لا تؤمن بأنّ هناك هوية لكل فنان بل إنّ صوته هو الذي يميّزه عن غيره. وتشير إلى أنّ اختيارها الأغنية الخليجية يعود إلى حبّها للإيقاع والكلمات اللذين يميزانها. "أنا زهرة" التقت الفنانة اللبنانية التي ستفي بوعدها لجمهورها وتطرح أغنية بلهجتها الأم.
• ما الذي ننتظره من ليلى اسكندر خلال العام الجديد؟
سأطرح إن شاء الله أغنية باللهجة اللبنانية من كلمات وألحان سليم عسّاف، على أن أصوّرها مع المخرجة ليال راجحة.
• حدّثينا عن أغنيتك الخليجية التي أصدرتها أخيراً بعنوان "الغبي"؟ وهل هي موّجهة إلى شخص معين؟
غالباً ما تتناول الأغنيات موضوع الخيانة والشوق والأنانية، وقد تمّ التطرق إلى مختلف المواضيع العاطفية بينما لم يتطرق أي فنان إلى موضوع الغباء، كان لديّ الجرأة بأن أتناول هذا الموضوع أو شخصية الغبي التي هي موجودة بيننا. وكلّنا يعلم أنّنا قد نصبح أغبياء حين نحبّ. هذه الأغنية موّجهة إلى كل رجل يركض وراء امرأة لا ترغب به، وهذا حتماً بمنتهى الغباء.
• أليس في ذلك انتقاص من شخصية الرجل؟
على العكس. أنا غنّيت الحب من طرف واحد في أول أغنية خليجية أصدرتها وقلت "يا رب تموّتني حب وأنام واصحى على حبّك". النساء والرجال أحبّوا الأغنية، سيما أن الرجل يسعده أن تستفزّه المرأة. الأغنية لا تقلل من قيمة الرجل بل تتناول حالة واقعية أردنا التطرق إليها، والحمد لله الأغنية تحصد نجاحاً لافتاً.
• ما سبب تركيزك على اللهجة الخليجية في مسيرتك الفنّية؟ وهل سنشاهد تنويعاً فنّياً في أعمالك المقبلة؟
لا أؤمن بالمبدأ القائل بأنّ لكل فنان هوية فنّية تعرّف عنه. هوية الفنان هي صوته الذي يميّزه عن غيره. تركيزي على اللهجة الخليجية يعود ببساطة إلى حبّي لها لما تحمل من إيقاع وكلمات وألحان تميّزها عن غيرها. لكن هذا لا يعني أنّني لن أؤدي اللهجات الأخرى. أنا على إستعداد لاختيار كل أغنية تشدّني وتشبهني بصرف النظر عن لهجتها.
• شكّل تعاونك مع سفير الألحان فايز السعيد محطة بارزة في مسيرتك الفنّية. إلا أنك لم تأخذي حقك بعد خليجياً في حين أنّ الفنانة يارا استطاعت بأغنية واحدة أن تترك وقعاً مهماً في الخليج. ما تعليقك؟
عدد الأشخاص والمعجبين الذين يدخلون المواقع الإلكترونية بهدف الإستماع إلى أغنياتي هائل بحسب البيانات التي تصلني من دول الخليج. كما أنّ ردود الفعل التي تصلني شخصياً أو إلى مكتبي الخاص من الخليج خير دليل على نجاحي خليجياً، فضلاً عن أنّ الجولة الإعلامية التي قررنا القيام بها في الإمارات هي بحدّ ذاتها إثبات على أنّني تركت وقعاً وأثراً كبيراً في الجمهور الخليجي. لست من النوع الذي يراهن على أغنية واحدة، بل أراهن على صورتي واستمراريتي الفنّية.
• تردد أنّك كنت على استعداد لاعتزال الفنّ في حال لم تحصد الأغنية النجاح المطلوب؟
(ضاحكة) لا شك في أنّ هذا الأمر ذكرته خلال جلسة خاصة مع الأصدقاء، وفي سبيل المزاح طبعاً. ولو صحّ ما قلته، فكن على ثقة بأنّني لن أعتزل الفنّ لأن الأغنية تحصد نجاحاً كبيراً، وردود الفعل حولها فاقت التوقعات، واعتزالي للفن لا يمكن أن يرتبط بفشل أغنية أصدرتها، فالفنان يجب أن يكون لديه الطموح الكافي للاستمرار.
• اعتبر البعض أنّك تحاولين تقليد النجمة بيونسيه في كليب الأغنية؟
هذا التشبيه يسعدني، خصوصاً أنني أشبّه بنجمة عالمية، ولكنني لا أقلّد أحداً ولم أسعَ يوماً إلى تقليد أحد، فـ "ليلى تبقى ليلى".
