بينما أعلن العديد من الفنانين العرب تعليق أو إلغاء مشاريعهم الفنية تضامناً مع القتلى الذي يسقطون في حمص، غاب الفنانون السوريون عن المشهد. إذ فضّل كثيرون الابتعاد عن الأضواء، وعدم الإدلاء بأي تصريح قد يدخلهم في دوامة المهاترات السياسية.
هكذا، اختفى الفنانون عن الساحة، وبقي الجمهور وحده المؤلف والممثل والمخرج، يشاهد ويرى مسلسلات درامية ساخنة لا تتوقف على الشاشة. نقلت المحطات العربية والعالمية هذه الدراما التي أصبحت منافساً حقيقياً لدراما الفنانين التي بدأت تفقد جماهيريتها بسبب مواقفهم مما يحدث في بلدهم، وصمتهم إزاء مشاهد القتل اليومي.
أكثر من ذلك، هناك فنانون لا يزالون يصوّرون مسلسلاتهم، كأنّ شيئاً لم يكن، تحضيراً لعرضها في رمضان المقبل.
ومع الأخبار الدامية الآتية من حمص، تساءل كثيرون عبر المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي عن شهامة «أبو عصام»، وشجاعة «أبو شهاب» في «باب الحارة»، و«جرأة» دريد لحام في مسرحياته التي لطالما عبّرت عن قضايا الشعب ومطالبه. بينما أثنى العديد من النشطاء على الفنانين الذين وصفوهم بالنجوم الحقيقيين بعد وقوفهم إلى جانب الشعب، كالفنانة مي سكاف التي ظهرت مؤخراً على «الجزيرة» وجددت معارضتها للنظام، وكندة علوش، وفارس الحلو، وجلال الطويل، وسوسن أرشيد، ويارا صبري، ومكسيم خليل الذي أعلن مؤخراً موقفه وتعاطفه مع أهل بلده.
كذلك، فإنّ الهجوم الجديد على الفنانين السوريين ومسلسلاتهم سيؤثر سلباً في تسويق أعمالهم هذا العام، سيما أنه تزامن مع استعداد المنتجين لتصوير مسلسلات 2012 وتسويقها في المحطات العربية. مما يطرح علامات استفهام عديدة حول مستقبل الدراما، سيما أنّ كلاماً ينتشر عن مقاطعة القنوات الخليجية للمسلسلات السورية التي يشارك فيها فنانون أعلنوا مواقف مناهضة للشعب، كسلاف فواخرجي، وعباس النوري، ودريد لحام، وسوزان نجم الدين، وباسم ياخور...
المزيد