لم يبق إلا أن يضعوا لنا مأذوناً على الفيسبوك. قلت ذلك مازحاً لأحد أصدقائي. الذي مالبث أن تحمس فهو أحد مهاوييس الفيسبوك والتويتر، وسارع قائلا: رائع لم لا؟ نستطيع بناء عالم كامل. طبيب يفتح عيادة على الفيسبوك، مكتب محاماة .إلخ..
لكن فكرة المأذون تبدو لي طريفة، وقد خطرت لي بعد أن التقيت ثلاثة من رفاقي الفيسبوكيين الباحثين عن شريكة العمر على الفيسبوك! كنت أسخر فيها منهم وهم يبحثون عن عروس مناسبة بين بروفايلات البنات المختلفة. وتخيلت مأذوناً بمواصفات تليق بالحياة على هذا الكوكب المفسبك....
يقول رفيقي الأول مجدي "هنا أستطيع التلصص على أكثر من فتاة، أعرف كيف تسلك وتفكر وتلبس؟ وكيف شكلها؟ ومن هم أصحابها؟ حياتها مكشوفة أمامي قبل أن أفكر بالارتباط فيها. إنها فرصة لا تتاح لنا في الواقع".
أما رفيقي الخمسيني المقيم في كندا فقرر إغراء البنات بالجنسية الأجنبية والأقامة في مونتريال، ولأنه انفصل مؤخراً عن زوجته الكندية يبحث عن فتاة من أصل عربي، وأين هو المكان الأمثل لهذا البحث سوى الفيسبوك؟
صديقي الثالث هو مراد التونسي، والذي يبحث عن فتاة بمواصفات شكلية معينة، والفيسبوك لشدة هوس البنات بوضع صورهن فيه، يتيح له أن ينقي ويقلب مثلما يقلب وينقي البطاطا فيتحدث إلى هذه ويحذف تلك وهكذا. وهو مقتنع تماماً أن شريكة حياته المانكان موجودة في أروقة الفيسبوك.
مالذي حدث للعالم؟ هل هجرنا حياتنا وعشنا في ذلك المكان الأزرق؟