لطيفة المعروفة بالصداقة التي كانت تجمعها بعائلة بن علي، وخصوصاً ليلى الطرابلسي. مما دفعها إلى التزام الصمت وانتظار المصير الذي ستؤول إليه الثورة. بعدها، خرجت لتؤيد الثوّار وتدعي أنّها اطلقت اسم مفجّر الثورة التونسية محمد البوعزيزي على ابن شقيقها الذي ولد أثناء الانتفاضة.
كذلك من المواقف المثيرة للجدل الاعتذار الذي قدمته هند صبري التي تعرضت للنقد والهجوم بعدما ورد اسمها على الوثيقة التي وقّع عليها فنانون ومثقفون تونسيون وأيّدوا فيها تجديد ولاية بن علي الرئاسية. وأعلنت الممثلة وقتها أنّها كانت مجبرة على التوقيع وطلبت السماح من شعبها.
أيضاً من التصريحات اللافتة الهجوم الذي شنّه الفنان الليبي حميد الشاعري على القذافي وإعلان انتمائه لثورة بلده.
المزيد:
سماح أنور تطالب بحرق المتظاهرين
الجمهور "مش عايز" تامر في ميدان التحرير
شريهان: لو لم يكن دمي مسرطناً، لتبرّعت به للمتظاهرين