أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر، حفظها الله، أن الإنجازات الحضارية الشاملة، والنقلة النوعية المتميزة التي حققتها المرأة في دولة الإمارات، تجسّد الرؤية الحكيمة الثاقبة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، لدور المرأة الحيوي في بناء الوطن، والتي تمثّلت في مناصرته لقضاياها وحقوقها وتشجيعه ودعمه اللامحدود لها، وهي الرؤية التي تعمّقت في فكر ونهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي أنجز برامج وخططاً طموحة لتمكين المرأة وفتح الآفاق الواسعة أمامها لتتبوأ أعلى المناصب في جميع المجالات السيادية التنفيذية والنيابية والقضائية، ومختلف المواقع القيادية في اتخاذ القرار، إضافة إلى حضورها الفاعل في ساحات العمل النسائي العربي والإقليمي والدولي .
ونقلت وكالة أخبار المرأة تصريح سموها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 2012 والذي احتفل به الاتحاد النسائي العام أمس في نادي أبوظبي الرياضي تحت شعار (تمكين المرأة ووضع نهاية للجوع والفقر)،
وقالت سمو الشيخ فاطمة إن المرأة الإماراتية تشغل اليوم أربعة مقاعد في مجلس الوزراء، وتتمثل بثماني عضوات في المجلس الوطني الاتحادي، وبسفيرتين وقنصله عامة في الخارج، من بين أكثر من 65 دبلوماسية يعملن في وزارة الخارجية .
وأضافت “إنني أشعر بالاعتزاز والرضا وأنا أرى اليوم ابنة الإمارات في الهيئة القضائية والقضاء الشرعي والطيران المدني والعسكري والدفاع الجوي ومختلف أفرع ووحدات وزارة الداخلية” .
ونوّهت سمو الشيخة فاطمة بأن المرأة تُشكل اليوم مكوناً مهماً في خريطة القوى البشرية العاملة في القطاع الحكومي، وتشغل 66 في المئة من الوظائف الحكومية، من بينها 33% من الوظائف القيادية العليا المرتبطة باتخاذ القرار، وأكثر من 15 في المئة من الوظائف الفنية التي تشمل الطب والتدريس والصيدلة والتمريض، إضافة إلى اقتحامها، بكفاءة واقتدار، ميدان الأعمال بعد تأسيس مجلس سيدات الأعمال الذي يضم نحو 12 ألف سيدة يُدرن 11 ألف مشروع استثماري، يصل حجم الاستثمارات فيها إلى نحو 5 .12 مليار درهم، كما وصل عدد النساء اللواتي يعملن في القطاع المصرفي، الذي يُعد أهم القطاعات الاقتصادية في البلاد، إلى نحو 5 .37 في المئة .
وأشارت بفخر “إلى أن الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات في تمكين المرأة في فترة وجيزة وضعتها في المرتبة الثالثة والثلاثين من بين 187 دولة في العالم في تقرير مؤشر التنمية البشرية التابع لبرنامج الأمم المتحدة للعام ،2011 موضحة في هذا الصدد، أنه قبل أربعين عاماً لم تكن أي امرأة تذهب إلى المدرسة، في حين تُشكل النساء حالياً أكثر من 70 في المئة من مجموع خريجي الجامعات في الدولة .
كما أكدت أن من أبرز تداعيات ومهدّدات الجوع والفقر، هو ما تشهده بعض الأقاليم والمناطق في قارات العالم من حروب طاحنة ونزاعات مسلحة وأزمات وكوارث، تكون المرأة من أكثر المتأثرين والمتضررين بها .
وعبّرت عن قلقها الشديد إزاء تصاعد الأوضاع الإنسانية المأساوية التي تعيشها المرأة في عدد من الأقاليم المهمشة والمناطق الملتهبة في العالم، حيث تتعرض المرأة لانتهاكات صارخة لكرامتها وحقوقها الإنسانية، والعنف والاستغلال .
ودعت المجتمع الدولي إلى تفعيل إرادته والعمل بإيجابية وشفافية لإحكام تطبيق المواثيق الدولية والأعراف والبروتوكولات التي تهدف إلى حماية الإنسان وضمان احترام إنسانيته والتخفيف من معاناته، كما دعت إلى ضرورة تضافر الجهود الإنسانية على صعيد المنظمات الإقليمية والدولية، لاسيما في مجال تحسين ظروف وأوضاع المرأة الإنسانية وتوفير الحماية والمساعدة اللازمتين لها .
كما أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أن دولة الإمارات تؤمن بأن العمل الإنساني مسؤولية أخلاقية وواجب يُجسد التعاضد والتآزر الأممي، ويُعَد مُكوناً أساسياً في نهج وممارسات السياسية الخارجية، مشيدة بالدور الذي تضطلع به المرأة الإماراتية في ساحات العمل الإنساني والخيري، وجهودها في دعم ومساندة المرأة في الملمّات والمحن والكوارث .