تُعدُّ الفنانة المصرية وفاء عامر وبعد اجتهادات عديدة، من نجمات الصف الأول في عالمنا العربي، فلقد صعدت السلّم درجة.. 

درجة حتى وصلت إلى أدوار البطولة، وآخرها فيلم المخرج خالد يوسف الجديد «كف القمر»، الذي يُعرض حالياً في صالات السينما. وهاهي وفاء تصور حالياً مسلسل «تحية كاريوكا»، الذي تُجسد فيه شخصيتها، وسيُعرض في رمضان 2012. «زهرة الخليج» التقتها في هذا الحوار الصريح.


• وفاء، ألم تَقلقي عندما عَرض عليك المخرج خالد يوسف دور أمٍّ مُسنّة لديها 5 أبناء، في فيلم «كف القمر»؟
- أبداً لم أقلق، لأنني ممثلة وأعشق هذه الكلمة جداً، ولديّ تحدٍّ لأيّ دور يُعرض عليّ. ومادام الدور أعجبني، فقد وافقتُ عليه واجتهدتُ في تقديمه. وبالنسبة إلى دوري في «كف القمر» كسيّدة مسنّة، كنت سعيدة به وقبلته من باب التحدي. علماً بأنني لم أظهر في كل مشاهدي بهذا الـ«لوك»، ولم يُقلقني دور الأم لأنني قدّمته من قبلُ في أول أفلامي، مع المخرج محمد النجار، وكان عمري حينها 18 سنة.. فما الدَّاعي إلى القلق الآن؟


ظهوركِ على أفيش «كف القمر» وحدك، مع الفنان خالد صالح، أزعج بعض زميلاتك من أسرة الفيلم.. ماذا تقولين لهنّ؟
- أنا الأكثر انزعاجاً منهن، فمع احترامي كلاًّ منهن، إلا أن الفيلم كله يدور حول الأم «قمر»، التي تُربّي أطفالها الخمسة، وهو ما دفع فريق العمل إلى تسمية الفيلم «كف القمر». بالتالي، لا توجد منافسة مع إحداهنّ، لأنه لا توجد سوى «قمر» واحدة في العمل. فالفيلم تدور أحداثه حول أم تُدعى «قمر» ولديها 5 أولاد، وتحاول طوال الفيلم احتواءهم والسعي وراء حل مشكلاتهم. وبعد تفاقُم تلك المشاكل، تضطر إلى ترك المنزل. لذا، كل واحد من النجوم يُنافس نفسه من خلال دوره الذي يُؤدّيه.


تَردَّد، أنّ المخرج خالد يوسف حذف بعض مشاهد الفنانتين غادة عبدالرازق وجومانة مراد، لصالحك، وقد أكدت غادة ذلك في ما يتعلق بمشاهدها.. ما رَدّك؟
- غير صحيح ما تردّد، أن خالد يوسف حذف مشاهد لكل من جومانة مراد وغادة عبدالرازق في الفيلم لصالحي.. فما احتوى عليه الفيلم، هي أدوارهم من البداية. ثم إنه على الممثل أن يصور المشاهد المطلوبة منه، وبعد ذلك للمخرج الحق في حذف ما يرى فيه تطويلاً، أو ليس له تأثير في سياق الأحداث.

 وبخصوص جومانة مراد، فأنا متأكدة من أنها لم تَدَّعِ ذلك، فهي حضرت العرض الخاص بالفيلم وهنّأتني بالدور، كما جمعتنا إحدى الصحف معاً في ندوة حول الفيلم، وكنت قبل دقائق من حواري هذا مع «زهرة الخليج» أتحدث معها على الهاتف. 

لذا، أتوجه إليها من خلالكُم بالتحية، والتأكيد أنني معجبة بها كإنسانة وفنانة. أما عن ادّعاء غادة عبدالرازق حذف بعض مشاهدها من الفيلم، فتعليقي هو أن خالد يوسف لم يتقصَّدها وحدها، بل حذف من كل عناصر الفيلم المشاهد التي لا داعي لها. وهذا بالتأكيد لصالح الفيلم.

