رغم تأثر الدراما السورية بالأحداث التي يشهدها البلد، وندرة الأعمال الدرامية المنتجة هذا العام، إلا أنّ ذلك لم يمنع نقابة الفنانين من إصدار قرارٍ حدّدت بموجبه الضرائب التي يجب تسديدها من قبل الفنانين غير المنتسبين إليها لقاء أعمالهم في الدراما السورية. هذا الأمر أدّى إلى تبادل اتهامات بلغت حد الشتائم بين الفنانين ونقابتهم.
ومن المعروف أنّ هناك العديد من الفنانين والمخرجين السوريين من نجوم الصف الأول ممن ليسوا أعضاءً في النقابة، ومنهم كاريس بشار، وجيني أسبر، والمخرجون رشا شربتجي، ونجدت أنزور، والمثنى صبح، وسيف الدين سبيعي، والليث حجو. ما يتوجب عليهم تسديد رسوم إذن عمل تراوح حسب القرار الجديد بين 25 و300 ألف ليرة سورية.
وفي هذا الصدد، فجّر المخرج أحمد ابراهيم أحمد مفاجأةً من العيار الثقيل، عندما شنّ هجوماً شديد اللهجة على نقابة الفنانين أثناء لقائه بقناة "الدنيا" السورية أمس، معتبراً أن هذا القرار يأتي في إطار عملية "نصب" تقوم بها النقابة على المبدعين السوريين في المجال الدرامي.
وأضاف أنّه في الوقت الذي تقوم فيه وزارة المالية بإعفاء الناس من الضرائب والرسوم، تقرر نقابة الفنانين رفع مبالغ الضرائب ثلاثة أضعاف وفرض رسوم غير منطقية. وتساءل عن هؤلاء الذين فرضوا هذه الضريبة.
وأشار إلى أنّ الممثلة جيانا عيد مديرة مكتب الدراما في النقابة، لم تقدم عملاً واحداً خلال عشر سنوات. كذلك الأمر بالنسبة إلى وليد عاقل غير المعروف في الوسط الفني ولا يحمل شهادة أكاديمية. وتساءل أيضاً: "كيف لهما أن يقيّما أعمالاً لمخرجين معروفين على مساحة العالم العربي كالليث حجو، والمثنى صبح، ونجدت أنزور، ورشا شربتجي، وسيف الدين سبيعي؟".
المخرج هشام شربتجي رفض القرار واعتبر أنّه صدر في وقتٍ خاطئ، واصفاً إياه بأنّه يضع العصي في دواليب الدراما السورية، مضيفاً أنّه من الواجب سحبه في أسرع وقت.
كذلك، فإن المخرج فراس دهني المدير العام لمؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني أصدر بياناً رفض فيه قرار النقابة، وأبدى استغرابه الشديد، مؤكداً بأنّ الوقت غير مناسب لهذه القرارات المتسرّعة التي تعود بالدراما السورية إلى الوراء بدلاً من دفعها إلى الأمام، وتشجيع المنتجين على مواصلة عملهم رغم الظروف الصعبة التي تشهدها سوريا.
في المقابل، ردّت مديرة مكتب الدراما في نقابة الفنانين جيانا عيد بالقول إنّ لا تراجع عن القرار، مشيرةً إلى أنّ هناك 90% من الأمور يجب تصحيحها في الوسط الفني.
وأضافت أيضاً خلال ظهورها على قناة "الدنيا" أنّ عدد أعضاء النقابة حوالي 850، من بينهم 100 يعملون فقط، والباقي عاطلٌ عن العمل. واتهمت الفنانين السوريين بالعمل "على كيفهم".
وأشارت إلى أنّ العديد من الفنانين النقابيين يعيشون حالة بطالة حقيقية، وأنّ الوسط الفني في سوريا منقسم إلى طبقتين: الأولى تضمّ نجوم الصف الأول الذين تصل أجورهم عن العمل الواحد إلى 15 مليون ليرة سورية (ما يعادل 250 ألف دولار)، بينما الطبقة الثانية فقيرة جداً.
وعاتبت جيانا المخرج فراس دهني، داعيةً إياه إلى توحيد الجهود كونه مديراً لمؤسسة تعنى بالانتاج الدرامي. كما وصفت كل من يتحدث عن قرار النقابة بأنه غير مسؤول.
إذاً عاد الخلاف بين الفنانين ونقابتهم حول الضرائب والرسوم، ما يعيدنا إلى تصريحات بسام كوسا قبل عامين، عندما وصف النقابة بأنها "مركز جباية" فقط، وليست سوى مؤسسة فاشلة لا تقدّم أي شيء للفنان السوري.
يشار إلى أنّ المبالغ المستحقة على العاملين في الدراما السورية من غير المنتسبين إلى نقابة الفنانين تراوح بين 6 آلاف دولار و500 دولار.
المزيد:
نجدت أنزور وكاريس بشار مطالبان بدفع 6000 دولار!
فراس دهني يدافع عن الفنانين غير النقابيين!