لا أحد يبقى كما هو بعد  الإنفصال أو الترمل، والأفضل عدم العودة بالذاكرة إلى الوراء سواء لسرد القصَص أو حتى لإسترجاع اللحظات الجميلة. فالإحتفاظ بأي ذكرى مهما كانت صغيرة لن يسبب سوى الشعور بالتعاسة. لذا لا بدّ من نسيان بعض الأشياء كالصور والهدايا ووضعها في سلة الذكريات البعيدة لينعم الفرد بالهدوء والراحة.

الصحة الزوجية الجسدية
لكن التعافي من علاقة فشلت أو ولّت إمّا بالطلاق أو بوفاة الشريك، لا يقف عند حدود الشفاء النفسي. للجسد حق قد يغفل عنه الفرد، ولن تظهر الآثار السلبية عليه إلا بعد فترة معينة وتظل قائمة حتى لو إرتبط بعلاقة زوجية جديدة. هذه خلاصة توصّل إليها باحثون من جامعتَي شيكاغو وأوهايو الأميركيتين، وبيّنت أنّ الأرمل الذي يُبتلى بوفاة شريك الحياة ترتفع لديه إحتمالات الإصابة بالأمراض المزمنة، لا سيما تلك المتعلقة بالقلب.
ولم يجزم الباحثون ما إذا كان إنتهاء الزواج (الإنفصال) سيؤدي بشكل تلقائي إلى تدهور المستوى الصحي للفرد، وما إذا كان التوتر النفسي ذا تأثير مباشر أو غير مباشر على مقدار ضغط الدم أو نبض القلب أو مناعة الجسم ومستوى نسبة الإلتهابات في أعضائه.
إلا أنّ دراسة سابقة للدكتور مارك هيورارد من جامعة تكساس، لاحظت أنّه إذا تعرّضت المرأة المتوسطة العمر للطلاق، فإنها عرضة أكثر للإصابة بأمراض شرايين القلب حتى لو تزوجت من جديد. وأرجع هيورارد ذلك إلى أنّ الضغط النفسي يثير عمليات حيوية مرضيّة في الجسم، ما ينهك صحة شرايين القلب. ويستمر ذلك التأثير العضوي حتى بعد زوال التوتر النفسي الظاهري.
واللافت في ما طرحته الدراسة الأولى هو التأكيد على أنّ إستمرار العشرة الزوجية رغم بعض السلبيات، عامل يرفع من المستوى الصحي للزوجين!

الجسد والأنا معاً
خلاصة الدراسة تدعو الأشخاص إلى المزيد من الإهتمام بصحتهم بعد الإنفصال أو الترمل، سيما أنّ الجوانب الصحية هي أول ما يتضرّر بفقدان الشريك الذي تُفقَد معه نسبة كبيرة من الرعاية والإهتمام.