الكلمات الأولى للأطفال تشعل الفرحة في قلوب الأهالي، خصوصاً تلك الكلمات المعكوسة. إذ يبدأ الأهالي بتكرارها لهم. لكنّ هذه العملية قد تؤثر سلباً في الأطفال وتجعلهم يواصلون نطق الكلمات بشكل خاطىء. مما يسبب اضطرابات نطق لديهم. وللتحدث عن هذه الإضطرابات، التقت "أنا زهرة" أخصائية تقويم النطق والعلاج اللغوي لين الشعار في عيادتها في بيروت:
ما هو علم اضطرابات النطق؟
علم إضطرابات النطق يهدف إلى معالجة ا?ضطرابات المتعلقة بالتواصل واللغة والكلام. نذكر منها: التأخر في الكلام، التلعثم أو التعثر في الكلام، اضطرابات في القراءة والكتابة وصعوبة في البلع. ويخص هذا العلاج الأطفال، والمراهقين والمسنّين.
كيف يتم اكتساب الطفل للغة والنطق؟
يتم إكتساب الطفل للغة والنطق منذ السنوات الأولى عندما يبدأ بالتواصل مع أهله والمجتمع. إن الطفل يبدأ بفهم ما يحيط به أولاً ثم يتبعه بالتعبير. ويبدأ باكتساب اللغة من خلال تحفيز الأهل الذين يقومون بمتابعة الطفل في المنزل وخارجه.
كيف يتم تشخيص اضطرابات النطق عند الأطفال؟
يتم تشخيص إضطرابات النطق عند الأطفال عندما يلاحظ الأهل تأخراً في النطق والكلام عند الطفل في السنوات الأولى من عمره. ولتحديد حالة التأخر، من الضروري معرفة أنّ الأطفال يقومون عادة بلفظ الكلمات الأولى في عمر السنة، والجمل الأولى في عمر السنتين. تجدر ا?شارة إلى أنّه بعد مرور ستة أشهر، يجب البحث عن أسباب هذا التأخر: هل هي حسية (سمعية أو بصرية) أو أسباب ناتجة عن تأخر في النمو الحركي أو أسباب طبية... وفي عدم توافر هذه الأسباب، من الضروري تدخل أخصائي في العلاج اللغوي أو أخصائي في النطق واللغة الذي يقوم بتشخيص ا?ضطراب وتحديده ويتبعه تشخيص من قبل أخصائي نفسي، ونفسي حركي، والمعلمة المختصة إن وجب ذلك.
ما هي أسباب اضطرابات النطق عند الأطفال؟
الأسباب عديدة ومتنوعة وتختلف حسب الحالة نذكر منها:
- عدم تواصل الأهل مع الطفل خلال السنوات الأولى
- نطق الكلمات بشكل خاطىء من قبل الأهل
- أسباب حسية سمعية أو بصرية
- أسباب طبية
- أسباب عضوية أو ناتجة عن تأخر في النمو العقلي
هل يتم استخدام الألعاب خلال جلسات معالجة تقويم النطق؟
يتم إستخدام ألعاب وأنشطة ترفيهية خلال جلسات معالجة تقويم النطق وهي تهدف إلى التعبير بشكل تلقائي وغير مباشر خارج هذه الجلسات. هذه الألعاب عبارة عن صور وألعاب تربوية لتطوير التواصل مع الآخرين. كما تساعد في تنمية قدرات أخرى مثل الانتباه والذاكرة والتركيز.
ما هي أهمية تلك الجلسات؟
أهمية تلك الجلسات تتمحور حول مساعدة الطفل على التواصل بطريقة ترفيهية ومحببة لديه. ومن المهم أن تكون هذه الجلسات منتظمة للتوصّل إلى نتيجة جيدة في وقت أسرع.
كيف يمكن للأم أن تساعد أخصائية النطق في علاج مشكلة طفلها؟
تلعب الأم دوراً فعالاً في علاج مشكلة طفلها. فهي تشكّل التتمة لعمل أخصائي العلاج اللغوي. ومن خلال تكرار الأنشطة وتطبيقها للنصائح والارشادات، يمكنها التوصل إلى مساعدة مشكلة طفلها.
ما هو العمر المناسب الذي يتم فيه البدء بمعالجة النطق عند الأطفال؟
لا يكون دور أخصائي العلاج اللغوي ضرورياً قبل عمر السنتين في معظم الأحيان. لكن في حال لاحظ الأهل تأخراً عند الطفل قبل ذلك، يمكن طلب المساعدة من أخصائي في العلاج اللغوي لتقديم النصائح والارشادات للاهل لتطبيقها مع الطفل. أما في حالات ناتجة عن تأخر في النمو العقلي، فمن الضروري إستشارة أخصائي لتقييم قدرات الطفل والبدء بمعالجة هذا التأخر.
هل الطفل الذي يتلعثم في الكلام يحتاج أيضاً إلى المعالجة؟
يعتبر التلعثم نوعاً من إضطرابات التواصل في السنة الرابعة أو الخامسة من عمر الطفل. إن أسباب التلعثم عديدة، ويمكن أن تتحول إلى حالة صعبة للطفل إن لم تتم معالجته. أما في عمر السنتين أو الثلاثة، فيشكل التلعثم حالة طبيعية. ومن المهم جداً مراقبة ذلك التطور من دون إعطاء بعض الملاحظات التي تؤثر سلباً على الطفل وهي:
• لماذا تتلعثم؟
• لا تتكلم بهذه الطريقة!
• إبحث عن الكلمة قبل أن تتكلم
• خذ نفساً عميقاً قبل أن تتكلم
نصيحة أخيرة منك للأمهات في الوطن العربي؟
أنصح الأمهات بمتابعة أطفالهن والتكلم بلغة سليمة واستخدام جمل صحيحة من حيث اللفظ والتركيب اللغوي، وإستشارة أخصائي في العلاج اللغوي عند ملاحظة أي تأخر عند الطفل لأنّ التدخل المبكر يعطي نتيجة أفضل وأسرع.
المزيد:
ادفعي طفلك لممارسة الرياضة
الاكتئاب ليس لعنةً
د.شماع: وداعاً للدوالي مع الليزر!