• من كان وراء فكرة الكليب الذي ظهرت فيه بلوك جريء ولافت؟
الكليب فكرة ليال، وهو بسيط وبعيد عن التعقيد، واستطاع أن يعكس موضوع الأغنية. في الكليب، أنا امرأة قوية على استعداد للقيام بأي شيء دفاعاً عن حرّيتها.
• إلى أي حدّ تشبهك هذه المرأة بشخصيتها؟
كثيراً، سيما أنّ شخصية الفنان هي "مجموعة شخصيات"، والمرأة القويّة هي واحدة من الصفات التي تتسم بها شخصيتي.
• ما سرّ تعاونك المتكرر مع ليال راجحة؟
أولاً لأنها مخرجة محترفة، ثانياً لأنها قادرة على استيعابي أكثر من أي مخرج آخر بحكم معرفتها بي منذ طفولتي. وبالتالي هي تشهد على مراحل عدة من حياتي، فهي بالنسبة إليّ الأكثر قدرة على إيصال صورة ليلى بالطريقة الصحيحة، خصوصاً أنّها أنثى مثلي. والدليل أنّ كل الناس أحبّوا الكليب، وأحبّوا ليال فيه، والدويتو الذي يجمعنا أثمر دوماً أعمالاً ناجحة.
• بالمناسبة من يتولى إنتاج أعمالك حالياً؟
شركة "ميوزيك إز ماي لايف" تتولى إنتاج أعمالي وإدارتها.
• علمنا أنّك في صدد التحضير لأغنية عراقية.
هذا صحيح لكنّني صراحة أفضل عدم التطرق إلى هذا الموضوع في الوقت الراهن لأنه كبير جداً، والعرض الذي تلّقيته أكبر من أن أتكلّم عنه الآن. الجمهور العراقي ذواقة ومتطلب، ويصعب إرضاؤه فنّياً على غرار الجمهور التونسي والكويتي. كل ما في الأمر أنّني تحمسّت لإصدار أغنية عراقية بعدما تلقيت اتصالاً من فنان عراقي أفضّل عدم ذكر اسمه. كما أنّ ردود الفعل الإيجابية التي وصلتني من إذاعة المربد العراقية على أعمالي حضّتني أكثر على خطوة مماثلة. ولا شك في أنّ اللون العراقي هو من أصعب المقامات الغنائية. وبالتالي، سيعدّ هذا الأمر تحدياً كبيراً بالنسبة إليّ.
• كفنانة ما هو تقييمك للوضع الفنّي في مصر اليوم في ظلّ الأزمة التي يشهدها البلد؟
أنا حزينة جداً على الوضع الذي آلت إليه مصر التي لطالما كانت عاصمة الفنّ في العالم العربي. وللأسف استحالت كالطير الذي تمّ قطع جناحيه لكن "مصر بعمرا ما بتوقع وبترجع دايماً بتوقف عإجريا".
• بعد تجربة زواج لم تستمر، إلى أي حدّ باتت ليلى تعيد النظر أكثر في قراراتها؟
كّلما تقدّم الانسان في العمر، كلما زاد تعلّمه من تجاربه السابقة وتجارب الغير، ويزداد نضوجاً. تعلّمت أن أستخدم عقلي وليس فقط عاطفتي، وأنّ التوازن بين العقل والعاطفة أساس نجاح كل ما يتعلق بحياة الإنسان اليومية، وليس فقط الحياة الزوجية، سيما في التعاطي مع الغير ومع ذاتك أي انطلاقاً من نقدك لذاتك.
• هل يمكن أن نقول أنّه أصبح لديك نضوج فنّي؟
لست ناضجة فنّياً ولن اكون لأن النضوج الفنّي غير موجود! أجمل ما في الفنّ هو الجنون، والنشوة بالنسبة إليّ هي الفنّ، ونشوتي في الحياة هي الفنّ والمسرح والغناء، وهذا أمر يفرحني كثيراً. أما النضوج الفنّي الحقيقي فيكون فقط من الناحية الإدارية أي في طريقة إدارتك للأمور ولأعمالك.
• كلمة أخيرة للموقع؟
أشكركم كثيراً على جهودكم وتواصلكم الدائم معي. وصلتم إلى مرحلة أصبحتم فيها السبّاقين وبالتالي أتمنى لكم دوام التوفيق والنجاح.
للمزيد:
سارة الهاني: نضال الأحمدية لم تكن جدية... والآتي أعظم مع MTV!