 وأنا عندي نسخة من السيناريو الأصلي الذي مثلته، ودوري لم يتغيّر عن ما كان مكتوباً على الورق، ولم يزد أي مشهد. وعلى فكرة الدور لم يكن مكتوباً لي، ولكن عندما عرضه خالد عليّ، قال لي هذا دور عمرك، وقد صَدَق. (تصمُت ثم تقول): وليتكم تسألون غادة لماذا اتَّهمت خالد يوسف بذلك؟ فأنا لا أصدق أن فنانة ممكن أن تقول هذا الكلام وتُشوّه فيلمها.


ألم تقومي بالاتصال بغادة وتسأليها عن سبب عدم حضورها العرض الخاص بفيلم «كف القمر؟».
- طبعاً اتّصلت بها، ودائماً نتكلم، وغادة لها أسبابها فـي عدم الحضور، وهي خير مَن يتكلم عن السبب.


ماذا تقولين للفنانات من بنات جيلك، ممّن يرفضن القيام بدور الأم، خاصة أن الأم التي قدمتِها في «كف القمر»، هي لعدد من الأبناء وفي مراحل عمرية متقدمة؟
- أقول لهنّ، ماذا يُخيفكن من تقديم دور الأم، خاصة أن الناس كلهم باتو يتابعون أخبارنا الخاصة من أولادنا، ويعرفون كم عمرنا الحقيقي؟ ثم إننا ممثلات وعلينا تقديم كل الألوان الفنية والمراحل العمرية، كما أنه من الأفضل لنا أن نقدم دور الأم في مرحلة عمرية صغيرة، أفضل من أن نقدمها في مرحلة أكبر، حيث إنه من السهل، من خلال الماكياج، أن نُضيف إلى أعمارنا العديد من السنوات، ولكن من الصعب أن نصغّر أعمارنا.


العمل الذي تجمتع فيه نجمتان يُثار حولهما الكثير من المشاكل في ما بينهما، فما بالك بفيلم «كف القمر»، الموجود فيه ثلاث نجمات، هُـنَّ أنت وغادة وجومانة. فما حقيقة ما تردد عن حدوث مشاكل وغيرة بينكنّ، أثناء التصوير؟
- هذا كلام غريب، ويُقال من باب الشائعات. وأنا وغادة عبدالرازق وجومانة مراد، كنّا فريق عمل متميّزاً، وكنا نحب بعضنا بعضاً جداً، وكنّا دائماً معاً، ولو واحدة فينا لا يكون عندها تصوير في يوم من الأيام، كانت تتصل وتطمئن على زميلاتها الأخريات أثناء التصوير. وأحب أن أنوّه، أنه كانت موجودة معنا فنانة شابة، وأتوقع لها مستقبلاً فنياً جميلاً تُدعى حورية فرغلي، لم نكن نغير منها، أو نعاملها كوجه جديد.

 بالعكس، كنا نحبها ونشجعها. وبصراحة، كل أفراد أسرة الفيلم كانوا متميّزين.. خالد صالح وياسر المصري وهيثم أحمد زكي وصبري فواز وحسن الرداد «كلهم هايلين».. 

وعلى فكرة، أنا لا أحب المشاكل ودائماً أمتص المواقف. وليتنا في الشارع المصري نتعامل مع بعضنا بعضاً، بحب وهدوء ونلتمس لبعضنا بعضاً الأعذار، عندها سنكون أفضل شعب، وحالنا ستتغيّر.


• هل اعتزلت أدوار الإغراء بعد «ثورة 25 يناير»، خشية انقلاب الثوار عليك؟

- لا.. لأنني الحمد لله، اتخذت هذا القرار منذ فترة كبيرة، ومن قبل الثورة. كما أنني طوال عمري أفلامي محترمة ولا يوجد فيها رقص، إضافـة إلى أنني لا أقدّم أفلاماً فيها تعرٍّ، ليس تخوّفاً من شيء أو من أحد ما، لكن هذا مبدئي في الحياة.


