خلود عتيق أول "شيف" إماراتية محترفة، تقدم أطباقها بكثير من الحب لفن الطبخ، وتفتح قلبها في حوار جميل لقارئات أنا زهرة.
تداولت وسائل الإعلام اسم الشيف خلود عتيق بكثرة مؤخراً، كيف تعرف خلود عتيق نفسها لأنا زهرة؟
إمرأة اماراتية بسيطة، أم بالدرجة الأولى، أحب بيتي وأعشق المطبخ.. لدي طموح حمل أطباق المطعم الاماراتي للعالمية.
المطبخ مملكة المرأة، ماذا يعني المطبخ بالنسبة لخلود؟
على عكس كثيرات، المطبخ بالنسبة لي هو المكان الذي أنسى فيه الدنيا، ومن الممكن جداً أن أقضي يوماً كاملاً فيه، أجرب وأبتكر وأخلط النكهات لأبدع أو أزين أطباقاً جديدة.
كيف أحببتي الطبخ وتعلمتيه؟
تعلمت الطبخ في مدرسة أمي حفظها الله، كنت الإبنة الوحيدة المدللة بين الشباب، وكان يوم الجمعة هو اليوم الوحيد الذي يتناول فيه كل أفراد أسرتي الوجبات الثلاث معاً، لذا تفرده أمي بطهي وجبات تراثية، وكنت أجلس بجوارها مع ألعابي، لأقلدها وهي تخبز فأحاول خبز قطعة عجين أفردها في لعبة الطبخ الخاصة بي، وأنتظرها لتنضج، وحينما أضجر كانت تطلب مني أمي أن أصبر قليلاً وأن أذهب لإحضار أي غرض لها، وفي أثناء غيابي تستبدل أمي العجينة بقطعة خبز صغيرة ناضجة، وحين أعود توهمني أن عجينتي نضجت فأفرح جداً.
وما أول طبق صنعتيه ؟
أول أطباقي كان "البلاليط"، وحاولت صناعته لأن أمي رفضت طهيه لي بعد أن وعدت أخي بخبز "الجباب"، ولأني لم أكن أعرف القواعد لطبخه فقد تركته يغلي لعشرين دقيقة تقريباً، الأمر الذي تسبب بهرسه وتسبب في ذات الوقت لأن أصمم على تعلم الطبخ.
ما سر التحول من المطبخ الأسري لمطبخ الاحتراف؟
ربما يكون حب الطبخ في حد ذاته هو السبب، كنت أتمنى أن أقدم الأطباق الاماراتية كأطباق عالمية، ودائماً كنت أستغرب من انتشار الأطباق الهندية والصينية والمكسيكية بين الشعوب في مقابل الجهل بالأطباق الإماراتية، وهذا الأمر الذي جعلني أشعر بمسؤولية تجاه فن الطبخ الذي أحبه، وهويتي التي تمثلها الأطباق الإماراتية.
هل توجهتي للدراسة وصقل مهاراتك بالعلم؟
بالطبع، إنضممت إلى مجموعة جميرا التي تدير أفخم الفنادق والمنتجعات في العالم، ومن ضمن فريق الطهاة الذين انخرطوا في دورات الإعداد لمهنة "شيف" كنت المرأة والإماراتية الوحيدة وسط فريق الرجال الذين ينتمون لعدد من الجنسيات العالمية، وأعتقد أني كنت خير من يمثل المطبخ الإماراتي الذي لم أكن أتأخر في تقديم وصفاته لهم.
كأول شيف إماراتي يشارك في فعاليات مهرجان الطهي بأبوظبي، كيف كان شعورك؟
شعور الفخر الممتزج بالخوف، فأن أقف على منصة "أبوظبي جورميه" مع كبار الطهاة هو تكليف لي بقدر ما هو تشريف لشخصي، هؤلاء الطهاة يعتبرون من عباقرة المطبخ في العالم، وأغلبهم حاصلون على تصنيف يفوق الثلاثة نجوم في عالم الطهي، ومع ذلك تشجعت على تعليمهم الأطباق الإماراتية مثل " المالح" و"البلاليط".
هل شاركتي في مسابقات أو فعاليات عالمية أخرى للطهي؟
أعتبر كل مشاركاتي عالمية، فقد كان ظهوري الأول عام 2010 في اكسبو شنغهاي، من ضمن فئة أوائل الإماراتيين، كأول "شيف" إماراتي، ثم شاركت في سباق فولفو للمحيطات الذي كانت أبوظبي إحدى محطات التوقف فيه واليوم أشارك في أبوظبي جورميه ( مهرجان أبوظبي للطبخ) الذي يعتبر من الفعاليات العالمية أيضاً.
كفتاة من مجتمع ينظر لمهنة (شيف) بأنها من المهن الغير ضرورية كيف استطعتي الإتجاه لهذا المجال؟
في الحقيقة لقد صادفتني بعض المتاعب في البداية، لكنها لم تكن من أسرتي المنفتحة، ولا من إخوتي الذين دعموني، بل من بعض الأقارب الذين قالوا لي " بشكارة" وهي المفردة الإماراتية التي نستخدمها للخدم.
بشكل عام لم يعتد الاماراتيون مهنة "شيف" لأنها من المهن المرتبطة بالخدمة المنزلية، بالرغم أنها مهنة فنان أكثر من كونها مهنة عادية، ومع الوقت والشهرة والنجاح تغيرت نظرة هؤلاء الأقارب وصاروا يفتخرون بقرابتهم لي، وقاموا يدعمون نجاحي ولله الحمد.
ما كان موقف أسرتك من توجهك لإحتراف الطهي ؟
والدي رحمه الله كان من المشجعين الأوائل لي، وإخوتي الشباب تباينت آراؤهم لكنهم دعموني بشكل عام، بينما أفردت لي أمي الكثير من الوقت لأنجز كتابي "سراريد" الذي قدمت فيه 80 وصفة إماراتية شعبية مرتبطة بالحكايات والقصص التراثية التي نسميها " الخراريف" .
هل تطبخين لأسرتك؟ أم أن العمل في الطبخ تخصص خارج المنزل فقط؟
بالطبع، وأحب جمع الصغار حولي وإلباسهم المراييل وتعليمهم الطبخ، وأتفنن في أيام إجازتي بالطبخ لأسرتي.
خلود عتيق بعيدا عن المطبخ.. ما هي هوايتك الأخرى؟
لا تبتعد هواياتي عن الطبخ، فأنا فضولية فيما يخص مجالي وأحب التجريب والتجول للبحث عن مكونات جديدة أصنع منها أطباقاً، ومع أن لي هوايات بسيطة أخرى كالسفر والتصوير إلا أن الطبخ هوايتي الأولى بلا منازع.
هل تشجعين الفتيات على احتراف الطهي أم أنها من المهن المتعبة؟
أنا أشجع الفتيات على تعلم الطبخ، وأشجع الأمهات على زراعة حب المطبخ في نفوس البنات، ليس من الضروري أن تكوني طاهية محترفة، لكن من المهم أن تعرفي كيف تطهين طعامك بنفسك، انا من المشجعات لعودة مادة التربية الأسرية قسم الطبخ لكن يجب أن يعود بإشراف طهاة محترفين وأن لا يترك أمر مادة التربية الأسرية كمادة مكملة بل يجب أن تكون أساسية في مناهج البنات وأن تكون إعداداً جيداً لهم كي يعرفن تفاصيل الطبخ وأساسياته.