لم تستطع إدارة التسويق في قناة «أم. بي. سي» أن «تضبط الأمن» خلال المؤتمر الصحافي الذي أقامته الأربعاء للترويج لمسلسلها الجديد «روبي» المقتبس عن مسلسل مكسيكي شهير بالعنوان نفسه. وقد عُرِّب وحُوِّل إلى مسلسل يتضمن ممثلين من جنسيات عربية عدة في خطوة تهدف منها المحطة إلى وضع حد للدراما التركية التي كانت السباقة إلى تسويقها عربياً.
ويبدو أنّ mbc صبّت كل طاقتها لتسويق العمل الذي تمتد حلقاته إلى أكثر من 90 وينطلق عرضه بعد غد السبت. وقامت بدعوة أكثر من عشرين صحافياً من خارج لبنان لحضور المؤتمر فيما تم دعوة عدد محدود من الصحافة اللبنانية. بل إنّ بعضهم تلقّى الدعوة قبل ساعات قليلة من موعد المؤتمر.
كان يمكن للمؤتمر الترويجي أن يكون أكثر دقة ونجاحاً لو لم تبالغ إدارة التسويق في دعوة هذا العدد من صنّاع العمل للحديث عنه. بدأ المنتج أديب خير «متفسلسفاً» في كلمته التي استمرت أكثر من عشرين دقيقة، ولم يتوقف عن مدح كلوديا مارشليان التي كتبت العمل، إلى درجة أنّ الكاتبة اللبنانية التي يعتبر مستوى أعمالها ضمن المتوسط، تحولت الى نجيب محفوظ الدراما اللبنانية! وخرج الأمر عن السيطرة عندما طرحت الزميلة فاتن قبيسي من جريدة «السفير» سؤالاً اعتبرته الصحافة اللبنانية استفزازياً يقلّل من شأن الممثلين اللبنانين.
استفز سؤال فاتن كلوديا مارشليان، وتحوّل الأمر إلى سجال «وطني» بين الصحافيين اللبنانين الذين هبّوا للدفاع عن «لبنانيتهم». ولم يعد مسلسل «روبي» هو الحدث. إذ أنّ قبيسي طلبت من الممثل مكسيم خليل تقييم أداء الممثلين اللبنانيين وإعطاء رأيه بهم بصراحة، مما يستبطن شعوراً بأنّ قبيسي أرادت القول بأنّ الفنانين اللبنانيين فاشلون. مما أزعج صحافة لبنان التي نسيت المسلسل وبدأت بمناقشة أوضاع الدراما اللبنانية فيما لم يستطع الفريق المنظم السيطرة على الصحافيين والفوضى التي عمّت المؤتمر.
وكما صرح القائمون، فالمسلسل موجّه إلى الشباب، مما أثار الكثير من الانتقادات قبل عرضه. إذ تساءل كثيرون عن مدى اهتمام شباب العالم العربي بمشاهدة مسلسل «معرّب» يتناول قضايا الحب والغرام والخيانة في ظل الثورات العربية، خصوصاً أنّ الشباب الذي أصبح أكثر وعياً، بات منشغلاً بأمور أكثر أهمية من التسمّر أمام الشاشة لمشاهدة جمال سيرين عبد النور التي تؤدي دور روبي. فيما أكدت كاتبة العمل أنّ المسلسل «ثورة قبل الثورة».
يذكر أنّ المسلسل يتألف من 99 حلقة، من إنتاج شركة «سامة»، ويشارك فيه فنانون مصريون ولبنانيون هم: زكي فطين عبد الوهاب، ومنة فضالي، وعزت أبو عوف، وأمير كرارة، ومكسيم خليل، وشادي حداد، وبياريت قطريب، وديامان بو عبود، وتقلا شمعون، وفادي إبراهيم، وجهاد الأندري، وإخراج رامي حنا. وسيكون بلهجات عربية مختلفة فكل ممثل سيتكلم بلهجته في العمل.
ويبقى نجاح أو فشل المسلسل مرتبطاً ببدء عرضه ومدى تقبله من جانب «ربات البيوت» اللواتي يعتبرن الجمهور الأكبر للمسلسلات التركية. فهل ستتقبل هذه الشريحة من عشاق المسلسلات التركية مكسيم خليل بديلاً لمهند وسيرين عبد النور بديلة لنور أو لميس؟