• كيف، وأدوارك السابقة كنت ترتدين فيها ملابس قصيرة وفيها رقص وقُبلات؟

- ليس كل أفلامي كانت كذلك، بل هما فيلمان فقط، الأول «الواد محروس بتاع الوزير» مع عادل إمام، والفيلم الثاني «ياتحب ياتقب»، وبعدهما لم أقدم أي إغراء، وكان قراري إلا أقدم هذه النوعية من المشاهد.


• إذن، هل قدّمتِ الدورين مجاملةً لعيون عادل إمام؟ أم تنازلاً حتى تكوني موجودة سينمائياً؟

- لم أتنازل في حياتي، وحتى لو قدمت دوراً فيه تعرٍّ أو رقص، فذلك ليس مجاملة لعادل إمام. ولكن، من الممكن أن وجود النجم عادل إمام، الذي أعتبرهُ هرَم مصر الرابع وقيمة فنية كبيرة، هو مَن جعلني أوافق على الفيلم. وهناك حسابات أخرى داخلية جعلتني أقدم الفيلمين. لذلك، لا أحب التكلم عنها.


• ما حقيقة أنك أقسمتِ بأنك نزلت ميدان التحرير في مصر، أيام «ثورة 25 يناير» مُتخفّية، ردّاً على َمن هاجموك لموقفك حينها، وطالبوك بعدم النزول إلى الميدان، ووضعوك في «القائمة السوداء؟».

- لا.. طبعاً أنا لم أقسم أنني نزلت ميدان التحرير أيام الثورة متخفية. ذلك لأنني بالفعل لم أنزل إلى الميدان. فهل أقسم خوفاً من الثوار ولا أخشى الخوف من الله؟ هذا لم يحدث.. فأنا لم أنزل ميدان التحرير وقت الثورة، لأنه عندي فوبيا من الزحام.


ما رأيك في تقديم شقيقتك الفنانة آيتن عامر، دور الراقصة في فيلم «شارع الهرم».. هل كنت راضية عن أدائها أم رفضتِ مشاركتها منذ البداية؟
- آيتن ممثلة «هايلة» وأحب أداءها، وهي متفوقة ماشاء الله، خلال سنوات المعهد الأربع، وكانت الأولى على دفعتها، ونجحت في فيلم «شارع الهرم»، ولم أرفض أداءها شخصية راقصة، لأنها فنانة وعليها تقديم كل الشخصيات.


• يُقال إنه بعد اعتذار وفاء عامر عن أدوار الراقص، وجد المنتجون، أنّ آيتن عامر تشبهها، فألبسوها ثوب إغراء وفاء الذي تخلت عنه؟
- أولاً، دور آيتن في «شارع الهرم» لم يكن موجوداً فيه أي ابتذال أو تعرٍّ، وكانت محتشمة وكان دورها محترماً، ثم إنّها لن تُكرره مرة ثانية، ولن تتوقف عند هذا الدور، على الرغم من نجاح الفيلم، ليس لأنها نادمة، ولكن لأنها ترفض تكرار نفسها. ولن تسمح للمنتجين بارتدائها عباءَة الراقصة، على الرغم من نجاحها في أداء الشخصية.


• ماذا عن مسلسل «كاريوكا»، الذي يتناول سيرة الراقصة تحية كاريوكا، أين وصلتِ في التصوير؟ وما حقيقة الحرب التي خضتها من أجل هذا الدور، حتى أخذتِه من الفنانة فيفي عبده؟ ومَن معك في العمل؟
- الحمد لله، قطعت شوطاً كبيراً في تصوير المسلسل، والدور مُرهق جداً وتعلمت من أجله الرقص، بما في ذلك رقصة الكاريوكي والسامبا والرومبة، ولم تكن هناك بيني وبين فيفي عبده حرب، ولا شيء من هذا الكلام الذي يتحدث عنه الإعلام، فأنا لم أخض أية حرب مع الفنانة فيفي عبده، فالدور جاء لي، وعُرض عليً وسعدت به.

