أظهرت نتائج دراسة عالمية حول الحساسية في الشرق الأوسط شملت أكثر من 500 من البالغين وأهالي الأطفال الذين يعانون من حساسية الأنف، أو التهاب الأنف التحسسي (المعروف أيضاً باسم حمى القش)، أن أعراض  المرض حادة بما يكفي لإضعاف الأداء في العمل والتقليل من نوعية الحياة.

وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها لتقييم مدى تأثير حساسية الأنف على المزاج العام، والنوم، وإنتاجية العمل، والقدرة على أداء المهام اليومية للمصابين في الشرق الأوسط. وعرضت النتائج اليوم خلال فعاليات "الملتقى الخليجي السادس لأمراض الأنف والأذن والحنجرة ومؤتمر الإمارات الثاني لأمراض الأنف والأذن والحنجرة" الذي يقام في دبي خلال الفترة الممتدة من  18 إلى 20 كانون الثاني (يناير) 2012.

وقال الدكتور حسين عبد الرحمن، المدير الطبي واستشاري ورئيس قسم الأنف والأذن الحنجرة في مستشفى دبي "إن انتشار حساسية الأنف في تزايد مستمر في معظم أنحاء العالم وخصوصاً في الشرق الأوسط نتيجة للتلوث البيئي. وأظهرت دراسة الحساسية في الشرق الأوسط للمرة الأولى مدى الانتشار الواسع لمرض حساسية الأنف في الشرق الأوسط. كما سلطت الضوء على تأثير أعراض حساسية الأنف على إنتاجية العمل ونوعية الحياة."

 ويعاني حوالي 400 مليون شخص من حساسية الأنف في جميع أنحاء العالم. ويقدر أن تشهد نسبة انتشار المرض ارتفاعاً يزيد عن 10 في المئة في الشرق الأوسط وهي في ارتفاع مستمر، مع تبني البلدان النامية لأنماط الحياة الغربية. وكشفت دراسة حساسية الأنف في الشرق الأوسط أن المرض يقلل من نوعية الحياة. إذ يمنع المشاركة في الأنشطة الخارجية، ويؤثر سلباً في إنتاجية العمل بمعدل 27 في المئة، كما يؤثر في الأداء الأكاديمي، ويسبب عموماً شعوراً بالتعب  والاكتئاب أو الحزن لدى كل من يعاني من الحساسية ومن جميع الأعمار نتيجة الأعراض الشديدة.

 ومن الواضح أن معظم المرضى يبحثون عن الراحة من خلال تناول الدواء. لكن ما يقرب من نصف البالغين والأطفال الذين شملتهم الدراسة قالوا إنّ الرذاذ الأنفي لم يفدهم في تسكين الأعراض على مدار اليوم، ولم يكن فعالاً بما فيه الكفاية لمعالجة جميع الأعراض، مع تراجع فعالية الدواء مع مرور الوقت.

 وأضاف الدكتور عبد الرحمن: "تعد دراسة الحساسية في الشرق الأوسط فريدة من نوعها، وتوضح أن المطلوب هو تحسين السيطرة على أعراض المرض إذا أردنا أن نحسن نوعية حياة والأداء المهني للأشخاص الذين يعانون من حساسية الأنف في الشرق الأوسط. كما هناك حاجة إلى تعزيز التواصل بين الطبيب والمريض لتحديد استراتيجيات معالجة آمنة وفعالة تمكن الفرد من السيطرة على الأعراض بشكل أفضل من أجل استئناف حياة أكثر إنتاجية".

 كما أظهرت الدراسة أنّ أعراض حساسية الأنف قد تكون مزعجة ومتكررة بما يكفي للتأثير على النشاطات اليومية ونوعية الحياة. وقال معظم مرضى حساسية الأنف إنّ آلامهم خلال نوبة الحساسية لا يمكن تجاهلها. وأشار نحو نصف الذين شملتهم الدراسة (49?) من المرضى أنّه لا يمكن تحمل الألم من دون تناول الدواء.

المزيد:

الإمارات بحاجة الى أسلوب أفضل لمعالجة حساسية الأنف

معرفة نوع حساسية الأطفال ضروري للعلاج

د. زيتون:25 الى 38% من سكّان الخليج مصابون بالحساسية