فارس زيتون الاختصاصي في أمراض الحساسية والمناعة، يتحدّث مع "أنا زهرة" عن أمراض الحساسية وأسبابها:

ما هي الحساسية؟
الحساسية ردة فعل من الجهاز المناعي تجاه مواد هي في الأصل غير مضرّة بالصحة. بعضهم يعتقد أنّ الحساسية تأتي بسبب نقص مناعي في الجسم لأنّ المشاكل التي تحدثها تكون شبيهة بأمراض نقص المناعة، لكنها العكس تماماً. فالأشخاص الذين يعانون من الحساسية يعانون من زيادة في المناعة التي تأتي في غير محلها.

ما هي أسباب الحساسية؟
هناك مسببات عدة منها الطعام أو التلوث البيئي.

أخبرنا قليلاً عن كل واحدة:
ان حساسية الطعام هي شائعة جداً خصوصاً عند الأطفال فهناك 90% من الأطعمة يمكن ان تسبب الحساسية عند الأطفال كالحليب، البيض، القمح، المكسرات وحالياً نشهد حساسية كبيرة على السمسم ولكن تبقى أخطر انواع الحساسية عند الأطفال هي الحساسية على الفستق والحمص.و يمكن ان تظهر الحساسية عند 5 الى 7 % من الأطفال. اما عند الكبار فالنسبة أقل والسمك هو الذي يشكل النوع الأخطر.


من جهة أخرى فالحساسية البيئية هي تكون بسبب مواد كثيرة تكون موجودة داخل المنزل او خارجه. والمسببات خارج المنزل هي غالباً اللقاحات النباتية والغبار. والمسببات الداخلية التي تكون أكبر من الخارجية خصوصاً في الخليج العربي بسبب عدم تهوية المنازل بالشكل الصحيح هي عث الغبار الموجود على فراش النوم، على المخدة ... او وجود حيوان أليف داخل المنزل او بسبب عفونة ما..

ماذا عن الحساسية تجاه الروائح أو تغيير الطقس؟
إنّ هذه العوامل تعدَ عوامل كيمائية. يمكن أن تظهر مشكلة الحساسية لدى الأشخاص الذين يعانون أصلاً من الحساسية. ولكن هذه الأشياء ليست مسببات أساسية للحساسية بل عوامل غير مباشرة لعوارض الحساسية.

ما هي عوارض الحساسية؟
هناك عوارض عدة تظهر على الأشخاص المصابين. هذه العوارض تتفاوت كثيراً، وقد تؤدي الى الموت. تبدأ عوارض الحساسية بطفح جلدي وورم تصل الى الإختناق بسبب انسداد المريء وحتى الموت. بالإضافة الى ذلك، هناك بعض الإلتهابات التي تنتج عن الحساسية مثل التهابات الأذن. والجدير بالذكر أنّ هناك عدداً كبيراً من الخليجيين أي ما نسبته 25 الى 38 % يعانون من هذه العوارض بسبب الحساسية. وهذه الأرقام مرشّحة للازدياد ثلاثة أضعاف حتى عام 2040.

ما هي الفحوص التي تجرى للكشف عن الحساسية؟
الفحص الأكثر اعتماداً هو الفحص الجلدي الذي يعدَ دقيقاً، سريعاً وسهلاً. ويمكن أيضاً إجراء فحص للدم لكنه أقل دقة من الفحص الجلدي. ومن خلال هذين الفحصين، يتم البحث عن مضاد تحسسي موجود لدى الشخص المريض للتأكد من وجود الحساسية. وطبعاً يجب أخذ عوارض المريض الخاصة في الإعتبار.

ماذا عن علاجات الحساسية؟
نعتمد ثلاثة مبادىء في علاج الحساسية وأولها الوقاية. فهي خير من ألف علاج. وينصح المريض الذي يعاني من حساسية على الطعام بالابتعاد عن الأطعمة التي تسبّب له الحساسية. من جهة أخرى، هناك العلاج بالأدوية كرشاشات الأنف مثلاً. وأيضاً هناك العلاج المناعي الوحيد الذي يخفف الحساسية وحتى يشفيها. هذا العلاج المناعي يتم عبر ابر تحت الجلد يجريها الطبيب المتخصص للمريض. أما الصغار فيتم إعطاؤهم قطرات تحت اللسان.

ما رأيك بفحوص الحساسية للكشف عن الأطعمة التي تزيد الوزن؟
لا منطق علمياً لها! للأسف، فهذه الظاهرة تنتشر كثيراً بين النساء اللواتي يبحثن عن أي وسيلة تخفض وزنهن الزائد. فالحساسية تجاه أي نوع من الطعام تسبّب المرض وليس زيادة الوزن. لكن ما يفعله الأطباء أو الإختصاصيون هو خفض عدد السعرات الحرارية فقط لا غير، مما يساعد في إنقاص الوزن.

كلمة أخيرة؟
ليس هناك وعي كامل عن مواضيع الحساسية من قبل معظم الأشخاص حتى من قبل الجهاز الطبي. والكثير من الشائعات تحكي عن عدم توافر علاج للحساسية، مما يجعل العديد من المرضى يعانون من عوارضها من دون سبب. لذا، فاللجوء الى الطبيب الصحيح هو الطريق الأنسب للتخلص من أعراض الحساسية.

المزيد:
د.شماع: وداعاً للدوالي مع الليزر! 
د.قديح: شفط الدهون بالليزر تقنية مضمونة النتائج
د. سراج: الإلتهابات البولية الأكثر شيوعاً عند النساء