 لهذا اجتهدت في معُايشة الشخصية، لأنها ثرية جداً فنياً، فهي فتاة تركت بلدها الإسماعلية وعمرها 11 عاماً، ولم يكن موجوداً في جيبها 5 قروش ثمن الترام، ومضت بها الحياة إلى أن وصلت إلى هذه المكانة الكبيرة فنياً.

 وما يؤكد أن علاقتي بفيفي عبده جيدة، هو أنها اتصلت بي وهنأتني على العمل. 

والمسلسل سوف يتناول الشقين الفني والإنساني لتحية كاريوكا، وسوف نركز على الجانب الإنساني أكثر، لأن هذا هو ما يهم الجميع، فحياة كاريوكا الفنية معروفة، كما سنلقي الضوء على الناحية السياسية لها، حيث إن تحية لعبت دوراً سياسياً مهماً في إحدى فترات حياتها.

 ويُشاركني بطولة «كاريوكا» عزت أبوعوف، الذي يجسد دور «سليمان نجيب»، وفادية عبدالغني، التي تجسد دور الراقصة «بديعة مصابني»، والفنان الشاب محمد رمضان، الذي يجسد دور «الرئيس الراحل السادات»، والفنان الشاب أحمد رفعت، الذي يجسد دور(رشدي أباظة)، إضافة إلى مجموعة كبيرة من الفنانين، والمسلسل من إخراج عمر الشيخ.


• مِن «الملكة نازلي» إلى «تحية كاريوكا».. ما حكاية السيرة الذاتية معك؟

- مشاركتي في أكثر من مسلسل سيرة ذاتية حتى الآن، جاءت بالصُّدفة وليس حرصاً مني على المشاركة في تلك الأعمال، وحققت نجاحاً كبيراً من خلال تلك المسلسلات، وأكبر دليل على ذلك، مسلسل «الملك فاروق». فعلى الرغم من عرضه في البداية على قناة فضائية واحدة، فقد ترك بصمة كبيرة لدى الجمهور، وأتمنى أن يحقق مسلسل «تحية كاريوكا» النجاح المتوقّع.


• وما أخبارك مع المسرح؟

- أتمنى تصوير مسرحية «نساء السعادة»، التي قدمناها سابقاً على مسرح «السلام» لمدة 102 يوم ليلة عرض، وهي من تأليف حسن الألفي، وإخراج حسن عبدالسلام. لكن للأسف، المسؤولون في المسرح، لم تكن لديهم الشجاعة لاستكمال العرض، حيث وجدوني شجاعة أكثر من اللازم في تقديم الدور، وكنت أقوم بدور زوجة الحاكم، التي كانت تتحكم في السلطة كما تشاء.


• وهل كنت ترمزين من خلال دورك، إلى زوجة الرئيس المصري السابق سوزان مبارك. لهذا، كان هناك تخوّف من منع عرض المسرحية؟

- كنت أقدم دور زوجة الحاكم المتسلطة، وليست لي رؤية سياسية، وإنما الأمر متروك للمشاهد، فليَرني المصريون سوزان مبارك أو غيرها، وليَرَني السوريون والليبيون والخليجيون وغيرهم، كلٌّ كما يُحب أن يرى.. المهم أنّ الشخصية ترمُز إلى واقِـع عالمنا العربي

 

 

المزيد:

طارق الشناوي: هند صبري... هل تقتنص جائزة "وهران"؟

هويدا لـ"أنا زهرة": انتظروني مع رشا في "بنات العيلة

شذى حسون تطلق ألبومها على قرع الطبول